وَكَيْفَ لا يُحْسَدُ امْرُؤٌ عَلَمٌ * لَهُ علَى كُلِّ هامَةٍ قَدَمُ
وَإِنْ كَانَ ذَنْبِي كُلَّ ذَنْبٍ فَإِنَّهُ * مَحَا الذَّنْبَ كُلَّ الْمَحْوِ مَنْ جَاءَ تَائِبَا
وَلَيْسَ حَيَاءُ الوَجْهِ فِي الذِّئْبِ شِيمَةً * ولَكِنَّهُ مِنْ شِيمةِ الأَسَدِ الوَرْدِ
طَارَ الوُشاةُ علَى صَفاءِ وِدادِهِمْ * وكَذَا الذُّبابُ علَى الطَّعامِ يَطِيرُ
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا * وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ مَّا أعْلَنَا
والغِنَى في يَدِ اللَّئِيمِ قَبِيحٌ * قَدْرَ قُبْحِ الكَريمِ في الإِمْلاَقِ
فَإن تَفُقِ الأَنَامَ وأَنتَ مِنْهُمْ * فإنَّ المِسْكَ بَعْضُ دَمِ الغَزَالِ
وَرُبَّمَا فَالَتِ العُيونُ وَقَدْ * يَصْدُقُ فِيهَا ويَكْذِبُ النَّظَرُ
مَن كَانَ فَوْقَ مَحَلِّ الشَّمْسِ مَوْضِعُهُ * فَلَيْسَ يَرْفَعُهُ شَيْءٌ ولا يَضَعُ
ومَا صَبَابَةُ مُشْتَاقٍ عَلَى أَمَلٍ * مِنَ اللِّقَاءِ كَمُشْتَاقٍ بِلاَ أَمَلِ
ومَن يَّجْعَلِ الضِّرْغَامَ للصَّيْدِ بَازَهُ * تَصَيَّدَهُ الضِّرْغَامُ فيما تَصَيَّدَا
إنَّ خَيْرَ الدُّمُوعِ عَوْنًا لَّدَمْعٌ * بَعَثَتْهُ رِعَايَةٌ فَاسْتَهَلاَّ
رُبَّ أَمْرٍ أتَاكَ لا تَحْمَدُ الفَعْـ * ـعَالَ فيهِ وتَحْمَدُ الأفْعَالاَ
والعِيَانُ الجَلِيُّ يُحْدِثُ لِلظَنْـ * ـنِ زَوَالاً وللمُرادِ انتِقَالاَ
وإذَا خَامَرَ الهَوَى قَلْبَ صَبٍّ * فَعَليْهِ لِكُلِّ عَيْنٍ دَلِيلُ
وكَثِيرٌ مِّنَ السُّؤالِ اشْتِيَاقٌ * وكَثِيرٌ مِّنَ رَدِّهِ تَعْلِيلُ
فَإِنَّ دُمُوعَ العَيْنِ غُدْرٌ بِرَبِّهَا * إِذَا كُنَّ إِثْرَ الغَادِرِينَ جَوَارِيَا
ومَن رَّكِبَ الثَّوْرَ بَعْد الجَوَا * دِ أنْكَرَ أظْلاَفَهُ والغَبَبْ
وَلَمْ أَرْجُ إلاَّ أَهْلَ ذاكَ ومن يُّرِدْ * مَوَاطِرَ مِنْ غَيْرِ السَّحَائِبِ يَظْلِمِ
لَحَى اللهُ ذِي الدُّنْيَا مُنَاخًا لِّراكِبٍ * فَكُلُّ بَعِيدِ الهَمِّ فِيهَا مُعَذَّبُ
وأَظْلَمُ أَهْلِ الظُّلْمِ مَن بَاتَ حَاسِدًا * لِمَن بَاتَ في نَعْمَائِهِ يَتَقَلَّبُ
مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ * تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا لا تَشْتَهِي السُّفُنُ
وهَلْ يَنْفَعُ الجَيْشُ الكَثيرُ التِفَافُهُ * عَلى غَيْرِ مَنصُورٍ وَّغَيْرِ مُعَانِ
يُرِيكَ مَخْبَرُهُ أضْعَافَ مَنظَرِهِ * بَيْنَ الرِّجالِ وفِيهَا المَاءُ والآلُ
ومَا العِشْقُ إلاَّ غِرَّةٌ وطَمَاعَةٌ * يُعَرِّضُ قَلْبٌ نَّفْسَهُ فَيُصَابُ
زَانَتِ اللَّيْلَ غُرَّةُ القَمَرِ الطَّا * لِعِ فيه ولَمْ يَشِنْهَا سَوَادُهُ
وقَدْ يَتَقَارَبُ الوَصْفَانِ جِدًّا * وَمَوْصُوفَاهُمَا مُتَبَاعِدَانِ
زِيدِي أَذَى مُهْجَتِي أزِدْكِ هَوًى * فَأَجْهَلُ النَّاسِ عَاشِقٌ حَاقِدْ
قَدْ كُنْتُ أحْذَرُ بَيْنَهُم مِّن قَبْلِهِ * لَوْ كَانَ يَنْفَعُ خائِفًا أَن يَّحْذَرَا
وإذَا حَصَلْتَ مِنَ السِّلاَحِ علَى البُكَا * فَحَشَاكَ رُعْتَ بِهِ وخَدَّكَ تَقْرَعُ
ـ[عائشة]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 08:22 ص]ـ
وأختمُ الحديثَ بهذه الأشطُر:
* لا يَحْمدُ السَّيْفُ كُلَّ مَنْ حَمَلَهْ *
* لِكُلِّ امرِئٍ مِّن دَهْرِهِ ما تَعَوَّدَا *
* إنَّ العَظيمَ علَى العَظيمِ صَبورُ *
* إنَّ القَلِيلَ مِنَ الحَبِيبِ كَثِيرُ *
* وَفِي عُنُقِ الْحَسْنَاءِ يُسْتَحْسَنُ العِقْدُ *
* إذا عَنَّ بَحْرٌ لَّمْ يَجُزْ لِي التَّيَمُّمُ *
* إنَّ النَّفيسَ غَرِيبٌ حَيْثُمَا كانَا *
* وَيَبِينُ عِتْقُ الْخَيْلِ فِي أَصْوَاتِهَا *
* ولا في طِباعِ التُّرْبَةِ المِسْكُ والنَّدُّ *
* وكُلُّ حُبٍّ صَبَابَةٌ وَّوَلَهْ *
* والدُّرُّ دُرٌّ بِرَغْمِ مَن جَهِلَهْ *
* كُلُّ ما يَمْنَحُ الشَّرِيفُ شَرِيفُ *
* فَمِن فَرَحِ النَّفْسِ مَا يَقْتُلُ *
* إذَا عَظُمَ المَطْلُوبُ قَلَّ المُسَاعِدُ *
* إنَّ المَعارِفَ فِي أهْلِ النُّهَى ذِمَمُ *
* أنَا الغَرِيقُ فَمَا خَوْفِي مِنَ البَلَلِ *
* فَكَمْ هَارِبٍ ممَّا إليهِ يَؤولُ *
* وَمَن وَّجَدَ الإحْسَانَ قَيْدًا تَقَيَّدَا *
* فإنَّ الرِّفْقَ بالجَانِي عِتَابُ *
* وَفي الماضِي لِمَن بَقِيَ اعْتِبَارُ *
* فَأوَّلُ قُرّحِ الخَيْلِ المِهَارُ *
* طَالَمَا غَرَّتِ العُيونُ الرِّجَالاَ *
* عَدَمُ الثَّنَاءِ نِهايةُ الإعْدَامِ *
* وإنَّ الوِشَاياتِ طُرْقُ الكَذِبْ *
* ومَنْفَعَةُ الغَوْثِ قَبْلَ العَطَبْ *
* وَمَن قَصَدَ البَحْرَ اسْتَقَلَّ السَّوَاقِيَا *
* ولَكِن مِّنَ الأَشْيَاءِ مَا لَيْسَ يُوهَبُ *
* وخَيْرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ *
* وإنَّ مَدِيحَ النَّاسِ حَقٌّ وبَاطِلٌ *
* ولِلسُّيوفِ كَمَا للنَّاسِ آجَالُ *
* إنَّ الثَّنَاءَ علَى التِّنبَالِ تِنبَالُ *
* إنَّ المنيَّةَ عِندَ الذُّلِّ قِنْدِيدُ *
* وأشْهَدُ أنَّ الذُّلَّ شَرٌّ مِّنَ الهُزْلِ *
* ........ ومِنَ السُّرُورِ بُكاءُ *
* .......... ولا وُدٌّ بِلاَ سَبَبِ *
والحمدُ للهِ الَّذي بنعمتِهِ تتمُّ الصَّالحات
* * * * * * * * * * *
¥