ملتقي اهل اللغه (صفحة 4442)

نصيحة محب (قصيدة)

ـ[محمد البلالي]ــــــــ[09 - 06 - 2014, 11:03 ص]ـ

ِ

لِن فَمَن لانَ نالَ ودَّ الأنامِ * ولتلاق الصحاب بالإبتسامِ

لا تَجهَّم إنَّ التجهُّمَ يا ذا * يظلم الوجهَ أيَّما إظلامِ

ولتكن مزنةً تجود بغيثٍ * مدرارٍ ولا تكن كالجَهامِ

واقبلِ النصحَ لا ترُدَّنَّ نصحاً * لنصيحٍ فذاك فعلُ اللِّئامِ

ولتزِن ما تقول يا صاحِ دوماً * فلبعضِ الكلامِ وقعُ السِّهام

كم كِلامٍ من الكَلامِ وكم أو * رثَ بغضاً من بعد طول وئامِ

باسماً كن للناسِ دوماً فكم مِن * بسمةٍ كانتِ الشِّفا للسِّقامِ

وَاعفُ ما اسطعتَ عن مسيءٍ فَمَن ذا * قطُّ لم يجترح من الآثامِ

ولتصاحب من الورى كُلَّ ذي خُلـ * قٍ كريمٍ قد عَزَّ نَيلُ الكرامِ

وَانأَ عن صحبةِ اللِّئامِ فما أفـ * لحَ يوماً مصاحبٌ لِلِئامِ

ـ[عائشة]ــــــــ[11 - 06 - 2014, 02:59 م]ـ

جزاكَ اللهُ خيرًا، وبارك فيكَ.

ولعلَّكَ تأذنُ بهذه التَّعليقاتِ:

- الأبياتُ من الخفيفِ، سلِمَتْ من الكسرِ، إلَّا في قولِكَ:

* مدرارٍ ولا تكن كالجَهامِ *

فكلمة (مِدْرارٍ) وزنُها: (فالاتُنْ)، و (فالاتُنْ) به تشعيثٌ، والتَّشعيثُ علَّة تدخلُ ضربَ الخفيفِ، وهي علَّة تجري مجرَى الزّحافِ، فلا تُلتَزَمُ، نحو قولِكَ:

وَاعفُ ما اسطعتَ عن مسيءٍ فَمَن ذا * قطُّ لم يجترح من الآثامِ

فالضَّرْبُ جاءَ علَى (فالاتُنْ)، وهذا لا إشكالَ فيه. أمَّا مجيءُ ذلك في حشوِ البيتِ؛ فلا يصحُّ؛ كما في (مِدْرارٍ). فلعلَّكَ تُصلِحُ ذلكَ.

- قولُكَ:

* بسمةٍ كانتِ الشِّفا للسِّقامِ *

إن كنتَ تقصدُ (السّقام) بمعنَى المرضِ؛ فهو بفتحِ السِّين، وإن كنتَ تقصدُ أنَّه جمعُ سقيمٍ؛ فهو بالكسرِ، كما كتبتَهُ.

- قولُكَ:

واقبلِ النصحَ لا ترُدَّنَّ نصحًا * لنصيحٍ فذاك فعلُ اللِّئامِ

فيه اتِّفاقٌ في المعنَى بين: (واقبلِ النصح)، و (لا تردَّنَّ نصحًا).

- قولكَ:

وَانأَ عن صحبةِ اللِّئامِ فما أفـ * ـلحَ يومًا مصاحبٌ لِلِئامِ

الأفضلُ في نظري أن تكونَ كلمة (اللِّئامِ) في آخر البيتِ معرفةً، لا نكرةً، كما كانَتْ في صدرِ البيتِ؛ أي: (لِلِّئامِ).

والهمزةُ في كلمة (انْأَ) تكتَبُ على السَّطرِ، هكذا: (وانْءَ)؛ لأنَّها متطرِّفةٌ، مسبوقةٌ بساكنٍ.

هذا ما بدا لي، واللهُ تعالَى أعلمُ.

ـ[محمد البلالي]ــــــــ[11 - 06 - 2014, 03:03 م]ـ

بارك الله فيك أستاذتي الكرية على الإفادة والإجادة شكر الله لكِ.

ـ[محمد البلالي]ــــــــ[11 - 06 - 2014, 03:10 م]ـ

ولا أدري كيف وقعتُ في خطأ كتابة (وانأ) فجلَّ من لا يسهو.

ـ[عائشة]ــــــــ[11 - 06 - 2014, 11:33 م]ـ

ولا أدري كيف وقعتُ في خطأ كتابة (وانأ) فجلَّ من لا يسهو.

الوجه الذي كتبتَ عليه الكلمةَ معروفٌ، وهو أحد وجهَي كتابتِها؛ ذلك أن الهمزةَ ههنا متطرفة تطرُّفًا عارضًا؛ لأنَّ الأصل في همزة (نأى) التوسُّط، فهم لذلك لا يعتدُّون بالتطرف العارض، ويكتبون الهمزة على الألف.

وهناك وجهٌ آخر، وهو الذي ذكرتُه في منازعتي السابقة، وأميل إليه، وكنتُ أفدتُّه من الأستاذِ فيصل المنصور -جزاه الله خيرًا-. فتطرّف الهمزة ههنا -وإن كان عارضًا- أخرجها عن كونِها متوسطة، فكُتبت على القاعدةِ المطَّردة في ذلك.

والله تعالَى أعلم.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[12 - 06 - 2014, 06:25 ص]ـ

جزاكم الله خيرا.

لِن فَمَن لانَ نالَ ودَّ الأنامِ أرى أن في هذا تنافرا بين الكلمات، فنطقه صعب عسير، وذلك مخالف للفصاحة في الكلام، فإن من فصاحة الكلام خلوصَه من تنافر الكلمات، وينشدون في هذا:

وليس قُربَ قَبرِ حَربٍ قَبْرُ

ـ[عائشة]ــــــــ[12 - 06 - 2014, 07:17 ص]ـ

جزاكم الله خيرا.

أرى أن في هذا تنافرا بين الكلمات، فنطقه صعب عسير، وذلك مخالف للفصاحة في الكلام، فإن من فصاحة الكلام خلوصَه من تنافر الكلمات، وينشدون في هذا:

وليس قُربَ قَبرِ حَربٍ قَبْرُ

جزاكَ اللهُ خيرًا، ونفعَ بكَ.

سبحانَ اللهِ! كنتُ سأنبِّهُ علَى هذا، حتَّى إنَّني أخرجتُ من مكتبتي الجزءَ الأوَّلَ من "البيانِ والتَّبيين" للجاحظِ، وكتابَ "الإيضاح" للخطيبِ القزوينيِّ؛ لأنقلَ منهما ما لهُ صلةٌ بهذا، لولا أنَّني خشيتُ أن تكونَ مُلاحَظتي في غيرِ محلِّها، فأعرضتُ عن ذكرِها.

ولا بأسَ أن أنقلَ الآنَ منهما، وبخاصَّةٍ مع تيسُّرِ الأمرِ؛ إذ لمْ أُرجعِ الكتابَيْنِ إلى مكانِهما، ولم أُغلِقْهما كذلك! والحمدُ لله.

قال الجاحظُ في "البيان والتَّبيين": (ومن ألفاظِ العربِ ألفاظٌ تتنافرُ، وإن كانَت مجموعةً في بيتِ شعرٍ؛ لم يستطعِ المنشدُ إنشادَها إلَّا ببعضِ الاستكراه. فمن ذلك قولُ الشَّاعرِ:

وقبرُ حربٍ بمكانٍ قَفر * وليسَ قربَ قبرِ حربٍ قبرُ

ولَمَّا رأَى مَن لا علمَ له أنَّ أحدًا لا يستطيعُ أن يُنشد هذا البيت ثلاثَ مرَّاتٍ في نسَق واحدٍ، فلا يتتعتعُ، ولا يتلجلجُ، وقيلَ لهم: إنَّ ذلك إنَّما اعتراهُ إذْ كانَ من أشعارِ الجنِّ= صدَّقوا بذلك) انتهَى.

وجاءَ في "الإيضاح" للخطيبِ القزوينيِّ: (وأمَّا فصاحةُ الكلامِ؛ فهي خلوصُه من ضعفِ التَّأليفِ، وتنافر الكلماتِ، والتَّعقيد، مع فصاحتِها). ثمَّ قالَ: (والتَّنافرُ منه: ما تكون الكلماتُ بسببه متناهيةً في الثقلِ على اللِّسان، وعسر النُّطق بها متتابعةً؛ كما في البيتِ الَّذي أنشدَه الجاحظُ:

وقبرُ حربٍ بمكانٍ قفر * وليسَ قربَ قبرِ حربٍ قبرُ) انتهى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015