ملتقي اهل اللغه (صفحة 6063)

ـ[الأديب النجدي]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 09:05 ص]ـ

قالَ صالحٌ العَمْريُّ:

رأيت هذه التي أسميها مجازا أبياتا، كما أني قرأت شرحها المبين!! ولم يكن حتى أدركت يقينا أن معظم ما ضمت كلمات ليست عربية البتة، وأنها إن حوت بعض كلمات صحيحة - وما أقلها- من غريب اللغة، فإنما كان هذا اتفاقا ومصادفة محضة، ولا معنى لها في موضعها الذي وضعها فيه. وعلمت أن كاتبها حين عجز أن ينظم شيئا صحيحا، عمد إلى أحرف الهجاء، وطفق يلفق منها كلمات، ثم تمخض فولد هذه الجمل المتدابرة المتنافرة، تراها وقد ضمها السطر فتحسب بعضها يلعن بعضا، من قبح ما يرى كل من وجه صاحبه. وهذه الأبيات انتشرت في المنتديات وملأت السهل والجبل. فرأيت أن أستعين بالله وأرد عليه بأبيات على وزن أبياته وقافيتها, وأجعل فيها من غريب اللغة ما يبين لأمثال هذا الكاتب سعة اللغة وقوتها. على أن تكون الأبيات ذات معنى مفهوم وكلماتها صحيحة في لغة العرب وإن كانت الأبيات لا تخلو من التكلف ولكن الغرض منها ما ذكرنا.

وهي ستة أبيات أتبعت بها شرحها. ورحم الله حافظا إذ يقول على لسان العربية:

سقى الله في بطن الجزيرة أعظما ... يعز عليها أن تحين وفاتي

أرى لرجال الغرب عزا ومنعة ... فكم عز أقوام بعز لغات

قلت في هذه الأبيات:

تزنَّختَ طخطاخاً ولستَ بعندل ِ. . . كصَهْصَلِق ٍ رجّاسة غير كهدَل ِ

ولو لم تكن بيذارة ما تكأكأت. . . عليك نوازي أولق متغلغل ِ

ولكنك الطرماذ ُ- والغَمرُ واتنٌ-. . . نفزتَ كعلجوم إلى ألس عسقل ِ

أبالعِسبق المعلوث مع شرْي فدفد ٍ. . . عن المعو ترضى إنه لمشُ أخبل ِ

فكالحِسل كن في كدية وسط بسبس. . . وخلِّ عن الشنعاف فهو لأجدل ِ

وإياك لا تشحج بعُسلوج هيشر ٍ. . . وإلا خَدبنا أخدَعَيكَ بمِغوَل ِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - تزنّخ: تشدق ,الطخطاخ: سيء الخلُق , العندل: البلبل , صهصِلق: المرأة شديدة الصوت, رجّاسة: شديدة الصوت , الكهدَل: الجارية البكر.

2 - بيذارة: مهذار, تكأكأت: تجمّعت , الأولق: الجنون.

3 - الطرماذ: الكثير الفخر بما ليس عنده , الغمر: الماء الكثير والمقصود هنا اللغة العربية, الواتن: الدائم الذي لا يذهب , نفز: وثب , العُلجوم: الضفدع , الألس: التدليس , العسقل: السراب.

4 - العِسبق: شجر مر كالحنظل, المعلوث: المخلوط، الشَري: الحنظل , الفدفد: الفلاة , المعو: الرطب من التمر, اللمش: العبث, الأخبل: المجنون.

5 - الحِسل: ولد الضب , كدية: ما غلظ وارتفع قليلا عن الأرض ,البسبس: القفر الخالي, الشنعاف: رأس الجبل, الأجدل: الصقر.

6 - يشحج: ينعق , العسلوج: الغصن الناعم , الهيشر: شجر, خدبه بالسيف: شق لحمه, الأخدعان: عرقان في جانبي العنق , المغول: السيف.

والحمد لله أولا وآخرا

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[20 - 08 - 2011, 10:18 ص]ـ

أضحك الله سِنَّكَ أيُّها الأديب، من أين خرجتَ علينا بهذه الأبيات؟

والله لقد أذكرتَني أيَّامًا مضَتْ، فهذه الأبياتُ قد نظمتُها أيامَ الصِّبا قبل نحو من ثمان سنين، وقد كنتُ حينَها أحفظ من منظومة ابن دريد التي أوَّلُها:

ديارُ الحيِّ بالرسِّ إلى العَمْرَين فالأبرقْ

كرَجع النَّقش في الطِّرس إذا نُمِّق لم يَنْمَقْ

عفاها كلُّ رجَّاس مُلِثٍّ وبلُه مُودِقْ

إلى أن يقول فيها:

فَيَا لَلناس ما الزَّيمُ إذا فُصِّل أو دُهدِقْ

فضمَّنتُ أبياتي أشياءَ ممَّا جاء في مَنظومته، كالكَهْدَل في قوله:

وما الكَهْدَلُ في الخَيعَل والكافرُ في اليَلْمَقْ

والهَيشَرِ في قوله:

وما النَّهسَرُ في الهَيشَرِ يأْدو غفلةَ الخِرْنِقْ

والعَسقَلِ في قوله:

وما العَسقَلُ ذو الرَّقْراق فَوقَ الرِّيعَة الدَّيسَقْ

ـ[سعد الماضي]ــــــــ[23 - 08 - 2011, 12:31 م]ـ

وأهديكم من ضياع الوقت خمس دقائق:

كنت وصاحبي في بلدة الشَّعْراء تحت سفح ثهلان الأشم ذات ليلة من الليالي المقمرة من العام 1409 حسب ذاكرتي، فاخترعنا ما أسميناه السنسكريتية الجديدة، وحين سطرنا نحوا من 160 كلمة في غضون ساعتين، فوجئت بقوله ـ زاجرا ـ: كفى! " أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا "، لو كنا نبحث في عويص اللغة فربما انتفعنا وأثابنا الله، أما عملنا هذا فهو مضيعة للوقت وقد يلحقنا منه إثم، ويكفينا للتندر ما سطرناه آنفا.

غافلته دقائق فكتبت ما يلي:

ترانا في دلوب الطبلقانِ * نذاكر قبل بدء الشحطبانِ

فإن يك بيننا هركندزيخٌ * فذاك دليل بعض العُسلُجانِ

وإن يك بيننا وهرندزيخٌ * فذلك قائد للسروجانِ

ولا يلوي عنانًا عن بهيقٍ * ولا الشرباص أو عن ميكعانِ

وإن آذاه فيها حُسلُقامٌ * يعود إلى ركوب الوَرجلانِ

ويلبسُ زندَرامِشَهُ مَجيرًا * ويتبعه بلبس البَطلسانِ

ومعناها: أنك ترانا في سفح الجبل، نذاكر قبل بدء الاختبار، فإن كان بيننا غبي فهو دليل الحظ الرديء، وإن كان بيننا ذكي فهو قائد للسيارة، ولا يلوي عنان السيارة عن عبلٍ (جبل أبيض) ولا [نسيتهما لطول العهد]، وإن آذاه مطب يعود إلى ركوب الطريق المزفت، ويلبس ثوبه نظيفا ويتبعه بلبس المشلح ..

فقال: أشهد أنك شاعر حلمنتيشي مبدع!!

فبئس المديح!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015