ـ[رائد]ــــــــ[24 - 05 - 2010, 02:43 م]ـ
اللغة العربية وسلامة التواصل
* محمد بوكحيل
ما من أحد يجهل كون اللغة أداة للتواصل ومظهر للتفكير والإنسان هو المخلوق الوحيد القادر على ترجمة أفكاره ومشاعره إلى رموز {ألفاظ، وعبارات مفهومة لدى أبناء مجتمعه}. ما يجعلها تتسع للتعبيرعن المعارف والتجارب والخبرات الماضية والآمال المستقبلية.
يستخدمها الإنسان فى التعبير عن الأشياء العينية والملموسة كما يستخدمها وسيلة في تفكيره المجرد، وبهذا تجمع الوظيفة الاستكشافية في المحيط، والوظيفة، التخيلية كالإنتاج الفنى ورسم الانفعالات والتجارب والأحاسيس إلى جانب
الوظيفة الإخبارية كنقل المعلومات.
- الوظيفة الرمزية: باعتبار الألفاظ ترمز إلى موجودات فى العالم الخارجى.
وإذا أيقنا أن الأحرف ضمن الكلمة هي صُور صوتية لظواهر وأحداث واقعية، ومشاعر وآمال، وإذا أردنا أن نحدد دلالة هذه الصور فيجب أن ندرسها من حيث واقعها، وكيفية وسلامة نطقها.
وهي أمور تعززها عملية استرجاع المخزون المعرفي، منطوق أو ذهني لمعلومات مخزنة، سواء أكانت تلك المعلومات على شكل حروف، {رموز}،صور ومشاعر، والقراءة عينها، عملية بنائية إذ لا يوجد نص يفسر نفسه تفسيرا تاما فللفهم يحتاج القارئ إلى استخدام معرفته السابقة أيضا.
والتواصل اللغوي الذي نقصد به هونقل المعاني بين المرسل والمتلقي باستعمال اللغة كأداة، فعندما يتصل الإنسان بغيره اتصالا لغويا بغية التعبير عن الذات ونقل المشاعر والأحاسيس فهو إما أن يكون متحدثا، وإما أن يكون مستمعا، وإما أن يكون كاتبا، وإما أن يكون قارئا.
وفي كل الحالات يمر الإنسان بعمليات عقلية مضمونها ومادتها اللغة. تواصل يؤدي إلى إشباع حاجات المتواصلين، كالتعبير، أو الإفهام، أو الإقناع، والتأثير في المشاعر،
وفنون هذه العملية، أربعة هي: الاستماع، والتحدث، والكتابة، والقراءة. وبهذا المعنى نجد أن اللغة أداة للتواصل ومظهر للتفكير ووعاء لحفظ القيم، ووسيلة الاتصال بين أفراد المجتمع، ذلك الاتصال الذي لا يكون إلا فكريا ووجدانياً فسلوكيّا.
وهي قاعدة تنطبق على جميع اللغات وكل المجتمعات الإنسانية، مع وجود فوارق في تقنيات الاتصال تبعا لقدرة الأفراد وتطور وطبيعة اللغة، وهو مايعنينا في هذه العجالة.
إن المكتوب، هو المنطوق عبر عنه برموز، ولكل لغة دلالاتها الصوتية.
وقد جاء فيما يتعلق بهذه الدلالة الصوتية ما ذكر من أن بعض اللغات تعتمد الأصول المختلفة للفعل، أي لحدوث الفعل من الفاعل بكلمات إضافية تدل من حيث الإيقاع الصوتي على تلك الحالة أو الكيفية إلتي يكون عليها صاحب الفعل،
نورد من ذلك ما ذكره الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه - دلالة الألفاظ - من أن من لغات وسط إفريقيا مثلا، أن الفعل الذي يدل على مطلق المشي هو {zo} وبإضافة الحالة نجد: يمشي منتصبا: ZO Kصلى الله عليه وسلم Kصلى الله عليه وسلم أي قائما يمشي بنشاط: ZO عز وجلصلى الله عليه وسلمS عز وجلصلى الله عليه وسلمS أي نشيطا يمشي بسرعة: ZO TYصلى الله عليه وسلم TYصلى الله عليه وسلم أي مسرعا.
لكن الأمر في اللغة العربية يختلف، فبالإضافة إلى سعتها وتعدد المرادفات، مقارنة بغيرها، نجد مسالة الاشتقاق، أي {أخذ فرع من أصل}،يشتركان في المعنى والأحرف والأصول وترتيبها.
مثلا: اشتقاق إسم الفاعل ضارب واسم المفعول مضروب والفعل تضارب، من المصدر {الضرب}،والتغير من حالة الرفع إلى الجر إلى النصب، والإدغام والترادف وشبهه.
وحديثنا عن الاشتقاق لانرمي من خلاله البحث في تفاصيل موضوع اختلاف علماء اللغة في الأصل أهو الفعل الماضي المجرد المسند إلى الغائب ام ان المصدر هو الأصل، لكن الذي يعنينا هومعرفة المفردة في سياق استعمالها لنتمكن من النطق السليم أو الكتابة السليمة حتى تؤدي وظيفتها لدى المتلقي [السامع أو القارئ].
ومثال على ذلك: كلمة جد، هي كلمة من حرفين لكن تموقعها وشكل الحرف ج يغير المعنى:
1 - عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم,.بفتح الجيم تعني: صلة القرابة التي تربط الحفيد بوالد والده أو والد والدته
02 - أشياء جدهن جد وهزلهن جد .. بكسر الجيم في الالفاظ الثلاثة تعني الكد والصرامة, وكذا في المثل "من - جد - وجد ومن زرع حصد" بالفتح تعني الكد والصرامة
¥