ملتقي اهل اللغه (صفحة 4401)

هل مِن فرق بين " جاء "، و " أتى "؟

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 03:13 ص]ـ

البسملة1

الصوابُ أنه لا فرقَ. وما ادعاه أبو هلال العسكريُّ في " فروقِه " باطلٌ؛ إذ لا دليلَ على ما زعمَ من حيث الأصلُ؛ بل الأمر يثبت خلافَه؛ قالَ الحماسيّ:

فجاءت به سبطَ العظام كأنما ** عِمامتُه بينَ الرجالِ لواءُ

وقالَ أبو كبيرٍ الهذليّ في الحماسةِ:

فأتت به حُوش الفؤاد مبطَّنًا ** سُهُدًا إذا ما نامَ ليلُ الهوجلِ

فكيفَ عرفَ أن هذا هو الأصل، وأن الآخرَ محمولٌ عليه؟

ثم لو كانَ ذلك لم يكن له أثرٌ في الكلامِ، لأن معناهما في الاستعمالِ واحدٌ؛ قالَ تعالى: ((قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا))، وقالَ: ((أم جاءَهم ما لم يأتِ آباءَهم الأولينَ)).

أما لِمَ استعملَ القرآن هذا مكان هذا، فذلك - والله أعلمُ - من بابِ التنويعِ، لما له من ترويحٍ عن النفوسِ، واستمالةٍ للقلوبِ. ومن الخطأ أن يُظنَّ أن لكل شيء من ذلك علةً غيرَ علةِ التنويعِ. لأنك لو ذهبتَ تلتمسُ لها علةً أخرى لم تجد علةً صحيحة ترضاها تفسيرًا لكلام الله. وحسبُك بعلة التنويع علةً.

أبو قصي

ـ[أبو العباس الظاهري]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 04:45 ص]ـ

جزيت خيراً يا أبا قصي,,,

الظاهري.#

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 03:55 ص]ـ

أما لِمَ استعملَ القرآن هذا مكان هذا، فذلك - والله أعلمُ - من بابِ التنويعِ، لما له من ترويحٍ عن النفوسِ، واستمالةٍ للقلوبِ. ومن الخطأ أن يُظنَّ أن لكل شيء من ذلك علةً غيرَ علةِ التنويعِ. لأنك لو ذهبتَ تلتمسُ لها علةً أخرى لم تجد علةً صحيحة ترضاها تفسيرًا لكلام الله. وحسبُك بعلة التنويع علةً.

لطالما بحثت عن تلك الكلمات

جزاك الله خيرا

فقد رويت غليلي

ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 08:13 ص]ـ

الصحيح والله اعلم غير ما ذهب اليه ابو قصي فان الالفاظ قد تشترك في المعنى العام لكن تنفرد كل لفظة بمعنى دقيق يخصها وقد ذكر استاذنا العلامة فضل عباس شيئا من الفروق الدقيقة بن الكلمتين في كتابه اعجاز القران. ويمكن لمستزيد ان يشمّر.

ـ[أبو عمرو]ــــــــ[04 - 06 - 2008, 12:36 م]ـ

بوركتم

الصحيح والله اعلم غير ما ذهب اليه ابو قصي فان الالفاظ قد تشترك في المعنى العام لكن تنفرد كل لفظة بمعنى دقيق يخصها وقد ذكر استاذنا العلامة فضل عباس شيئا من الفروق الدقيقة بن الكلمتين في كتابه اعجاز القران. ويمكن لمستزيد ان يشمّر.

هذا هو المعتمد خاصة في كتاب الله عز وجل.

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 11:52 ص]ـ

الكلامُ على إمكانِ الترادفِ في الكلِمِ يطولُ. والصحيحُ الذي أرضاه، وأرى العللَ الفطريةَ، والواقعيةَ، والعقليةَ تُسنِدُه وتُظاهره، أنه يقعُ في كلامِ العربِ، وفي كلامِ الله تعالى. ومن الخطأ أن نقصُرَ البلاغةَ في مسالكَ معدودةٍ؛ إذ من البلاغةِ التنويعُ. ووجهُ عَلاقتِه بالبلاغةِ مراعاتُه حالَ المخاطبِ بطردِ المللِ، واجتلابِ الجِدّةِ في الحديثِ، وتجنّبِ التَّكرارِ، لما له من ثِقَلٍ على النَّفوسِ. وللمعارضِ لهذا أن يلتمسَ التأويلاتِ؛ ولكنَّ التزامَه ذلكَ سيفضي بهِ إلى ما هو أشدُّ مما هربَ منه ممَّا لا يَرضاه أحدٌ لكلامِ الله تعالى. والذي يدلُّك على ثبوتِ الترادفِ أنَّ الكلمةَ الواحدةَ في السياقِ الواحدِ، والغرضِ الواحدِ، تُقرأ عدَّةَ قراءاتٍ؛ نحو ((وعلى أبصارهم غشوةٌ))، و ((غشاوةٌ))، و (نزَّلَ وأنزل)؛ فلو فرقتَ بينها في المعنى، لأسلَمَكَ هذا إلى التناقضِ. وإذا كانت العربيةُ لغةً كسائر اللغاتِ؛ يعتوِرها ما يعتوِرُها، وإذا كانت ليست منطِقًا؛ وإنما مرجعُها العقلُ البشريُّ بما فيهِ من منطقٍ، وتجوّزٍ، وتوهُّمٍ، وتشبيهٍ، فلا بِدْعَ أن يكونَ في العربيةِ الألفاظُ المترادِفةِ؛ بل لو منعنا مثلَ هذا، لأسأنا إلى اللغةِ من حيث أردنا الإحسانَ؛ وذلك بالاكتفاءِ بلفظٍ واحدٍ للمعنى الواحدِ؛ فإن هذا ليس بمحمودٍ. وكلامُ الله تعالى منزّلٌ على ما يُوافق نِظامَ العربِ في كلامِهم؛ وإنَّما يمنعُ بعضُهم الترادفَ فيهِ لتوهّمهم أنَّه أمرٌ مذمومٌ. وهذا لا يصِح، لمخالفتِه العقلَ، والفطرةَ البشريةَ، ولأنَّ الترادفَ لهُ علّةٌ وجيهةٌ بيّنّا ذكرَها.

أبو قصي

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 08:21 م]ـ

ووجدتُّ ابنَ عاشورٍ يقولُ عندَ قوله تعالى: ((قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا)): (والإتيان والمجيء مترادفان؛ فذكرُ المجيء بعد الإتيان ليس لاختلاف المعنى؛ ولكنه للتفنُّنِ، وكراهيةِ إعادة اللفظ) [التحرير والتنوير 4/ 61].

أبو قصي

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 11:26 ص]ـ

ذكر الدكتور فاضل السامرائي في لمسات بيانية في قناة الشارقة:"جاء" تستخدم للأمور الصعبة، "جاءهم العذاب"، " جئتم شيئا إدا"، " جاءت الصاخة"

وأتى تستخدم للأمور السهلة واستدل على رأيه بأن جاء مع الغاشية ليس هي الغاشية فعلا وإنما حديثها"هل أتاك حديث الغاشية"،"أتى أمر الله ... " أي قرب بدليل "فلا تستعجلوه والله أعلم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015