ـ[رائد]ــــــــ[24 - 05 - 2010, 02:51 م]ـ
اللغة العربية خير لغة أُخرجت للناس
لغتنا تاج ذهبي لهويَّتنا
غزاي درع الطائي
كرَّم الرحمن الرحيم أمتنا حين جعلها خير أمة أُخرجت للناس، وكرَّم لغتنا العربية حين أنزل بها القرآن الكريم، وهو التشريف الأعلي لها، نعم لقد اختارها سبحانه وتعالي وأنزل بها ذلك الكتاب الإلهي العظيم، الذي فيه تبيان لكل شيء وهو هدي ورحمة وبشري وشفاء، ولم يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها، ومن فضل الله تعالي علي أمتنا العربية أن نشر لغتها في مشارق الأرض ومغاربها عبر ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه.
وهنا من حقنا أن نقول: إن اللغة العربية هي خير لغة أُخرت للناس، إنها ليست لغة وحسب بل كون لغوي، ففيها ما ليس في غيرها وهي تتَّسع لما لا يتَّسع له غيرها، ويعمل محبّوها علي ترسيخ فصاحتها عبر استعمال كل ما هو أصيل من الأساليب والتراكيب ونبذ كل ما هو هجين وشاذ.
ويعرف الجميع أن اللغة العربية لها القدرة علي التكيُّف علي وفق متطلبات العصر، وذلك لأنها لغة تفاعلية حضارية إنسانية قادرة علي الإتصال والتواصل والإيصال والربط والترابط، وهي بحق لغة الدين والعلم والسياسة والإجتماع والأدب والشعر والتصوف والفن والمنطق والفلسفة والإقتصاد والزراعة والتجارة والصناعة والقانون والتاريخ والجغرافية، وكل معرفة.
ولقد استطاعت اللغة العربية ـ وهذا ما يشهد عليه تاريخها الفاعل ـ أن تكون متمكنة من تحقيق اتصال مباشر بالواقع، وأن تكون لها القدرة الفائقة علي التعبير عن العواطف والأحاسيس والمشاعر، مع قدرة مشهودة علي استيعاب ما يدلُّ علي الإرتقاء العقلي عبر الإتصال بالمجرَّد والتعبير عنه بإبداع، ولا يستطيع أحد أن ينكر قدرتها علي التعبير بنوعيه الحقيقي والمجازي، وقدرتها علي الإبداع سواء أكان ذلك الإبداع علي مستوي الكناية أو علي مستوي التصريح، فضلا علي التعبير عن المعقولات والمجرَّدات علي حد سواء، وعن الحسِّيّات والعقليّات والمعنويات أيضا،
إنها قادرة علي استيعاب الكليّات والشموليّات والعموميّات مثلما هي قادرة علي استيعاب الجزئيات والخصوصيات والتفصيلات.
ويستطيع العربي الإفصاح الدقيق والتام عن كل ما يريد التصريح أو البوح به باستخدام لغته العربية، وهو لا يحتاج في أثناء كلامه إلي الإستعانة بحركات يديه أو كتفيه أو أي جزء من أجزاء جسمه الأخري من أجل إتمام إفهام المخاطب بمقصوده من الكلام سدا للنقص المفترض الذي يمكن أن تشكو منه لغته، وهذا موضوع جدير بالملاحظة.
وهنا نتوقف لنقول: لا بد لأي متحدث عن اللغة العربية علي مستوي الإطارات العامة أن يضع نصب عينيه الحقائق الآتية:
1.إن اللغة العربية اليوم هي واحدة من اللغات العالمية الرسمية الست المستخدمة في المنظمة العالمية للأمم المتحدة والمنظمات والوكالات الدولية التابعة لها، فهي تقف بثبات إلي جانب اللغات العالمية: الإنكليزية، الفرنسية، الأسبانية، الروسية، والصينية، وهي تحتل التسلسل الخامس بينها، أي أنها تسبق اللغة الصينية، وقد أكدت منظمة الأمم المتحدة أهمية التمسُّك باللغات الرسمية الست في ظل هيمنة اللغة الإنكليزية علي الأعمال اليومية للمنظمة الدولية وتبنَّت الجمعية العمومية قرارا يشدِّد علي الأهمية الكبري للتساوي بين اللغات الرسمية لتلك المنظمة.
2.إنها تحتل اليوم المرتبة السادسة من بين اللغات العالمية الثمان الأكثر تداولا في العالم من حيث عدد الناطقين بها، والتي يستخدمها نصف سكان العالم، فهي تأتي مباشرة بعد اللغات: الصينية، الإنكليزية، الهندية (الأوردية)، الأسبانية، الروسية، ومما هو معروف أن اللغة العربية هي اللغة القومية لما يزيد علي الثلاثمائة مليون عربي، وهي لغة العقيدة والفكر والثقافة لأكثر من مليار وربع المليار مسلم في مختلف بقاع الدنيا.
3.إنها تحتل المرتبة الثانية عشرة من بين اللغات الخمسين الأكثر بروزا في مجال الترجمة، كما تحتلُّ المرتبة السابعة والعشرين عالميا من حيث عدد الكتب المترجمة إليها.
4.أنها لغة رسمية في منظمة المؤتمر الإسلامي والإتحاد الإفريقي وصندوق النقد الدولي والإتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها ومنظمة شرطة الجرائم الدولية وتجمُّع دول الساحل والصحراء.
¥