ـ[عائشة]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:59 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
[الحمدوني وشاة سعيد بن أحمد]
قال الحمدوني في شاة سعيد بن أحمد بن خوسنداذ:
أسعيدُ قد أعطيتَني أُضحيَّةً * مَكَثَتْ زمانًا عندكمْ ما تطعَمُ
نِضْوًا تعاقرَتِ الكِلابُ بها وقد * شدُّوا عليها كي تموت فيُولِمُوا
فإذا الملا ضَحِكوا بها قالَتْ لهم: * لا تهزؤُوا بي وارْحموني تُرْحَموا
مرَّتْ على عَلَفٍ فقامَتْ لم تَرِمْ * عنه، وغنَّتْ والمدامعُ تَسجمُ:
وَقَفَ الهوى بي حيث أنْت فليس لي * مُتأخَّرٌ عنه ولا مُتقَدَّمُ
وقال أيضًا:
أبا سعيدٍ لنا في شاتِكَ العِبَرُ * جاءَتْ وما إِنْ لَهَا بَوْلٌ ولا بَعَرُ
وكيف تَبْعَرُ شاةٌ عندكُمْ مكَثَتْ * طَعامُها الأبيضانِ الشمسُ والقَمَرُ
لَوْ أنَّها أبْصَرَتْ في نومها عَلَفًا * غَنَّتْ له ودموعُ العين تَنْحَدرُ:
يا مَانعي لذَّةَ الدُّنيا بأجمعها * إنِّي ليفتنُني مِنْ وَجْهِك النَّظرُ
وقال أيضًا:
شاةُ سعيدٍ في أمْرِها عِبَرُ * لمَّا أتَتْنا قد مسَّها الضَّررُ
وَهْيَ تُغنِّي من سوء حالتها: * حَسْبي بما قد لقيت يا عُمَرُ
مرَّتْ بقطف خضر يُنشِّرها * قومٌ فظنَّتْ بأنَّها خُضُرُ
فأقبلَتْ نحوها لتأْكلَها * حتَّى إذا ما تبيَّنَ الخَبَرُ
وأبدَلَتْها الظُّنونُ مِنْ طَمَعٍ * يَأْسًا تغنَّتْ والدَّمْعُ مُنْحَدِرُ:
كانوا بعيدًا وكنتُ آمُلُهم * حتَّى إذا ما تقرَّبوا هَجَرُوا
وقال:
لِسعيدٍ شُوَيْهَةٌ * سَلَّها الضُّرُّ والعَجَفْ
قد تغنَّتْ وأبصرتْ * رجلاً حاملاً عَلَفْ:
بأبي مَنْ بكَفِّه * بُرْءُ ما بي من الدَّنَفْ
فأَتاها مطمِّعًا * وأتتْه لتَعْتَلِفْ
فتولَّى فأقبلَتْ * تتغنَّى مِنَ الأسَفْ:
لَيْتَه لَمْ يَكُنْ وَقَفْ * عذَّبَ القلبَ وانْصَرفْ
[" زهر الآداب ": 2/ 590، 591]