ملتقي اهل اللغه (صفحة 4468)

قصيدة رثاء طالب لشيخه

ـ[محمد البلالي]ــــــــ[03 - 06 - 2014, 10:11 م]ـ

كتبت قصيدة بعد سفر شيخي رحمه الله قلت فيها:

دموع لم تقارق مقلتيا * وحزن قد لوى ذا القلب ليا.

وهم أي هم قد حواني * كأني منه ميت لست حيا.

أتى ما كنت أحسب ليس ياتي * وضاع أبو محمد من يديا.

أكتم كم أكتم ما بقلبي * ويبدو ما أكتم في المحيا.

شربت الكاس كاس الحزن قسراً * وبت سجينها صبحا عشيا.

فها أنا كاليتيم بغير أم * بغير أب فمن يحنو عليا.

ألا يا ليت شعري أين ألقى * لكم في الناس يا شيخي سميا.

أحن إلى الدروس إليك شيخي * إلى ما كنت تتلوه عليا.

تباعدنا وكنا قبل جمعاً * تفرقنا وقد كنا سويا.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[03 - 06 - 2014, 11:08 م]ـ

قصيدة جميلة، رحم الله شيخكم وجميع أموات المسلمين.

تباعدنا وكنا قبل جمعاً * تفرقنا وقد كنا سويا. قولكم: سويا، بمعنى: معا، قد تكلم فيه الناس كثيرا، ولا أعتقد صحة استعماله وإن كان أجازه مجمع اللغة العربية بمصر، لأن ما صرفوه إليه من أنه فعيل بمعنى مفاعل أو مفتعل ليس قياسيا، ودونك كلاما في هذا نقلته من (ملتقى أهل الحديث):

"جاء في مسرد قراراتهم الذي أعده الدكتور عدنان الخطيب: (قرئ قرار اللجنة - بعد دراستها الموضوع مجددا، إذ كان المؤتمر قد أعاده إليها في العام الماضي - المتضمن: " يشيع في لغة العصر نحو قول القائل: < خرجنا سويا، أو خرجوا سويا > بمعنى معا، أو مصطحبين .. وهو - في ظاهره - خلاف ما نصت عليه المعجمات في معاني السوى التي تدور حول الصحة، واستقامة الخلق، ونحو ذلك.

ودرست اللجنة هذا، وانتهت إلى أن التعبير العصري يمكن قبوله على أساس أن لفظ < السوى > فيه فعيل بمعنى المفاعل أي: المساوي، أو أنه فعيل بمعنى المفتعل أي: المستوي.

والمعنى -على الدلالة الأولى - أنهم خرجوا مساوين أي: على سواء، فبينهم مساواة في الخروج، وعلى الدلالة الثانية - وهي المستوي - يكون المعنى: أنهم ساروا باستواء، فلا تقدم لأحدهم ولا تأخر للآخر في زمن الخروج.

والمعية التي يدل عليها التعبير العصري ملحوظة في لفظ السوي بدلالتيه؛ لأن المعية نوع من المساواة أو الاستواء.

وعلى كلا الحالتين؛ يكون سويا في هذا التعبير: إما حالا يستوي فيه المذكر وغيره، والواحد وغيره، وإما مفعولا مطلقا إذا اعتبرناه وصفا للمصدر، أي: خرجوا خروجا سويا.

وقد يستأنس للتعبير العصري بأن شوقي - وهو من أكبر شعراء هذا العصر - قد استعمله في قوله:

مشينا أمس نلقاها سويا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif ونحن اليوم نلقاها فرادى

كذلك مما ينسب للإمام الشافعي قوله:

أحب الصالحين ولست منهم http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif لعلي أن أنال بهم شفاعة

وأكره من تجارته المعاصي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif وإن كنا سويا في البضاعة

ولهذا كله ترى اللجنة أن قول القائل في لغة العصر: " خرجوا سويا " جائز لا بأس في استعماله.

وبعد مناقشة القرار ومعارضة كل من الأستاذ بهجة الأثري، والدكتور عبد الله الطيب قُبل بالأكثرية).

كان ذلك في دورة المجمع الثالثة والأربعين بالقاهرة 1397 - 1977.

وكان الأستاذ مصطفى جواد قد عدّ هذا خطأ في كتابه الشهير [قل ولا تقل] 1/ 123، وكذلك الأستاذ عبد القادر المغربي في مقالاته [عثرات الأقلام] مجلة المجمع العلمي الدمشقي ج 1 الجلد 2 لسنة 1340 - 1922.

ومثلهم الأستاذ إيميل يعقوب في القسم الثالث من كتابه [معجم الخطأ والصواب] معجم الأخطاء الشائعة ... ويبدو أنه لم يقف على قرار المجمع السابق ... وإلا لما تأخر في الجنوح إليه.

وتبعهم الأستاذ محمد العدناني في كتابه [معجم الأخطاء الشائعة] حيث قال: (ذهبوا معا لا سوية).

ثم في جاء في كتابه [معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة] فقال: (ويخطئون من يقول: خرجوا سويا ....) ثم في آخر بحثه قال بعد نقله لخلاصة قرار المجمع السابق: (وأنا أُسيغه وبي منه غصة)." انتهى النقل.

وأذكر أن العلامة أبا فهر محمود محمد شاكر أنكر هذا الاستعمال في أحد كتبه، وعده خطأ.

أتى ما كنت أحسب ليس ياتي * وضاع أبو محمد من يديا.

منع المصروف من الصرف ضرورة قبيحة جدا، وينبغي تركه، والبصريون لا يجيزونه في الشعر ولا في غيره.

* وأما النقط بعد الأبيات فلا حاجة إليها وينبغي حذفها.

والله أعلم.

ـ[محمد البلالي]ــــــــ[04 - 06 - 2014, 06:31 ص]ـ

بارك الله فيك أخي صالح:

جزاك الله خيراً على التنبيهات الرائعة الرائقة المفيدة.

بالنسبة لكلمة (سويا) فالأمر كما قلت وما أتيت بها إلا لأن القريحة لم تسعف بغيرها وما جاء عن شوقي ومجمع اللغة وما نسب إلى الشافعي يستأنس به.

وأما من الصرف لما يصرف فهو غير مأنوس كما قال السيد أحمد الهاشمي إلا أنه موجود في كثير من أشعار العرب كما لا يخفى عليك إن شاء الله وقد ذكر جملة منها الدكتور شوقي ضيف وما أتيت بالضرورة إلا ضرورة.

لي ملا حظة على قولك: (ضرورة قبيحة جداً) فلو تكرمت بنقل من قال بأن منع الصرف للمصروف قبيح جداً وأنبه على كلمة جداً.

جزاك الله خيراً أخي في الله فمنكم نستفيد.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015