ـ[أبو سهيل]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 05:15 ص]ـ
البسملة1
البلاء موكل بالمنطق
مثل عربي مشهور تصدقه قصص واقعية
يذكر الميداني: أن أول من قال هذا المثل هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وله قصة مشهورة
ورفع بعضهم هذا المثل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعله من قوله وأذكر أنني قرأت أنه لا يصح رفعه
ومن أعجب ما قرأت في صدق هذا المثل ما ذكر صاحب الأغاني وغيره عن المؤمل بن أميل المحاربي الشاعر
فقد قال في امرأةٍ كان يهواها من أهل الحيرة، يقال لها هند قصيدة مشهورة.
منها:
شف المؤمل يوم الحيرة النظر ... ليت المؤمل لم يخلق له بصر
قتلت شاعر هذا الحي من مضرٍ ... والله يعلم ما ترضى بذا مضر
يكفي المحبين في الدنيا عذابهم ... والله لا عذبتهم بعدها سقر
قال: فرأى المؤمل في نومه قائلاً يقول: أنت المتألي على الله أنه لا يعذب المحبين حيث تقول:
يكفي المحبين في الدنيا عذابهم ... والله لا عذبتهم بعدها سقر
فقال: نعم. فقال: كذبت يا عدو الله ثم أدخل إصبعيه في عينيه وقال له: أنت القائل:
شف المؤمل يوم الحيرة النظر ... ليت المؤمل لم يخلق له بصر
هذا ما تمنيت فانتبه فزعاً فإذا هو قد عمي.
قال الشاعر:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق
ـ[لسان الحال]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 11:12 م]ـ
شكرا أبا سهيل
قيل: نزل المنذر بن المنذر منزلا فقال رجل: أبيت اللعن لو ذبح رجل هاهنا أين يبلغ دمه من هذه الرابية؟ قال المنذر: المذبوح والله أنت ولأنظرن أين يبلغ دمك
ثم أمر به فذبح فقال رجل ممن حضر: رب كلمة تقول لصاحبها دعني.
ـ[منار نجد]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 02:54 ص]ـ
جزيت خيراً أباسهيل.
ـ[فائق فؤاد الغندور]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 07:15 م]ـ
محاسن حفظ اللسان
(من كتاب الامحاسن والاضداد للجاحظ)
قال أكثم بن صيفي: مقتل الرجل بين فكيه - يعني لسانه- وقال: رب قول أشد من صول،
وقال: لكل ساقطة لا قطة. وقال المهلب لبنيه: اتقوا زلة اللسان فإني وجدت الرجل تعثر قدمه فيقوم من عثرته، ويزل لسانه فيكون فيه هلاكه.
قال يونس بن عبيد: ليست خلة من خلال الخير تكون في الرجل هي أحرى أن تكون جامعة لأنواع الخير كلها من حفظ اللسان.
وقال قسامة بن زهير: يا معشر الناس، إن كلامكم أكثر من صمتكم، فاستعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الصواب بالفكر
وكان يقال: ينبغي للعاقل أن يحفظ لسانه كما يحفظ موضع قدمه، ومن لم يحفظ لسانه فقد سلطه على هلاكه. وقال الشاعر:
عليك حفظ اللسان مجتهداً ........... فإن جل الهلاك في زلله
وقال غيره:
وجرح السيف تأسوه فيبرا .......... وجرح الدهر ما جرح اللسان
جرحات الطعان لها التئام ........... ولا يلتام ما جرح اللسان
وقال غيره:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلي ............. إن البلاء موكل بالمنطق
وقال غيره:
لعمرك ما شئ علمت مكانه ............... أحق بسجن من لسان مذلل
على فيك مما ليس يعنيك قوله ........... بقفل شديد حيث ما كنت فاقفل
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 02:22 ص]ـ
أحسن الله إليكم وغفر لكم
ومن الأبيات الجميلة في هذا المعنى
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل ... وكل امرئ ما بين فكيه مقتل
إذا ما لسان المرء أكثر هذره ... فذاك لسان بالبلاء موكل
وكم فاتح أبواب شر لنفسه ... إذا لم يكن قفل على فيه مقفل
ـ[عَرف العَبيرِ]ــــــــ[03 - 03 - 2011, 11:52 ص]ـ
ومن هذا الباب تحضرنى قصةٌ للإمامين الكسائي واليزيدي ألا وهي:_
حضر الإمامان الكسائي واليزيدي عند"هارون الرشيد"،فحضرتْ صلاة يجهر فيها (لعلهاصلاة المغرب)،فقدِّم الكسائي فأخطأ في (قلْ ياأيها الكافرون)،فبعدما سلَّم، قال له اليزيدي: الكسائي إمام أهل الكوفة في القرآن، يخطأ في (قل ياأيها الكافرون)!!، فسكت الكسائي ولم يردَّ، ثم حضرتْ صلاة يجهر فيها (لعلها صلاة العشاء)،فقدِّم اليزيدي، فأُرْتِج عليه في الفاتحة، فبعدما سلَّم التفتَ إليهم وقال:
احفظْ لسانك ولاتقلْ فتبتلى _ إن البلاء موكلٌ بالمنطقِ
بوركتم.
وقد نبَّهنى أخي ومسرةُ قلبي "المجد المالكى" إلى روايةٍ أخرى وقف عليها وهي:
بالمنطق اشتغلوا فقلتُ لجمعهم _ إن البلاء موكلٌ بالمنطقِ.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[03 - 03 - 2011, 12:53 م]ـ
بارك الله فيك.
احفظ لسانك أنْ تقولَ فتبتلى * إنّ البلاءَ موكَّلٌ بالمنطقِ
لعلّ هذه الرواية أقربُ.
وأما ما ذكرتُ لك، فليس روايةً أخرى، وإنما هو تعريضٌ بالمشتغلين بالمنطق الأرسطي عن علوم الكتاب والسنة.
وأما رواية: (لا تقول فتبتلى)، ففيها على جعل (لا) ناهيةً ضرورةٌ على حدّ قول الشاعر:
لا تهينَ الفقير الفقير علَّكَ أنْ * تركعَ يومًا والدهرُ قد رفعهْ
وأما على روايتك، فالبيتُ مكسورٌ.
وفي هذا المعنى يقول أبو تمام:
لا تنطقنّ بما كرهتَ فربما * نطَقَ اللسانُ بحادثٍ فيكونُ
،يخطأ فى (قل ياأيها الكافرون) يخطأ مضارع خطِئ، أما يُخطئ، فمضارع أخطأ، وقد يستعملان بمعنًى واحد، وقيل يفرق بينهما، فيقال: خطِئ للعامد، وأخطأ لغيره.
لكن نختار القول الأول حفظًا لحقوق الأُخُوَّة (ابتسامة)
¥