ملتقي اهل اللغه (صفحة 5986)

معلّمة تتطوع لتصحيح الأخطاء اللغوية في المرافق العامة

ـ[رائد]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 11:17 ص]ـ

جندت أفراد أسرتها لحماية "لغة الضاد"

مواطنة تتطوع لتصحيح الأخطاء اللغوية في المرافق العامة

رأس الخيمة - عدنان عكاشة:

تنفذ متطوعة مواطنة مبادرة ذاتية فريدة من نوعها، لمسح الأخطاء اللغوية المتفشية في الطرق والميادين والأحياء العامة وحصرها على لوحات المحلات التجارية والإرشادية وتصحيحها، فيما جندت أفراد أسرتها، التي تضم زوجها وأبناءها الخمسة من الذكور، من أجل عيون اللغة العربية.

مهلة حسن الملا، 42 عاماً، معلمة لغة عربية في مدرسة زيد بن حارثة للتعليم الأساسي حلقة 1 في منطقة الجولان برأس الخيمة، نذرت نفسها والمحيطين بها لحماية (لغة الضاد) في مواجهة سيل التعديات السافرة عليها، كما تقول، ونجحت منذ بدأت مهمتها الوطنية في تسجيل أكثر من 100 خطأ لغوي في شوارع رأس الخيمة وأحيائها حتى الآن، في حين نجحت في تعديل ما يقارب العشرين خطأ فقط. وترجع ذلك إلى “غياب الوعي الكافي بأهمية لغتنا ودورها ومكانتها، والنقص الكبير في المتخصصين العاملين في الدوائر الحكومية المعنية، من الذين يفترض توليهم هذا الدور الحيوي”.

مهلة قالت ل “الخليج”: “إنها بدأت حملتها الشخصية على الأخطاء اللغوية الشائعة في الطرق واللوحات العامة عام،2004 وهي مستمرة حتى الآن، ولن تتوقف حتى تنتهي الظاهرة، وستبقى طيلة عمرها منذورة لحماية اللغة، التي هي مكون أساسي لهويتنا الوطنية والقومية”.

وتضيف أن “طموحها لا يقف عند رأس الخيمة، بل تتطلع إلى مواصلة مشروعها بعد التقاعد، ومده ليشمل بقية إمارات الدولة، لتتولى بنفسها مسح الأخطاء المنتشرة في اللغة العربية في طرق وميادين بقية الإمارات، ومخاطبة الجهات المعنية في كل إمارة لتعديلها، وقد عرضت فكرتها فعلياً على بلدية الشارقة، التي أبدت موافقة مبدئية على تنفيذها”.

وحول أهدافها من وراء مبادرتها أوضحت أنها تشعر أن “التصدي للتجاوزات بحق اللغة العربية في حياتنا اليومية جزء من واجبي كمعلمة لغة عربية، كما نبعت الفكرة من غيرتي على هذه اللغة، لاسيما أنها لغة القرآن الكريم، فضلاً عن أنها مكون رئيسي لهويتنا الوطنية والقومية، في حين يساعدني في مهمتي زوجي، وهو معلم تربية إسلامية، وأبنائي الخمسة، رغم أن أكبرهم في الصف الأول الثانوي، وهم يعملون معي في هذا الحقل بحب وإقبال، إلى جانب زميلاتي في العمل اللواتي يبادرن إلى لفت نظري إلى أي خطأ لغوي يصادفنه”.

وبلغ عدد الأخطاء اللغوية، التي أحصتها المتطوعة اللغوية في المنطقة التي تقطنها لوحدها، وهي (الشريشة) التابعة لمنطقة الجولان في رأس الخيمة، 42 خطأ لغوياً. وتشمل الأخطاء اللغوية التي تعمل على حصرها وتصحيحها الإملاء، والتركيب اللغوي، وبناء الجمل، إلى جانب الأخطاء البسيطة، فيما تمنح الأولوية، كما تقول، للأخطاء الفادحة، وتضطر إلى تأجيل تصحيح الأخطاء البسيطة، كالهمزة، حتى إشعار آخر، نظراً لدور الأولى الجسيم في الإساءة للعربية، والإحراج أمام ضيوف الإمارة، كما قد تؤدي إلى تضليل زوارها والحيلولة دون وصولهم إلى وجهاتهم.

وحصلت مهلة الملا على تصريح من بلدية رأس الخيمة في وقت سابق، فوضها صلاحيات رصد الأخطاء اللغوية في المناطق العامة، ولفت نظر المسؤولين عنها، ومطالبتهم بتصحيحها، وتوجيه إنذارات للمخالفين من أصحاب المنشآت التجارية وسواها من المقصرين.

وواصلت حملتها مؤخراً لتمتد إلى منطقة النخيل التجارية الحيوية في رأس الخيمة. وتؤكد عزمها المضي في مشروعها الحضاري، ليشمل جميع مناطق رأس الخيمة، بما فيها المناطق البعيدة والنائية، وينصب طموحها على العمل على نطاق أوسع في مبادرتها، ونيل التصريح للعمل على تصحيح الأخطاء اللغوية في جميع إمارات الدولة. وتأسف الملا بسبب “التجاوب المحدود من قبل المعنيين وأصحاب المنشآت التجارية مع حملتها لحماية لغتنا على الطرق وفي المؤسسات العامة. وتلفت إلى أن “فئة واسعة من أصحاب الرخص التجارية من أبناء الجنسيات غير العربية مضطرون إلى التقيد بالمسمى التجاري المعتمد في الرخصة التجارية، في حين يحول جهلهم باللغة دون إدراك مواطن الخطأ في البداية، ما تتحمل مسؤوليته الجهات المختصة بإصدار الرخص، التي يفترض أن تعين مختصين باللغة لقطع دابر تلك الأخطاء”.

وشمل مشروع مهلة “لقاءها مع الخطاطين العاملين في رأس الخيمة في مواقعهم، وأجرت إحصائية لنسبة الخطاطين العرب إلى الآسيويين العاملين في الإمارة، اكتشفت في ضوئها وجود 3 خطاطين عرب فقط بينهم”.

وتخرجت الملا عام 1991 من قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة الإمارات، وتعمل في تدريس اللغة العربية منذ 19 عاماً.

الخليج - 04/ 06/2010

ـ[التربوي]ــــــــ[18 - 06 - 2010, 03:14 م]ـ

أنعم وأكرم يا مهلة, فقد ظهرت جهودك لخدمة لغتنا العربية, فيما اكتفى الآخرون بالتنظير والحديث. وفقك الله, وسدد خطاك أنت ومن معك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015