ـ[شجرة الزيتون]ــــــــ[18 - 09 - 2013, 12:02 ص]ـ
كيف جاز تسمية جريمة من يمارسون الفاحشة المثليين باللواطة ثم يُقال سموا بذلك نسبة لقوم لوط وحاشا نبي الله لوط من أفعالهم ولم يرد في القرآن أن سمى هذه الافعال التي تأباها الفطرة السليمة وتحرمها كافة الشرائع وتمقتها الإنسانية باللواطة ولو نظرنا للمعنى اللغوي لكلمة لاط فمثلا لاط الشيء بالشيئ أي لصق به ولاط الطين بالثوب أي لصق به ولاطه الله لعنه ولاط بمعنى خبيث، وقد ورد في حديث لرسول الله صلى ال ... له عليه وسلم قوله {من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به} فوصف هذه الفاحشة بقوله عمل قوم لوط. لوط عليه السلام طاهر وآله الذين ذكرهم القرآن الكريم في سياق الحديث عن المجرمين فقالوا {أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} ولو سموا بالسدوميين لكان أولى نسبة إلى قريتهم سدوم وقد وصفها القرآن بقوله {ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين} وقد قال لهم نبي الله لوط عليه السلام {قال إني لعملكم من القالين} أي من المبغضين له والمنكرين وعندما يئس منهم دعا ربه أن ينجيه وأهله من عملهم {رب نجني وأهلي مما يعملون} فنجاه الله ومن معه مما أصابهم من العذاب والهلاك {فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذَرين} من يتتبع قصة سيدنا لوط يرى كم من المعاناة التي لاقاها ذلك النبي الطاهر وهو يجادل قومه ويدفعهم بكل ما أوتي من قوة ويدعوهم إلى العفة قال تعالى {وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تحزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد قالوا لقد علمت مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد}
إن هؤلاء القوم بلغت بهم الرذيلة كل مبلغ حتى أنهم أرادوا الاعتداء على ضيوف النبي عليه السلام وهم الملائكة الذين تمثلوا في هيأة بشر وهم في حقيقة أمرهم جاؤوا ليهلكوا هؤلاء الظلمة الفاسقين لقد تودد إليهم نبي الله لوط بأن ينكحوا ما أباحه الله تعالى من بناته عندما جاؤوا يهرولون مسرعين نحو ضيوفه
قال بعض المفسرين {هؤلاء بناتي} قال مجاهد بنات أمته وقال ابن جريج أمرهم ان يتزوجوا النساء
قال ابن كثير {يرشدهم إلى نسائهم فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد لولدلكن الله تعالى أنقذ نبيه وأهله ممن هم معه من المؤمنين وأنجاه الله من أفعالهم وأمره أن يسري بأهله ليلا ليوقع عذابه على قومه الذين أبوا إلا يكونوا أهل فسق وفجوره فأرشدهم إلى ماهو أنفع لهم في الدنيا والآخرة كما قال لهم في الآية الأخرى {أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون} ابن كثير ص 453