ملتقي اهل اللغه (صفحة 6110)

إلى من يهمه الأمر .. هل تعجز العربية؟

ـ[رائد]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 01:29 م]ـ

إلى من يهمه الأمر .. هل تعجز العربية .. ؟

دمشق

صحيفة تشرين

رأي

الخميس 20 تشرين الثاني 2008

شحادة الشعبي

كثيراً ما نقرأ ونحن نسير في الشوارع والأحياء الصغيرة حتى الفقيرة منها تسميات أجنبية لمحال تجارية وغير تجارية.

وقبل أيام وقع نظري على لوحة إعلانية جعلتني أتوقف عندها بعض الوقت لكنها أخذت من تفكيري الشيء الكثير، لأنني أحسست بألم الغربة والتغريب وأحسست كم هو غريب عن لغته من يطلق تسميات أجنبية على متجره أو بضاعته كموضة أو تقليد أعمى دون أن تحفزه لغته أو تاريخه العريق لمجرد التفكير بالتحدي وعلى أقل تقدير أن يحفزه لانطلاقة جديدة تعيد له هيبته وموقعه بين الآخرين.

توقفت عند التسمية لأنها تتعلق بأحد أهم المواقع العربية والإسلامية وهي رمز الصراع بيننا وبين الكيان الغاصب ألا وهو الأقصى الشريف.

أما العبارة التي قرأتها فهي كلمتان «الأقصى مول».

سألت نفسي وأنا أقرأ العبارة سؤالين اثنين الأول هل يجوز لنا أن نطلق تسمية الأقصى وغيره من الأماكن المقدسة على محالنا التجارية أو منشآتنا أو ما شابه وإن جاز ذلك هل يجوز لنا إقرانها بتسميات أجنبية تزعج العين وتكسر فؤاد العربي المعتز بعروبته ولغته وحضارته.

«الأقصى مول» كلمتان متنافرتان إلى أقصى حدود التنافر وأبعده.

والسؤال الثاني على أهل الاختصاص وأهل اللغة وخاصة أننا في هذا الوطن نحمل لواء العروبة ونقود حركة تعريب قوية منذ سنوات طويلة وقد أصدر السيد الرئيس مرسوماً جديداً لمجمع اللغة العربية لكي يكون قادراً على القيام بواجباته بما يحقق لهذه اللغة تمايزها ويحافظ على مكانتها.

هل تعجز لغتنا عن استيعاب كل ما هو قادم ومن ثم هضمه واحتواؤه؟ أسأ ل ومع السؤال أقول: إن اللغة العربية هي الأقدر بين لغات العالم على الاستيعاب والفهم والترجمة، ويكفي أن أشير إلى دراسات لغوية تفيد بأن اللغة العربية هي أكثر لغات العالم من حيث المفردات والكلمات.

فقد جمع اللغويون خمسة ملايين مفردة عربية ومن زاد قال ستة ملايين ومن أنقص قال ثلاثة ملايين ونصف مليون مفردة، بينما مفردات اللغة الإنكليزية لا تزيد على مليون ونصف مليون مفردة واللغة الفرنسية تحوي مليوناً وربع مليون مفردة.

لذلك أنزل الله القرآن الكريم باللغة العربية لكي يفهم الناس بأدق الكلمات وأجزل العبارات كل ما يريدون فهمه.

فيا أهل العروبة انتبهوا لهذا الغزو الثقافي الذي لا يمكن إيقاف زحفه أو مجابهته إلا بصون اللغة والحفاظ عليها وحمايتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015