ملتقي اهل اللغه (صفحة 4306)

الخبث والخبائث

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 01:14 ص]ـ

ورد لفظا (الخُبُث، والخَبَائِث) في دعائه r عند دخول الخلاء: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ)).

استعملت العربية المادة (خ ب ث) للدلالة على خلاف الطَّيِّب من الأفعال والخِصَال والولد والنّاس والرِّزق، وقد خَبُثَ الشّيء يَخْبُثُ خُبْثاً وخَبَاثَةً، فهو خَبِيث، وأخْبَثَ إذا صار ذا خُبْثٍ وشَرٍّ، أو اتّخذ أصحاباً خُبَثَاء، وأخْبَثَهُ غَيْرُهُ، أي عَلَّمَهُ الخُبْث وأفْسَدَهُ. <? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

قال ابن الأعرابيّ: أصْلُ الخَبِيث في كلام العرب: المَكْرُوه؛ فإنْ كَانَ من الكَلامِ فهو الشَّتْم. وإنْ كَان من الطّعامِ فهو الحَرَام. وإنْ كانَ من الشّرابِ فهو الضَّارُّ.

اختلفت آراء العلماء في ضبط لفظ (الخُبُث)

واختلف تفسير اللفظ تبعاً لاختلاف ضَبْطِه، وتعددت الآراء؛ فَمَنْ ضبطه بإسْكان الباء، فَسّره بالتفسيرات الآتية:< o:p></o:p>

ـ الشَّرّ، والخبائث: الشياطين.

ـ الكُفْر والشِّرك، والخبائث: الشياطين.

ـ خِلاف طَيِّب الفِعْل من فُجُورٍ وغَيْرِه، والخبائث: الأفعال المذمومة، والخِصَال الرَّدِيْئَة.

ـ الشيطان، والخبائث: المعاصي كُلّها.

ومَنْ ضَبَطَه بضم الباء (الخُبُث) فَسّره تَفْسِيراً واحِداً، وهو: أنّ الخُبُث جمع الخَبِيث وهو الشَّيطان الذَّكَر، والخَبَائِث جمع الخَبِيثَة وهي الأنثى من الشياطين، فاسْتَعَاذَ بالله من مَرَدة الجِنِّ ذكورهم وإناثهم، وقد نقل الأزهريّ هذا التفسير عن أبي الهيثم، ثُمَّ قال: وهذا الذي قاله أبو الهيثم أشْبَهُ عندي بالصَّوَاب.

قال القاضي عياض ـ بعد عرض التفسيرات السابقة للضبطين ـ: والوجهان ظاهران وقد يكون المعنى به [أي بضم الباء] أنّه استعاذ من الخبث نفسه، وهو الكُفْر، ومن سائر الأخلاق الخبيثة وهي الخبائث.

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 12:46 ص]ـ

اللهم صل على سيدنا محمد وسلم وعلى أنبيائك المصطفين الأخيار

بارك الله فيك يا أستاذنا أبا حازم

السؤال: ما العلاقة الجامعة بين الكفر والأخلاق الرديئة والخلاء أعزكم الله.

أوليس أبو الهيثم كما قلت أستاذنا أقرب إلى الصواب. (هذا رأي)

- قد يكون التعوذ هنا عما يسفر عنه التعرض لوسوسة الشياطين وهو الكفر والفسق ويعني هذا تعوذا ضمنيا من الشيطان فيكون هذا التفسير جامعا لكل التفسيرات السابقة. (وهذا آخر)

جزيت خيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015