ملتقي اهل اللغه (صفحة 5743)

الحمدوني وشاة سعيد بن أحمد

ـ[عائشة]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:59 م]ـ

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

[الحمدوني وشاة سعيد بن أحمد]

قال الحمدوني في شاة سعيد بن أحمد بن خوسنداذ:

أسعيدُ قد أعطيتَني أُضحيَّةً * مَكَثَتْ زمانًا عندكمْ ما تطعَمُ

نِضْوًا تعاقرَتِ الكِلابُ بها وقد * شدُّوا عليها كي تموت فيُولِمُوا

فإذا الملا ضَحِكوا بها قالَتْ لهم: * لا تهزؤُوا بي وارْحموني تُرْحَموا

مرَّتْ على عَلَفٍ فقامَتْ لم تَرِمْ * عنه، وغنَّتْ والمدامعُ تَسجمُ:

وَقَفَ الهوى بي حيث أنْت فليس لي * مُتأخَّرٌ عنه ولا مُتقَدَّمُ

وقال أيضًا:

أبا سعيدٍ لنا في شاتِكَ العِبَرُ * جاءَتْ وما إِنْ لَهَا بَوْلٌ ولا بَعَرُ

وكيف تَبْعَرُ شاةٌ عندكُمْ مكَثَتْ * طَعامُها الأبيضانِ الشمسُ والقَمَرُ

لَوْ أنَّها أبْصَرَتْ في نومها عَلَفًا * غَنَّتْ له ودموعُ العين تَنْحَدرُ:

يا مَانعي لذَّةَ الدُّنيا بأجمعها * إنِّي ليفتنُني مِنْ وَجْهِك النَّظرُ

وقال أيضًا:

شاةُ سعيدٍ في أمْرِها عِبَرُ * لمَّا أتَتْنا قد مسَّها الضَّررُ

وَهْيَ تُغنِّي من سوء حالتها: * حَسْبي بما قد لقيت يا عُمَرُ

مرَّتْ بقطف خضر يُنشِّرها * قومٌ فظنَّتْ بأنَّها خُضُرُ

فأقبلَتْ نحوها لتأْكلَها * حتَّى إذا ما تبيَّنَ الخَبَرُ

وأبدَلَتْها الظُّنونُ مِنْ طَمَعٍ * يَأْسًا تغنَّتْ والدَّمْعُ مُنْحَدِرُ:

كانوا بعيدًا وكنتُ آمُلُهم * حتَّى إذا ما تقرَّبوا هَجَرُوا

وقال:

لِسعيدٍ شُوَيْهَةٌ * سَلَّها الضُّرُّ والعَجَفْ

قد تغنَّتْ وأبصرتْ * رجلاً حاملاً عَلَفْ:

بأبي مَنْ بكَفِّه * بُرْءُ ما بي من الدَّنَفْ

فأَتاها مطمِّعًا * وأتتْه لتَعْتَلِفْ

فتولَّى فأقبلَتْ * تتغنَّى مِنَ الأسَفْ:

لَيْتَه لَمْ يَكُنْ وَقَفْ * عذَّبَ القلبَ وانْصَرفْ

[" زهر الآداب ": 2/ 590، 591]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015