ـ[فائق فؤاد الغندور]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 06:27 م]ـ
قال ابو داود الاصغهاني في الزهره <? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
ما استعارته الشعراء من الشعراء < o:p></o:p>
فأول فصل نذكره من ذلك ما استعاره الرَّجل من شعر شاعر غيره.< o:p></o:p>
قال أبو دؤاد الإيادي:< o:p></o:p>
وهادٍ تقدَّمَ لا عيبَ فيه = كالجذعِ شُذِّبَ عنه الكَرَبْ
فأخذه امرؤ القيس:< o:p></o:p>
له جُوجُوء حَشر كأنَّ لجامَهُ = تعالى به في رأس جِذْع مُشذَّبِ< o:p></o:p>
وقال أبو زياد:< o:p></o:p>
ترى جارنا آمناً وسطَنَا = يروحُ بعقدٍ قَويّ السببْ< o:p></o:p>
إذا ما عقدنا لهُ ذمَّةً = شددنا العناج وعَقدُ الكربْ< o:p></o:p>
فأخذه الحطيئة:< o:p></o:p>
قومٌ إذا عقدوا عقداً لجارهم = شدُّوا العناج وشدُّوا فوقه الكَرَبا
< o:p></o:p>
وقال طرفة:< o:p></o:p>
إذا القوم قالوا من فتًى خلتُ أنَّني = عُنيتُ فلمْ أنكَل ولم أتبلَّد< o:p></o:p>
فأخذه الراعي فقال:< o:p></o:p>
إذا ما قيلَ أينَ حُماة ثغرٍ = فنحنُ بدعوةَ الداعي عَنينا< o:p></o:p>
فأخذه بشامة بن حرى:< o:p></o:p>
لو كانَ في الألفِ منهُم واحدٌ = فدعوا من فارسٌ خالهم إيَّاه يَعنونا
< o:p></o:p>
قال امرؤ القيس:< o:p></o:p>
يُضيء الفراشَ وجهها لضَجيعِها = كمِصباح زيتٍ في قناديلِ ذُبَّالِ< o:p></o:p>
فأخذه النابغة فقال:< o:p></o:p>
وتخالُها في البيتِ إذ فاجأتَها = قد كانَ مَحجوباً سراجَ المُوقدِ< o:p></o:p>
ولم يصنع النابغة في هذه السرقة قليلاً ولا كثيراً إلاَّ أنَّه لم يزد في المعنى ولا نقص فليست له فضيلة الاختصار ولا فضيلة التوكيد بل عليه فضيلة السابق على المسبوق وعليه تبديل لفظ مستحسن إلى لفظ مستحسن.< o:p></o:p>
وقال امرؤ القيس:< o:p></o:p>
سأكسبُ مالاً أوْ تقوم نوائحٌ = يقُل بها قَطر الدُّموع على قَبرِي< o:p></o:p>
وقال عمرو بن قميئة:< o:p></o:p>
ودعوتُ ربِّي بالسَّلامة جاهداً = ليُعينني فإذا السَّلامةُ داءُ< o:p></o:p>
فأخذه حميد بن ثور:< o:p></o:p>
أرَى بَصَري قد رابني بعد صحَّةٍ = وحسبُك داءً أن تَصِحَّ وتسْلَما< o:p></o:p>
وقال علقمة بن عبدة:< o:p></o:p>
يجود بنفسٍ لا يُجادُ بمثلها = فأنت بها يوم اللقاء خَصيبُ< o:p></o:p>
فأخذه مسلم بن الوليد:< o:p></o:p>
يجود بالنَّفس إذْ ضن الجواد بها = والجود بالنَّفس أقصى غاية الجود< o:p></o:p>
قال الأحوص:< o:p></o:p>
إنِّي إذا افتخر الرِّجال رأيتني = كالشَّمس لا تَخْفى بكُل مكانِ< o:p></o:p>
فأخذه ابن هرمة:< o:p></o:p>
إذا خفي القومُ الكرامُ رأيتني = مُقارنَ شمس في المجرَّةِ أو بدْرِ< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 11:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإضاءة
السرقات الأدبية مما شغل النقاد في العصور النقدية السابقة، وقسموا ما استعاره الشعراء من غيرهم إلى ثلاثة أقسام:
1 - المعاني البديعة المخترعة، وهي التي يكون صاحبها أول من اخترعها، مثل أبيات أبي تمام: لا تنكروا ضربي له ...
فهذه يحكم فيها بالسرقة
2 - المعاني المشتركة، مثل وصف الكريم بالبحر وغيرها، فلا يحكم فيها بالسرقة لأنها متاحة للجميع
3 - الأخذ الحسن وهو أن يستعير شاعر معنى من شاعر آخر ويستخدمه في غرض شعري مختلف، وهذا لا يحكم فيه بالسرقة