ملتقي اهل اللغه (صفحة 6098)

ولذلك تَبَنَّى أغلب دعاة الحداثة المشهورين الدَّعوة إلى الكتابة بالعامية، حَتَّى لم يعد يكتفي بعضهم بكتابة حوار القصَّة بها - كما كانَ الحال من عقدين أو ثلاثة منَ الزَّمن - بل ذهب يكتب العمل الأدبي كله - من ألفه إلى يائه - بالعامية، مفاخرًا أو مجاهرًا، وكأن هؤلاء المفسدين الجدد يقولون بملء الفم، وصريح العبارة: إنَّ العربيَّة الفصحى قد غدت تراثًا قديمًا باليًا، وهي لا تصلح أن تكون لغة أدب حيّ مُتدفق، كما قيل من قَبل: إنَّها لا تصَلْحُ لغة علم فحَلَّتِ اللغات الأجنبية محلها.

قداسة العربيَّة

إنَّ اللغة العربيَّة - من دون سائر لغات الأرض - لغةٌ مقدسةٌ، لأنها لغة دين وكتاب ووحي، لغة الإسلام الذي أراده الله أن يكون للبشرية جمعاء، وكأنه يعلن بذلك عن عالمية العربية، ولا ينبغي أن يغيب عنَّا هذا، أو أن يَخدعنا ما يقوله علم اللغة الأوربي الحديث، فالقوم يَتَحَدَّثون عن لغتهم، ولسنا هنا في موطن مُناقشة آرائهم في ذلك، فلذلك موطنٌ آخَر، ولكن الذي لا شك فيه أنَّ ما يقولونه لا ينطبق على لغتنا العربية، ولا ينسَجم مع روحها ومنهجها، ولا مع موقعها الديني والحضاري في نفوس القوم الناطقينَ بها.

إن اللغات الأوروبية ليست لغات ذات قداسَة دينيَّة، ولا زَعَمَ لها أحدٌ ذلك من أهلها أنفسهم، وإن أيََّا من هذه اللغات لم ينزل بها دين سماوي، أو كتاب تَحَدَّى البشر في كل زمان ومكان.

وأمَّا العربيَّة فهي من الدين، وتعلُّمها دين، وقد كان ابن تيميَّة يرى أن تعلمها فرض واجب على المسلم،

إن تَخَلَّصْنا منَ الوهم الخطير الذي أشَاعَه علم اللغة الأوروبي الحديث يجعلنا نعيد حسابنا مع لغتنا المقدسة، ونَحذَرُ مِمَّا نندفع أو ندفع إليه من شأنها، ونَعرف أنَّه لا يَنطبق عليها ما ينطبق على لغات الغرب، وأنَّ اللغويينَ الغربيّين - وأغلبهم من اليهود - ليسوا أوصياء على لغتنا ....

منقول بتصرف عن مقالة للكاتب

د. وليد قصاب

ـ[أبو مالك النحوي]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 07:09 م]ـ

إن كان الأمر كذلك فنعم ..

نحن نتعلّم اللسانيات، ولكن لا نقرُّ بمجافاة الفصحى والدّعوةِ إلى العاميّةِ، إلاّ أنني أرى أنّ في اللسانيات جوانبَ محمودة، ومأمونة أيضًا، لا تهدم لغتنا، ولا تهدد كيانها.

بل إنّها تثري اللغة، وتوسّع أبوابها ..

لسانيات النص - على سبيل المثال - هي باب واسع لإثراء العربية، ونحن من خلالها نطبّق بعض المناهج الغربية على لغتنا فنأتي بما هو جديد ومفيد، نأخذ ما يوافق قانون العربية ونترك ما يخالفه .. مؤمنين بقداسة العربية، وقداسة النص القرآني ..

العنوان (خطر اللسانيات الحديثة) فيه نوع من التعميم المرعب، والأمر أهون من ذلك، إلا إذا كان كما ورد في المقال من محاولات تهميش اللغة الفصحى ونزع القداسة عن النصوص الدينية، فحينئذٍ يجبُ التنبيهُ على خَطَرِ القضيةِ، والتحذيرُ منها .. وفقكم الله ونفع بكم وبالدكتور وليد قصاب.

ـ[ابو محارب]ــــــــ[08 - 01 - 2009, 02:05 ص]ـ

الامر ليس كذلك فربما تلبست بالامر فلا ترى سيئة,

وياليت الامر يقتصر على اللغة, بل ان العلمانيين قد وجدوا فى هذا المنهج ضالتهم

فراحوا يفسرون القرأن على اهوائهم فيما يعرف ب (القراءة المعاصرة)

وهى ضلال فى ضلال,

ولا اجد فى هذا المنهج من فائدة سوىمساعدة غير الناطقين بالعربية فى تعلمها,

وان شاء الله سوف اضع مشاركة حول القراءة المعاصرة كما يسمونها

والله تعالى اعلم.

ـ[ابن الطويل الجيزي]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 01:14 ص]ـ

جزاك الله كل خير.

ـ[مريم الجزائر]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 08:09 م]ـ

ليتك تضيف مشكورا مشاركة حول القراءة المعاصرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015