ملتقي اهل اللغه (صفحة 5665)

رعاك الله أخي الحبيب، وأشكر لك هذا السؤال، الذي يتيح لي التعبير عن وجهة نظري الشخصية، وهي ليست نظرة متخصص، إنما مجرد محب ومتذوق لأدب وشعر العرب الذي هو أسمى كلامها وذروة فصاحتها وسنام علمها.

ومن ثم فإن أي خروج عن أهم مكونات الشعر العربي- بهذا الاعتبار- ومنها ماذكرت في سؤالك الكريم، لا أعتبره شعرا، لأنه:

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه ... فليس خليقاً أن يقال له شعر

وما أظن الكثير ممن يتجه صوب هذا الشعر الحديث، ومحاكاة الآداب الغربية، إلا تهربا وعجزا عن نظم الشعر العربي الأصيل، وهنا أأكد على أن المجيدين للشعر الأصيل هم مجيدون للشعر الحديث، لأن بداياتهم كلاسيكية، والأسماء كثيرة كصلاح عبد الصبور، ونازك الملائكة، وعبد العزيز المقالح، ونزار قباني وغيرهم، ولا أخفيك أنني متى اطلعت على شعر مما أطلق عليه شعر الحداثة أو الحر أو سمِّه ماشئت، أتمثل قول القائل:

تحدثني ولم أفقه عليها ... كأن حديثها الشعر الحديث.

وأقول جازما: إن في الاهتمام بهذا الشعر الجديد والترويج له لأهداف ما عادت خافية، ولقد بَدأت تَنفث سمومها، وظهر شئ من ثمارها على ملامح جيل .. ، تتلوه أجيال أسوء مأخذا وأعزّ قبيلا، مالم تتدارك الإستراتيجيات التربوية التعليمية في العالم العربي الإسلامي هذا الخطر القادم من الغرب، والمُطَبَّل له بوعي أو دون وعي، والذي يَحرص أشد الحرص في بعدنا عن ديننا العظيم، وأَهم أصلٍ من أصوله المتمثل في قرآننا الكريم.

وواضح لفضيلتك مقصدي، المتمثل في أن اللغة العربية هي أهم أداة في بيان كلام الله، ولما كان ما وصل إلينا منها شعرا، أكثر من غيره، ولكون الشعر هو أعلى مستوياتها، فإن إضعافه وصولا إلى اندثاره، يحقق أسمى المطامع، وأعلى الغايات، فلنتدبر.

واعذرني - أخي الحبيب- فربما شطح قلمي، وخرجت عن مقتضى السؤال، إلا أني أطمع في رحابة صدركم، وكريم أدبكم، شاكرا سلفا حسن تفهكم، لما يخالج النفس، ويعكر المزاج، ويجرح الفؤاد، لما آل إليه أمر لغتنا، عمود شرعنا، وخطاب آخرتنا، وعزاؤنا في أمثالكم، وسائر أحبتا في ملتقانا المميز، وكل مهتم بمن اصطفاها الله لكلامه، وبيان مراده من خطابه، وصدق شاعر النيل، والله من وراء القصد.

ـ[مُسلم]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 03:31 م]ـ

بارك الله فيكم أخى .... وأنا فعلا أتفق معكم في وجهة نظركم ... فأنا إلى الآن لم أكمل قصيدة واحدة موزونة وزنا سليما ولكنها أبيات متفرقة الاغراض ... وكان سهلا علىَّ أن أتجه إلى الشعر الحديث وأكتبه كمثل غيري وأكون شاعرا في نظر الكثيرين ولكننى - ولله الحمد - قد علمت أن الشعر إنما هو الشعر الذي قلتم عنه والذي قاله من قبلنا المتنبي وامرؤ القيس والنابغة وغيرهما الكثيرون. بارك الله في مواضيعكم النابغة ...

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 06:49 م]ـ

أخي الحبيب، الأستاذ مسلم- حفظك الله ورعاك- أشكرك على حسن ظنك بأخيك، ممتنا لك مشاركتنا هذا الهمّ، ولا شك أن هذا هاجس الكثير من الغيورين على لغتنا الجميلة التي " بُنيَتْ على أصلٍ سحريّ يجعل شبابها خالداً عليها، فلا تهرم ولا تموتُ؛ لأنّها أُعِدَّتْ من الأَزَلِ فلكاً دائِراً للنيِّرين الأرضيين العظيمين: كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومن ثَمَّ كانت فيها قُوَّةٌ عجيبةٌ من الاستهواء، كأنّها أخذةُ السِّحر، لا يملك معها البليغ أن يأخذ أو يدع " *. ومادام الأمر كذلك، فيبقى كبير الأمل مفتوحا، في الحفاظ على رونقها وألق سحرها، وجام فضلها في البيان، لكونها لسان القرآن، بما عليه العمق الدلالي في مصطلح اللسان، ولكون الشعر أعلى مستويات لسان العرب، الذي نزل به القرآن، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

............

* - إعجاز القرآن للرافعي: 31.

ـ[غزالة]ــــــــ[23 - 04 - 2011, 06:38 م]ـ

هل استطيع العثور على مراجع للشعر والموسيقى اذاتفضلتم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015