ملتقي اهل اللغه (صفحة 4320)

ما معنى (مُقيتا) في الآية؟

ـ[عبد العزيز]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 03:14 م]ـ

البسملة1

قال الله تعالى ((وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا))

ما معني "مقيتا"؟

ـ[عبد الفتاح خضر]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 04:47 م]ـ

الأخ الأستاذ عبد العزيز هذه مشاركة تبين خلاصة ما أورده العلماء في تفسير كلمة "مقيتا" <? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

قال الطبري: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله:"وكان الله على كل شيء مقيتًا".< o:p></o:p>

فقال بعضهم تأويله: وكان الله على كل شيء حفيظًا وشهيدًا.< o:p></o:p>

عن مجاهد:"مقيتًا" قال: شهيدًا، حسيبًا، حفيظًا.< o:p></o:p>

وقال الضحاك: المقيت: الرزاق.< o:p></o:p>

وعند ابن أبي حاتم: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: " " وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً " قَالَ: يُقِيتُ كُلَّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِ عَمَلِهِ".< o:p></o:p>

قال الزمخشري والقرطبي والآلوسي:: {مُّقِيتاً} شهيداً حفيظاً. وقيل: مقتدراً. وأقات على الشيء، اقتدر عليه، قال الشاعر:< o:p></o:p>

وَذِي ضِغْنٍ نَفَيْتُ السُّوءَ عَنْهُ ... وَكُنْتُ عَلَى إِسَاءَتِهِ مُقِيتاً< o:p></o:p>

وقال السموأل:< o:p></o:p>

أَلِي الْفَضْلُ أَمْ عَلَيّ إِذَا حُو ... سِبْتُ إِنِّي عَلَى الْحِسَابِ مُقِيتُ< o:p></o:p>

واشتقاقه من القوت لأنه يمسك النفس ويحفظها.< o:p></o:p>

وقال العلامة ابن عاشور: جملة {وكان الله على كلَ شيء مقيتاً} تذييل لجملة {من يشفع شفاعة حسنة} الآية، لإفادة أنّ الله يجازي على كلّ عمل بما يناسبه من حُسْن أو سوء.< o:p></o:p>

و {المقيت} الحافظ، والرقيب، والشاهد، والمقتدر. وأصله عند أبي عبيدة الحافظ. وهو اسم فاعل من أقات إذا أعطى القُوت، فوزنه مُفعِل وعينه واو. واستعمل مجازاً في معاني الحفظ والشهادة بعلاقة اللزوم، لأنّ من يقيت أحداً فقد حفظه من الخصاصة أو من الهلاك، وهو هنا مستعمل في معنى الإطلاع، أو مضمّن معناه، كما ينبيء عنه تعديته بحرف (على). ومن أسماء الله تعالى المُقيت، وفسّره الغزالي بمُوصل الأقوات. فيؤول إلى معنى الرازق، إلاّ أنّه أخصّ، وبمعنى المستولي على الشيء القادر عليه، وعليه يدلّ قوله تعالى: {وكان الله على كلّ شيء مقيتاً} فيكون راجعاً إلى القدرة والعلم.

والعلم عند الله

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 06:01 م]ـ

وعليه يدلّ قوله تعالى: {وكان الله على كلّ شيء مقيتاً} فيكون راجعاً إلى القدرة والعلم.

والعلم عند الله

جزاك الله خيرا د. خضر، فقد لخصت ووصلت إلى زبدة الراجح من الأقوال، ومايتلاءم مع الأصل اللغوي للفظة، قال ابن فارس في المجمل: المقيت المقتدر، والمقيت: الحافظ والشاهد. (والحفظ والشهادة من مقتضيات العلم ولاشك).

وقد رُدَّ قول من ذهب إلى أنه من القوت، بمعنى موقوت، ومن ذلك رد (أبوحيان في بحره المحيط) لقول شيخ المفسرين الطبري، بقوله: " وقال الطبري في قوله: إني على الحساب مقيت، إنه من غير هذه المعاني المتقدّمة، وإنه بمعنى موقوت. وهذا يضعفه أن يكون بناء اسم الفاعل بمعنى بناء اسم المفعول".

فما رأي علماء اللغة؟

ـ[عبد العزيز]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 04:38 م]ـ

نفع الله بكم أستاذ عبد الفتاح خضر وبالأستاذ محمد عمر الضرير،

جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس:

(قوت) القاف والواو والتاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إمساكٍ وحفظٍ وقُدرةٍ على الشَّيء. من ذلك قولُه تعالى: ((َوكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ مُقِيتاً))، أي حافظاً له شاهداً عليه، وقادراً على ما أراد.

وقال:

وذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عنه * وكنتُ على إساءته مُقِيتَا

ومن الباب: القُوت ما يُمْسِكُ الرَّمَق؛ وإنَّما سُمِّي قُوتاً لأنَّه مِساكُ البَدَن وقُوَّتُه. والقَوْت: العَوْل. يقال: قُتُّه قَوْتاً، والاسم القُوت. ويقال: اقتَتْ لنارك قِيتةً، أي أطعِمْها الحَطَب.

قال ذو الرُّمَّة:

فقلتُ له ارْفَعْهَا إليكَ وأَحْيِها * برُوحِكَ واقْتَتْهُ لها قِيتةً قَدْرا

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 - 06 - 2008, 09:40 م]ـ

الأخ العزيز الأستاذ: عبد العزيز.

أثمن مرورك الكريم، شاكرا اهتمامك. ثم ما ذكرته لا نخالفك فيه، وهو ثابت في اللغة، إنما توقفنا عند هذه الجزئية:" وإنه بمعنى موقوت. وهذا يضعفه أن يكون بناء اسم الفاعل بمعنى بناء اسم المفعول".

فما صحة حكم الإمام القرطبي، خاصة وهو يرد قول شيخ المفسرين الطبري؟

أكرر شكري، وتقبل فائق تقديري واحترامي.

ـ[عبد العزيز]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 01:30 م]ـ

أكرمكم الكريم أخي الأستاذ محمد،

أخي محمد الذي قاله ابن جرير رحمه الله "موقوف" وليس "موقوت"، وهل الذي ذكرته هو من حكم القرطبي أو من قول أبي حيان؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015