وهناك اختصارات باللاتينية مثل 'لول، LOL' وتعني: يضحك بصوت عال، وهي اختصار لجملة ' Laughing Out Loud'، و'تيت، Tصلى الله عليه وسلمT' وتعني: خذ وقتك، اختصارا لـ' Take Your Time'، و' TW' وتعني: علي فكرة، اختصارا لـ' رضي الله عنهy The Way'، و' OMG' بمعني: يا ربي، اختصارا لـ' Oh My God'، وغيرها.
والبعض يطوع الألفاظ الأجنبية للصياغة العربية مع احتفاظها بحروفها المعبرة عن أصلها الأجنبي، خاصة في التعامل مع الوسائط الإلكترونية. وأمثله ذلك، يأنتر أي يدخل علي شبكة الإنترنت، ويشيت أي يقوم بعمل " chat"، ويفرمط بمعني يجري " format" لجهاز الكمبيوتر، أي إعادة ترتيب وتصفية.
كما حذر د. ناصر من الجزر اللغوية المنتشرة داخل المجتمع العربي، والمعبرة عن انعزال الأفراد عن بعضهم البعض، ولعل أبرز مثال علي ذلك ما يسمي بلغة "الروشنة"، التي انتشرت - دون قواعد واضحة - بين جيل الشباب العربي في منتصف السبعينيات من القرن الـ20، مما أسهم في انتشار كلمات غريبة، مثل "طنش"، و"قب"، و"يروشن" أي يخرج علي المألوف، و"يهيس" أي يقول كلاماً غير مفهوم أو يفعل أفعالاً غريبة في موقف معين، و"يأنتخ" أي يتكاسل ولا يفعل شيئا، و"الأوكشة" أي البنت الجميلة وجمعها "الأكش"، و"نفض" أي تجاهل وتقوم علي تشبيه الكلام غير المرغوب فيه بالغبار الذي يدخل الأذن وعلي السامع أن ينفض أذنه منه، و"يهنج" التي تشبه العقل بالكمبيوتر الذي يتوقف فجأة عن العمل.
ودعا د. ناصر الآباء إلي توجيه الشباب أثناء تعاملهم مع وسائل الاتصال الجديدة للتمييز بين الغث والثمين، والحوار البناء في القضايا الشائكة وإعادة النظر في المناهج التعليمية ومراجعة الدور الإعلامي والفني، حيث تعد وسائل الإعلام والسينما والأغاني والدراما المصرية من أهم أسباب انتشار العامية.
الإعلام الجديد
وبالنسبة لدور الإعلام في مواجهة تحديات العولمة بعصر السماوات المفتوحة، أكدت د. ليلي عبد المجيد عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة أن الأمة العربية تواجه محاولات اختراق لهويتها الثقافية خاصة بين الأجيال الجديدة مشيرة إلي أن الثورة الاتصالية والتكنولوجية الراهنة أفرزت لغة جديدة تتواكب مع طبيعة تطور وسائط الاتصال مما أثر سلبيا علي اللغة العربية.
وقالت إن الأزمة الحقيقية ليست في سوء توظيف وسائل الإعلام للعربية، وإنما في عملية تدريسها في المدارس والجامعات التي تتم مع مستويات متدنية من الطلاب غير المؤهلين وبمناهج تدريس تقليدية، الأمر الذي ينتج في النهاية معلمين غير قادرين علي تحمل مسئولية إعداد جيل متميز.
وأبرزت د. ليلي أهمية دراسة نقاط القوة والضعف في صياغة الخطاب الإعلامي لتوصيل الرسائل الإعلامية إلي فئات مختلفة من الجمهور، حيث يتأثر مستوي الأداء الإعلامي بالسلب أو الإيجاب بمستوي الأداء اللغوي السائد، فكلما كان الأداء راقياً وسليماً ومبدعاً كانت مهمة توصيل الرسائل الإعلامية أكثر يسراً وأعمق تأثيراً في الجمهور المستهدف.
ضرورة قومية
من جانبها، قالت د. نجوي كامل وكيلة كلية الإعلام لشئون البيئة وخدمة المجتمع إن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة اتصال أو وعاء لنقل الأفكار والمعاني بقدر ما هي مكون ثقافي وحضاري من روافد الثقافة العربية، وبالتالي لا يعد الحفاظ عليها والدعوة إلي حمايتها ترفاًً فكرياً أو قضية شكلية إنما ضرورة قومية تتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية لضمان الحفاظ علي هوية المجتمع وتوفير سياق صحي يساعد هذه اللغة الحية علي النمو والتطور تلقائياً لاستيعاب المستحدثات دون قطع صلتها بالتراث.
ودعت د. نجوي إلي التصدي لمفردات اللغة العامية التي انتشرت في برامج أجهزة الإعلام، فبرنامج "البيت بيتك" مثلاً أصبح "مصر النهاردة"، ومعظم الإعلانات تسودها العامية واللغات الأجنبية.
ولايعني التصدي لموجات التشويه المتتابعة حرمان الشباب من قاموس لغوي خاص بهم، ولكن يجب تدريبهم علي الفصل بين قواعد لغة التعاملات الحياتية الشعبية والرسمية، ومعرفة متي وأين وكيف يستخدمون كل مستوي من اللغات العربية والأجنبية دون انتهاك لأصول لغتهم الأصلية.
عيون المراصد
وعلي صعيد جهود المجتمع المدني، أطلق المهندس محمد عبد المنعم رئيس مجلس إدارة "ساقية الصاوي" برنامجاً لرصد تجاوزات وأخطاء الصحف والمطبوعات في اللغة العربية، مؤكداً أن هذا لا يليق بمكانة اللغة، معتبراً أن اللغة العربية سقطت سهوا، لذا حمل نشاط الساقية عام 2009 شعار عام اللغة العربية.
وقال "أنا شخصياً من خريجي المدرسة الألمانية الإنجيلية، ومع ذلك حرصت علي إجادة العربية الفصحي وتبسيطها لابنتي اعتزازاً بهويتي"، مشيراً إلي أن عدم اهتمام الأشخاص بضبط مخارج الألفاظ من أبرز مشكلات اللغة العربية، لكن الخطر الحقيقي علي بنية اللغة العربية يتمثل في الصيحات التي تنتقد حركات الإعراب في "لغة الضاد"، وتدعو إلي الاعتماد علي مبدأ 'سكن تسلم' علماً بأن العلامات في آخر الكلام تحدد المعني في اللغة العربية، وتفرق بين المعلوم والمجهول والفاعل والمفعول، مثل 'ذهب' فكيف نعرف هل يعني الفعل بمعني مضي أم يشير للمعدن الأصفر؟.
وأضاف أن مرصد الأمم المتحدة أشار إلي أن الأمة العربية هي الوحيدة التي اختارت تعليم أبنائها لغة أخري غير لغتها الأصلية، داعياً إلي إحياء قواعد اللغة العربية وتعليمها بطريقة سهلة شيقة تقترب من الروايات حتي يحبها الصغار من الأجيال الصاعدة، ويعيدون الاعتبار إليها مستقبلاً.
جريدة الأسبوع المصرية - 3/ 4/2010
¥