ـ[رائد]ــــــــ[24 - 05 - 2010, 02:58 م]ـ
أكاديميون:
لغة "العربليزية" سبب تدهور التعليم الجامعي وتخلفنا الحضاري
محيط - علي عليوة
حذر الدكتور محمد يونس الحملاوي أستاذ الحاسبات بكلية الهندسة جامعة الأزهر والأمين العام للجمعية المصرية لتعريب العلوم من أن التعليم في مصر يواجه الآن أزمة خطيرة نتجت عن ردة إصابته منذ أواخر القرن العشرين.
واوضح أن هذه الردة زاد تأثيرها مع بدايات القرن الحادي والعشرين حيث أظهرت برامج التعليم كلها نكسة غريبة سيطرت علي نظام التعليم كله فأصابته بالتشوه.
وأضاف في ندوة (تعريب التعليم الهندسي: قضية ومسئولية) التي عقدتها الجمعية المصرية لتعريب العلوم بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة عين شمس اليوم الاحد بأنه من ملامح تلك النكسة دخول اللغة الأجنبية الانجليزية إلي التعليم فأصبح التعليم والممارسة المهنية يمارسان بلغة مزدوجة لاهي عربية ولا هي انجليزية.
ووجدنا انفسنا امام سياق بالعربية ومصطلحات بالانجليزية وهذا جعل ممارسة التعليم الهندسي والممارسة الهندسية يتم بلغة ثالثة اسمها "العربليزية" بها يحاضر الأساتذة ويستذكر الطلاب ويمارس المهندسون مهنتهم.
ولفت إلي ان هذا يتم وسط نداءات تدعو إلي الردة الكاملة والرجوع إلي اللغة الانجليزية في النظام التعليمي والمهني المصري وهذه كارثة حضارية محققة
وطالب بسرعة وضع البرنامج الوطني للتعريب مع إحكام أسلوب التواصل مع العالم بإتقان لغاته وهي مسئولية الأطر الوطنية في التعليم الهندسي.
وأوضح أن اللغة القومية لايمكن إنكار دورها في استنهاض أي أمة للقيام بدورها الحضاري وهذا يفرض علي مهندسي وعلماء الأمة القيام بواجبهم ودورهم في مسيرة التنمية من خلال إعلاء شان اللغة القومية كما تفعل كل شعوب العالم التي تقوم بتدريس العلوم بلغاتها الوطنية وليس باللغة الأجنبية.
وشدد علي أن المعارضين للتعريب سقطت حججهم وأهمها أن العربية تعجز عن متابعة علوم وتقنيات العصر فهاهي المؤلفات المكتوبة باللغة العربية خاصة في العلوم الهندسية تتزايد كل يوم.
وهذه المؤلفات قام بها أساتذة جامعيون مما يؤكد أن هذه الحجة التي تسم العربية بالعجز هي حجة واهية ولا تصمد أمام الواقع العملي.
خرافة الانجليزية لغة العلم
واشارالحملاوي إلي أن الحجة الثانية للمقاومين للتعريب من جانب بعض الاساتذة هو الزعم بأن الانجليزية هي لغة العلم في العالم وهذه الحجة سقطت هي الاخري.
فهاهي اليابان والصين اللتان تمثلان قوتان اقتصاديتان وتمتلكان التقنيات الحديثة تدرس العلوم في مراحل التعليم المختلفة في جامعاتها بلغاتها القومية وبهذه اللغات تفوقت في العلم والاقتصاد معا.
وكشف النقاب عن ان التدريس بالانجليزية في جامعاتنا مخالف للقانون والدستور وقرارات القمم العربية.
ولفت إلي ضرورة وجود قرار سياسي وإستراتيجية قومية تقودها الجامعات المصرية بالتنسيق والتعاون مع الأقطار العربية الاخري.
وأشار إلي أن الخطوة الأولي تتمثل في تكوين مكتبة عربية جامعية في كافة التخصصات الهندسية من خلال التأليف بالعربية وترجمة كتب الجامعات الأجنبية إلي العربية وتوفير معاجم المصطلحات الهندسية.
ومن جانبه أشار الدكتور مهندس محمد عبد الله الشامي الاستشاري الهندسي إلي انه في البدء وقبل قدوم الاحتلال البريطاني إلي مصر كانت مدرسة الهندسة تعتمد علي اللغة العربية.
ثم فرضت سلطة الاحتلال اللغة الانجليزية علي التعليم كله في مصر ولكن المدرسة الوطنية المصرية تحدت هذا الوضع وباشرت تأثيرها وتحول التعليم إلي العربية حتى استكملت مدرسة الهندسة المصرية أطرها للتدريس والبحث العلمي بعد الحرب العالمية مباشرة بفضل التوسع في البعثات.
وتابع قائلا: وفي العهد الجمهوري بعد ثورة يوليو اشتد الطلب علي خريجي المدرسة الهندسية لتنفيذ برامج التنمية والتصنيع وشهدت السنوات الأولي من هذا العهد إنجاز أول معجم هندسي عربي / انجليزي سرعان ما انتشر في الوطن العربي كله.
ونيه الشامي إلي أن هذا المعجم هو المرجع الأساسي حاليا في أي خطة لتعريب العلوم الهندسية ولازالت المكتبة العربية الهندسية تتسع وتنمو وتتوسع في التأليف باللغة العربية.
¥