ـ[أبو قطوف]ــــــــ[11 - 04 - 2010, 02:08 م]ـ
وهذهِ لاميّة العجم كما طلبتَ:
قال أبو إسماعيل الطغرائي المتوفى سنة 513 هـ:
أصالة الرأي صانتي عن الخَطَلِ ... وحلية الفضل زانتني لدى العَطَلِ
مجدي أخير ومجدي أولا شرعٌ ... والشمس راد الضحى كالشمس في الطَّفَلِ
فيم الإقامة بالزوراء لاسكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناء عن الأهل صفر الكف منفرد ... كالسيف عري متناه عن الخلَلِ
فلا صديق إليه مشتكى حزني ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي
طال اغترابي حتى حنَّ راحلتي ... ورحلها وقر العسالة الذبلِ
وضج من لغب نضوي وعج لما ... ألقى ركابي ولجَّ الركب في عَذَلي
أريد بسطة كفٍّ أستعين بها ... على قضاء حقوق للعُلى قبلي
والدهر يعكس آمالي ويقنعني ... من الغنيمة بعد الكدِّ بالقَفَلِ
وذي شطاط كصدر الرمح معتقل ... بمثله غير هياب ولا وَكِلِ
حلو الفكاهة مر الجدِّ قد مُزِجت ... بشدة البأس منه رقة الغُوَلِ
طردت سرح الكرى عن ورد مقلته ... والليل أغرى سوام النوم بالمُقَلِ
والركب ميل على الأكوار من طرب ... صاح وآخر من خمر الكرى ثَمِلِ
فقلت أدعوك للجُلَّى لتنصرني ... وأنت تخذلني في الحادث الجَلَلِ
تنام عني وعين النجم ساهرة ... وتستحيل وصبغ الليل لم يَحُلِ
فهل تعين علي غي هممت به ... والغي يزجر أحياناً عن الفَشَلِ
إني أريد طروق الحي من إضم ... وقد حماه رماةٌ من بني ثُعَلِ
فسر بنا في ذمام الليل معتسفاً ... فنفحة الطيب تهدينا إلى الحُلُلِ
فالحب حيث العدا والأسد رابضة ... حول الكناس لها غاب من الأَسَلِ
نؤم ناشئة بالزع قد سقيت ... نصالها بمياه الغُنجِ والكُحُلِ
قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ... ما بالكرائم من جُبنٍ ومن بُخُلِ
تبيت نار الهوى منهن في الكبد ... حرى ونار القرى منهم على القُلَلِ
يقتلن أنضاء حب لا حراك بهم ... وينحرون كرام الخيل والإبِلِ
يشفى لديغ العوالي في بيوتهم ... بنهلة من غدير الخمر والعسلِ
لعل إلمامه بالجزع ثانية ... يدب منها نسيم البرء في عللي
لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت ... برشقة من نبال الأعين النُّجُلِ
ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني ... باللمح من خلل الأستار والكَلَلِ
ولا أخل بغزلان تغازلني ... ولو دهتني أسود الغيل بالغِيَلِ
حب السلامة يثني عزم صاحبه ... عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً ... في الأرض أو سلَّماً في الجو فاعتزلِ
ودع غمار العلى للمُقدِمين على ... ركوبها واقتنع منهن بالبَلَلِ
يرضى الذليل بخفض العيش مسكنة ... والعزُّ عند رسيم الأينق الذُّلُلِ
فأدرأ بها في نحور البيد جافلة ... معارضات مثاني اللجم بالجدَلِ
إنَّ العُلى حدثتني وهي صادقة ... فيما تحدث أن العز في النُّقَلِ
لو أنَّ في شرف المأوى بلوغ منىً ... لم تبرح الشمس يوماً دارة الحملِ
أهبت بالحظ لو ناديت مستمعاً ... والحظُّ عني بالجهَّال في شُغُلِ
لعله إن بدا فضلي ونقصهمُ ... لعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمَلِ
لم أرتض العيش والأيام مقبلة ... فكيف أرضى وقد ولت على عَجَلِ
غالى بنفسي عرفاني بقيمتها ... فصنتها عن رخيص القدر مبتذلِ
وعادة السيف أن يزهى بجوهره ... وليس يعمل إلا في يدي بَطَلِ
ماكنت أوثر أن يمتد بي زمني ... حتى أرى دولة الأوغاد والسُّفَلِ
تقدمتني أناس كان شوطهم ... وراء خطوي لو أمشي على مهلِ
هذا جزءاً امرئ أقرانه درجوا ... من قبله فتمنى فسحة الأجلِ
فإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحلِ
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر ... في حادث الدهر ما يغني عن الحيلِ
أعدى عدوك أدنى من وثقت به ... فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
فإنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول في الدنيا على رجلِ
وحسن ظنك بالأيام معجزة ... فظن شراً وكن منها على وجلِ
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت ... مسافة الخلف بين القول والعملِ
وشان صدقك عند الناس كذبهم ... وهل يطابق معوج بمعتدلِ
ممتن كثيرا لك .. !
حفظك الله!
ـ[سعود بن عبد العزيز]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 11:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
يشفني أن أكون أحد أعضاء هذا المنتدى ..
ولي إستفسار:
من هو صاحب هذا البيت:
كأنك كندر في ذنب كبش ... يدلدل هكذا والكبش يمشي
هل هو الأصمعي أم الجاخظ .. ؟
ـ[علي الحمداني]ــــــــ[03 - 05 - 2010, 06:12 ص]ـ
وجدت هذا النص في كتاب الأذكياء لابن الجوزي:
قال يموت بن المزرع قال لنا الجاحظ ما غلبني أحد قط إلا رجل وامرأة فأما الرجل فإني كنت مجتازاً في بعض الطرق فإذا أنا برجل قصير بطين كبير الهامة طويل اللحية منزر بمئزر وبيده مشط يسقي به شقه ويمشطها به فقلت في نفسي رجل قصير بطين الحي فاستزريته فقلت أيها الشيخ قد قلت فيك شعراً فترك المشط من يده وقال: قل، فقلت:
كأنك صعوة في أصل حش ..... أصاب الحش طش بعد رش
فقال لي اسمع جواب ما قلت فقلت هات فقال:
كأنك كندر في ذنب كبش .... يدلدل هكذا والكبش يمشي
وأما المرأة فكنت مجتازاً ببعض الطرقات فإذا أنا بامرأتين وكنت راكباً على حمارة فضرطت الحمارة فقالت إحداهما للأخرى وهي حمارة الشيخ تضرط فغاظني قولها فاحندت ثم قلت لها إنه ما حملتني أنثى قط إلا وضرطت فضربت بيدها على كتف الأخرى وقالت كانت أم هذا منه تسعة أشهر على جهد جهيد.
¥