ـ[زاهر]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 07:27 ص]ـ
علاقة وطيدة بين الخليفة المعتصم والشاعر أبي تمام جعلت حاشية المعتصم وجلسائه يغارون منه ويتربصون به الدوائر في محاولة منهم للإيقاع بينه وبين الخليفة.
وفي يوم من الأيام تقدم أبو تمام إلى مجلس الخليفة ليمدح ابنه أحمد وكان من بين الجلساء في المجلس الفيلسوف أبو اسحق الكندي فلما بلغ أبو تمام قوله:
إقدام عمرو في سماحة حاتم ... في حلم أحنف في ذكاء إياس
وقف له الكندي معترضا بقوله: الأمير فوق من وصفت، وظن بذلك أنه قد أجهز على أبي تمام أو أحرجه أمام الخليفة على أقل تعديل.
أطرق أبو تمام هنيهة ثم واصل إنشاده قائلا:
لا تنكروا ضربي له مَن دونه ... مثلا شرودا في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره ... مثلا من المشكاة والنبراس
فسكت الكندي، وأعجب الحاضرون بذكاء أبي تمام وفطنته ولا سيما بعد أن عرفوا أن البيتين لم يكونا مكتوبين في القصيدة، وأنه كان قد نظمهما في التوِّ واللحظة ردا على اعتراض الكندي، فتخلص من الإحراج وأفحم خصمه.
ـ[أبو العباس]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 01:42 م]ـ
بما أن القصة قد سارت بها الركبان وما أرى لها منكرًا، مع أنه من المتقرر أن البديهة تصح في هذا ولا يستبعد على أبي تمام أن يأتي بهذين بديهةً = فما رأيكم أن يكون أبو تمام قد كتب البيتين قبل شروعه في الإلقاء ثم اطّرحهما لأنها لم تعجبه - كما هو صنيع كثير من الشعراء - ثم لمّا اعترض عليه تذكرهما فأوردهما؟؟
وهو أمر غير مستبعد، ولا دليل عليه!
أبو العباس
ـ[زاهر]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 11:50 م]ـ
بما أن القصة قد سارت بها الركبان وما أرى لها منكرًا، مع أنه من المتقرر أن البديهة تصح في هذا ولا يستبعد على أبي تمام أن يأتي بهذين بديهةً = فما رأيكم أن يكون أبو تمام قد كتب البيتين قبل شروعه في الإلقاء ثم اطّرحهما لأنها لم تعجبه - كما هو صنيع كثير من الشعراء - ثم لمّا اعترض عليه تذكرهما فأوردهما؟؟
وهو أمر غير مستبعد، ولا دليل عليه!
أبو العباس
بارك الله فيك أخي ابا العباس على هذا التفاعل النشط مع المواضيع.
قد يكون ذلك، لكنّ ذكاء أبي تمام وحكمته تجعلني أميل إلى ما ورد في القصة.
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 12:25 ص]ـ
الصديق المفضال أبا العباس
ممن قلل من شأنِ بديهة حبيب الطائي ذلك الوزير السعودي غازي القصيبي الذي يرى أن أبا تمام يتكلف القولَ بل يتقلب في بيتهِ حتى يظفر ببيتٍ واحد.
ولعل هذه القصة إن صدقت رد عليه لأن أبا تمام قالها بداهةً , ولا أذهب إلى ما ذهبت إليه بل اطمئن إلى القول أن أبا تمام قالها بسرعةِ بديهتهِ لأن من كسا المعاني ألفاظًا قشيبةً خليقٌ بأن يَند منهُ مثل هذا!
مع أنني من عشاق [البحتري] إلا أنني لا أنفي سرعة بديهة حبيب بن أوس!
أبومحمد ..
ـ[لسان الحال]ــــــــ[01 - 06 - 2008, 12:57 ص]ـ
البيتان جيدان ولا أظن أن شاعرا يقولهما ثم يطرحهما يا أبا العباس.
ولا عجب أن تكون بديهة أبي تمام بهذه الحدة.