ـ[الداوردي]ــــــــ[28 - 02 - 2013, 11:46 م]ـ
جاء في إحدى نسخ الكتاب الخطية, وهي النسخة المحفوظة في دار الكتب المصرية, وتحمل الرقم (140 نحو) , ما يثبت قراءة الأخفش الكتاب على سيبويه – رحمهما الله-, ذكر ذلك الدكتور مازن المبارك في كتابه (الرماني النحوي في ضوء شرحه لكتاب سيبويه) قال في وصفها:
" نسخة كاملة بخط جيد, في أولها مقدمة مفيدة عن أسانيد روايات الكتاب.
... وجاء فيها أن أبا إسحاق الزجاج قال:" قرأته أنا على أبي العباس محمد بن يزيد. قال لنا أبو العباس: قرأت نحو ثلثه على أبي عمر الجرمي, فتوفي أبو عمر فابتدأت قراءته على أبي عثمان المازني. وقال أبو عثمان: قرأته على أبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش. وقال الأخفش: كنت أسأل سيبويه عما أشكل عليَّ منه, فإن تصعّب عليّ شيء منه قرأته عليه ... " (112 - 113)
ولم يشر الأستاذ عبد السلام هارون – رحمه الله- في وصف هذه النسخة إلى هذه الأسانيد والروايات, واكتفى بقوله:" وهي بخط حديث في مجلد واحد, وقد وصفها ديرنبورغ وأشار إليها بالرمز (f) وانتفع بعدد قليل من المقابلات. وهذه النسخة كسابقتيها من رواية الرباحي." (ص 58 مقدمة المحقق)
وقد نقل قبل ذلك عبارة السيرافي: (كتاب سيبويه لم يقرأه أحد على سيبويه ولا قرأه أحد عليه) (ص 26 مقدمة المحقق)
ـ[شيخ المحققين]ــــــــ[01 - 03 - 2013, 01:59 ص]ـ
حياك الله شيخنا الفاضل. وللأسف فلم أقف على نصٍّ غير هذا لابن جني.
وتعليقًا على مشاركتك الأخيرة فإن ما نقلته عن الدكتور المبارك من أن الأخفش كان يسأل سيبويه .. الخ مثبتٌ في مقدمة نسخة هارون التي كتبها الرباحي. انظر ص 9. كما أن فيها أن المبرد أخذ الكتاب عن المازني عن الأخفش عن سيبويه. انظر ص 4.
وإن يسر الله لي ووجدت له أولغيره ما يفيد أن الأخفش أو غيره قرأ الكتاب على سيبويه وضعته ههنا.
وفقك الله ويسر أمرك.
ـ[الداوردي]ــــــــ[01 - 03 - 2013, 12:51 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا.
ولكن .. كيف يمكن الجمع بين قوله: "لا يُعلم أحد قرأه على سيبويه, ولا قرأه عليه سيبويه, ولكن لمّا مات قرِئ الكتاب على الأخفش فشرحه وبيّنه."
وقوله:"وقال الأخفش: كنتُ أسأل سيبويه عمَّا أشكل عليَّ منه, فإن تصعّب علي الشيءُ قرأته عليه."
والله أسأل للجميع الهداية والتوفيق لما يحبه ويرضاه من القول والعمل.
ـ[شيخ المحققين]ــــــــ[01 - 03 - 2013, 03:22 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا.
ولكن .. كيف يمكن الجمع بين قوله: "لا يُعلم أحد قرأه على سيبويه, ولا قرأه عليه سيبويه, ولكن لمّا مات قرِئ الكتاب على الأخفش فشرحه وبيّنه."
وقوله:"وقال الأخفش: كنتُ أسأل سيبويه عمَّا أشكل عليَّ منه, فإن تصعّب علي الشيءُ قرأته عليه."
والله أسأل للجميع الهداية والتوفيق لما يحبه ويرضاه من القول والعمل.
الله أعلم. ولكن ثمَّة فرق بين أن تقرأ كتابًا على أحد العلماء، وبين أن تقرأه بنفسك، ثم تضطر أحيانًا للعودة إلى العالم لإيضاح ما يعرض لك من غموض. هذا جانب.
وأمر ٌآخر أن الأخفش فرَّق بين (ما أشكل) و (ما تصعَّب) فالأول سأله عنه دون قراءة، والآخر لجأ فيه إلى القراءة. هذا يعني أن للمتصعِّب علاقة بالمكتوب، أي أن الصعوبة في رسم الكلمة أو في مرجع الضمير أو نحو ذلك مما يتطلب فهمه النظر في الكتاب، ولا شك أن الحاجة إلى مثل هذا النوع محدودة، وبخاصة عند عَلَمٍ كالأخفش.
نقطةٌ أخرى مهمة، وهي أن الأخفش كان يرى نفسه نِدًّا لسيبويه، تتلمذا معًا على يد الخليل ويونس وعيسى بن عمر وغيرهم، ولا يزيد سيبويه عنه إلا بأنه دوَّن ما أخذاه معًا من أكابر علماء اللغة، ولهذا فمراجعته لسيبويه تدور في فلك عبارات الكتاب ومراده سيبويه منها، وهذا يجعلني أستبعد أن يكون الأخفش جلس أمام سيبويه مجلس التلميذ. والله ولي التوفيق.
ـ[الداوردي]ــــــــ[02 - 03 - 2013, 09:40 م]ـ
زادكم الله علما ورفعة في الدنيا والآخرة ...
أما عن رأيكم في تلمذة الأخفش لسيبويه - رحمهما الله- فقد ذكر الدكتور عبد الأمير الورد في كتابه (منهج الأخفش الأوسط في الدراسة النحوية) أن العلاقة بين سيبويه والأخفش علاقة صداقة, قال في مقدمته:" وأطلت البحث في سيبويه فتوصلت إلى أن الأخفش لم يدرس عليه, وإنما كانت الصلة بينهما صلة صداقة, وأنه كان مطّلعا على وضع سيبويه الكتاب بابا بابا, بحيث جعله ذلك عالما بهنواته." (ص 7)
وانظر بحث هذه المسألة في (ص 82 وما بعدها).
واعتبرت محققة كتاب (معاني القرآن للأخفش) الدكتورة: هدى محمود قراعة, سيبويه شيخاً للأخفش, بل اعتبرته أهم شيوخه, قالت في حديثها عن شيوخ الأخفش:" وعلى الرغم من أن سيبويه أهم شيوخ الأخفش, ومن قبل كان زميلاً له, إلا أننا لا نجد ذكرا له في كتاب (معاني القرآن)؛ فلم نرَ نقلا عنه, ولا رأيا نُسِب إليه." (ص 11 مقدمة التحقيق).
ولا أعلم كيف يمكن الجمع بين أن يكون سيبويه من أهم شيوخ الأخفش, ثم لا ينقل عنه الأخفش في معانيه رأيا واحدا!!!؟ ولماذا لم يذكر الأخفش سيبويه خاصة إذا ما علمنا أن العلاقة بينهما علاقة طيبة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه من القول والعمل ...