ـ[سلمان بن أبي بكر]ــــــــ[08 - 08 - 2012, 05:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مطالبة الدول الإسلامية غير الناطقة باللغة العربية باعتماد تدريس العربية
إنّ الهدف والغاية من تعلّم وتعليم اللغة العربية فهم كتاب الله تعالى وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهماً صحيحا،
الذين هما (الكتاب والسنة) أصل الشريعة الإسلامية وعليهما مدارها.
مطالبة الدول الإسلامية غير الناطقة باللغة العربية باعتماد تدريس العربية
الخميس 02 رمضان 1431 هـ. الموافق 12 أغسطس 2010
محمود محمد أبو الهوى
يطيب لي ويشرفني مطالعة صحيفتكم الغراء كل صباح، ولا شك أنني أحب المداخلة في بعض المواضيع التي تنشر بالتعليق وفيما يخدم المصلحة العامة ويثري الموضوع بأفكار إيجابية بناءة، وإنني أقدر لكم موقفكم من ذلك عندما أطالع في بعض الأحيان نشر إحدى كتاباتي آخذين الموضوع من باب التفاعل مع ما ينشر، غير أنه سبق لي أن زودتكم بخطابات تتضمن (وجهة نظر) حول مواضيع حسّاسة تعالج هموم المواطن في هذا الوطن المعطاء بتوفيق من الله ثم بقيادته الحكيمة مثل موضوع (الماء سر الحياة)، هذا الموضوع يستحق النشر لما فيه من أفكار إيجابية نحو توفير وتأمين المياه لهذا الوطن، ونشره سيفتح باباً لتداوله ومناقشته بين عامة الناس وأهل الاختصاص،
وأما الموضوع المرفق هو حول ما نشر في جريدة “الاقتصادية” بتاريخ 4/ 8/1431هـ بشأن افتتاحكم الدورة الـ 40 للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي برعاية مفتي المملكة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وهو لا يقل أهمية عن سابقه فيما تضمنه من مقترح ألا وهو مطالبة الدول الإسلامية غير العربية ــ التي تؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد وبرسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وما نزل عليه من الحق (القرآن) ـــ اعتماد اللغة العربية كلغة ثانية بعد اللغة الأم في تلك الدول الإسلامية امتثالا لقول الله ـ عز وجل: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» (يوسف 2) لأن اللغة تساعد على توثيق الصلة وتبني العلاقات الودية بين حكومات البلدان الإسلامية، وتقرب المفاهيم ووجهات النظر، خصوصا أن تعداد المسلمين في العالم يزيد على مليار و300 مليون مسلم يوحدون الله ويقرأون القرآن ويصومون رمضان ويزكّون ويحجّون إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة ..
من هنا ندعو ونحث الجميع على مطالبة جميع الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية باعتماد تدريس اللغة العربية لغة ثانية في مدارسهم وجامعاتهم وجميع دور العلم لديهم بعد اللغة الأم امتثالا لقوله تعالى: «وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ» .. (الشعراء)، وبذلك تتحقق المقاصد والتعاون والتفاهم والتواصل والتفاعل بين دول العالم الإسلامي وشعوبه، ويتحقق قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم: «المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً».
وإن تحقيق هذا المطلب يعد واجباً مؤكداً على كل من تسمّى مسلماً لقوله تعالى: «مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ» .. (الحج 78)، وإن الصلاة المفروضة لا تصح إلا بقراءة القرآن بالعربية لقوله تعالى: «وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)» (الشعراء).
إذن نزل هذا القرآن وهذه الدعوة على نبي الهدى ــ صلوات الله وسلامه عليه ــ (بلسان عربي مبين)، إذن كيف يكون حال المسلمين في العالم لو أنهم يتكلمون بلسان واحد (عربي مبين)؟ ويخاطبون الآخر بلسان واحد من المؤكد أن تُحترم كلمتنا وتجد الآذان الصاغية لها وتكون كلمتنا الثانية بعد الإنجليزية إن لم تكن الأولى .. من هنا أدعو كل مسلم إلى أن يتبنى هذه الفكرة وينادي بها، ويتحقق كذلك إيفاد الآلاف من مدرسي اللغة العربية والإسلامية من دولنا العربية إلى جميع دول العالم الإسلامي غير الناطقين باللغة العربية، وبذلك نكون قد وفرّنا كماً هائلا من الوظائف للمدرسين، وكذلك استقطاب النخب من الشباب المسلم من هذه الدول ليتعلموا وينهلوا مبادئ الدين الإسلامي من منابعه في الدول العربية بما يتفق والمذاهب الأربعة، وهذا يساعد على القضاء شيئاً فشيئاً على البدع والشرك عند كثير من بلاد المسلمين.
هذه وجهة نظر نريد بها وجه الله وما يخدم الإسلام والمسلمين، ونسأل الله أن يجعلها في ميزان أعمالكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر / مقال للأستاذ محمود محمد أبو الهوى
من جريدة الاقتصادية الالكترونية