ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 10:13 م]ـ
أَكْثَرُ النّاسِ سَماعًا أَكْثَرُهُمْ خَواطِرَ، وَأَكْثَرُهُمْ خَواطِرَ أَكْثَرُهُمْ تَفَكُّرًا، وَأَكْثَرُهُمْ تَفَكُّرًا أَكْثَرُهُمْ عِلْمًا، وَأَكْثَرُهُمْ عِلْمًا أَرْجَحُهُمْ عَمَلًا - كَما أَنَّ أَكْثَرَ الْبُصَراءِ رُؤْيَةً لِلْأَعاجيبِ أَكْثَرُهُمْ تَجارِبَ؛ وَلِذلِكَ صارَ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الْأَعْمى، وَصارَ السَّميعُ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الْبَصيرِ! وَعَلى قَدْرِ شِدَّةِ الْحاجَةِ تَكونُ الْحَرَكَةُ، وَعَلى قَدْرِ ضَعْفِ الْحاجَةِ يَكونُ السُّكونُ - كَما أَنَّ الرّاجِيَ وَالْخائِفَ دائِبانِ، وَالْآيِسَ وَالْآمِنَ وادِعانِ!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 11:12 م]ـ
البسملة1
لِلْحَقِّ دَرَجاتٌ، وَلِلْخِلافِ دَرَجاتٌ، وَلِلْحَرامِ دَرَجاتٌ؛ أَلا تَرى أَنَّ لِوَليِّ الْمَقْتولِ أَنْ يَقْتُلَ وَيَصْفَحَ، وَأَنَّه إِنْ قَتَلَ قَتَلَ بِحَقٍّ، وَإِنْ صَفَحَ صَفَحَ بِحَقٍّ، وَالصَّفْحُ أَفْضَلُ!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 11:13 م]ـ
البسملة1
مَنْ تَفَرَّدَ بِكِتابٍ فَقَرَأَه لَيْسَ كَمَنْ نازَعَ صاحِبَه وَجاثاهُ (لقي صاحب الكتاب)، لِأَنَّ الْإِنْسانَ لا يُباهي بِنَفْسِه، وَالْحَقُّ بَعْدُ قاهِرٌ لَه. وَمَعَ التَّلاقي يَحْدُثُ التَّباهي، وَفِي الْمَحافِلِ يَقِلُّ الْخُضوعُ وَيَشْتَدُّ النُّزوعُ.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 11:16 م]ـ
البسملة1
لَوْلا أَنَّ اللهَ - تَعالى! - أَرادَ أَنْ يَجْعَلَ الِاخْتِلافَ سَبَبًا لِلِاتِّفاقِ وَالِائْتِلافِ، لَما جَعَلَ واحِدًا قَصيرًا وَالْآخَرَ طَويلًا، وَواحِدًا حَسَنًا وَآخَرَ قَبيحًا، وَواحِدًا غَنيًّا وَآخَرَ فَقيرًا، وَواحِدًا عاقِلًا وَآخَرَ مَجْنونًا، وَواحِدًا ذَكيًّا وَآخَرَ غَبيًّا. وَلكِنْ خالَفَ بَيْنَهُمْ لِيَخْتَبِرَهُمْ، وَبِالِاخْتِبارِ يُطيعونَ، وَبِالطّاعَةِ يَسْعَدونَ؛ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ لِيَجْمَعَهُمْ، وَأَحَبَّ أَنْ يَجْمَعَهُمْ عَلَى الطّاعَةِ لِيَجْمَعَهُمْ عَلَى الْمَثوبَةِ؛ فَسُبْحانَه وَتَعالى! ما أَحْسَنَ ما أَبْلى وَأَوْلى، وَأَحْكَمَ ما صَنَعَ، وَأَتْقَنَ ما دَبَّرَ! لِأَنَّ النّاسَ لَوْ رَغِبوا كُلُّهُمْ عَنْ عارِ الْحِياكَةِ لَبَقينا عُراةً، وَلَوْ رَغِبوا بِأَجْمَعِهِمْ عَنْ كَدِّ الْبِناءِ لَبَقينا بِالْعَراءِ، وَلَوْ رَغِبوا عَنِ الْفِلاحَةِ لَذَهَبَتِ الْأَقْواتُ وَلَبَطَلَ أَصْلُ الْمَعاشِ؛ فَسَخَّرَهُمْ عَلى غَيْرِ إِكْراهٍ، وَرَغَّبَهُمْ مِنْ غَيْرِ دُعاءٍ! وَلَوْلَا اخْتِلافُ طَبائِعِ النّاسِ وَعِلَلُهُمْ لَمَا اخْتاروا مِنَ الْأَشْياءِ إِلّا أَحْسَنَها وَمِنَ الْبِلادِ إِلّا أَعْدَلَها وَمِنَ الْأَمْصارِ إِلّا أَوْسَطَها. وَلَوْ كانوا كَذلِكَ لَتَناجَزوا عَلى طَلَبِ الْأَواسِطِ، وَتَشاجَروا عَلَى الْبِلادِ الْعُلْيا، وَلَما وَسِعَهُمْ بَلَدٌ، وَلَما تَمَّ بَيْنَهُمْ صُلْحٌ؛ فَقَدْ صارَ بِهِمُ التَّسْخيرُ إِلى غايَةِ الْقَناعَةِ!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 11:17 م]ـ
البسملة1
لَيْسَ عَلى ظَهْرِها إِنْسانٌ إِلّا وَهُوَ مُعْجَبٌ بِعَقْلِه، لا يَسُرُّه أَنَّ لَه بِجَميعِ ما لَه ما لِغَيْرِه , وَلَوْلا ذلِكَ لَماتوا كَمَدًا، وَلَذابوا حَسَدًا، وَلكِنَّ كُلَّ إِنْسانٍ - وَإِنْ كانَ يَرى أَنَّه حاسِدٌ في شَيْءٍ - فَهُوَ يَرى أَنَّه مَحْسودٌ في شَيْءٍ!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 11:29 م]ـ
البسملة1
قَدْ هَجَوْهُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ، وَهاجى أَصْحابُه شُعَراءَهُمْ، وَنازَعوا خُطَباءَهُمْ، وَحاجُّوهُ فِي الْمَواقِفِ، وَخاصَموهُ فِي الْمَواسِمِ، وَبادَوْهُ الْعَداوَةَ، وَناصَبوهُ الْحَرْبَ؛ فَقَتَلَ مِنْهُمْ، وَقَتَلوا مِنْهُ، وَهُمْ أَثْبَتُ النّاسِ حِقْدًا، وَأَبْعَدُهُمْ مَطْلَبًا، وَأَذْكَرُهُمْ لِخَيْرٍ أَوْ لِشَرٍّ، وَأَنْفاهُمْ لَه، وَأَهْجاهُمْ بِالْعَجْزِ، وَأَمْدَحُهُمْ بِالْقوَّةِ - ثُمَّ لا يُعارِضُه مُعارِضٌ، وَلَمْ يَتَكَلَّفْ ذلِكَ خَطيبٌ وَلا شاعِرٌ! وَمُحالٌ فِي التَّعارُفِ وَمُسْتَنْكَرٌ فِي التَّصادُقِ أَنْ يَكونَ الْكَلامُ أَخْصَرَ عِنْدَهُمْ وَأَيْسَرَ مَئونَةً عَلَيْهِمْ وَهُوَ أَبْلَغُ في تَكْذيبِهِمْ وَأَنْقَضُ لِقَوْلِه وَأَجْدَرُ أَنْ يَعْرِفَ ذلِكَ أَصْحابُه، فَيَجْتَمِعوا عَلى تَرْكِ اسْتِعْمالِه وَالِاسْتِغْناءِ بِه وَهُمْ يَبْذُلونَ مُهَجَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَيَخْرُجونَ مِنْ دِيارِهِمْ فِي إِطْفاءِ أَمْرِه وَفي تَوْهينِ ما جاءَ بِه، وَلا يَقولونَ، بَلْ لا يَقولُ واحِدٌ مِنْ جَماعَتِهِمْ: لِمَ تَقْتُلونَ أَنْفُسَكُمْ، وَتَسْتَهْلِكونَ أَمْوالَكُمْ، وَتَخْرُجونَ مِنْ دِيارِكِمْ، وَالْحيلَةُ في أَمْرِه يَسيرَةٌ، وَالْمَأْخَذُ في أَمْرِه قَريبٌ؛ لِيُؤَلِّفْ واحِدٌ مِنْ شُعَرائِكُمْ وَخُطَبائِكُمْ كَلامًا في نَظْمِ كَلامِه، كَأَقْصَرِ سورَةٍ يُخَذِّلُكُمْ بِها، وَكَأَصْغَرِ آيَةٍ دَعاكُمْ إِلى مُعارَضَتِها! بَلْ لَوْ نَسوا ما تَرَكَهُمْ، حَتّى يُذَكِّرَهُمْ، وَلَوْ تَغافَلوا ما تَرَكَ أَنْ يُنَبِّهَهُمْ، بَلْ لَمْ يَرْضَ بِالتَّنْبيهِ دونَ التَّوْقيفِ.
¥