ملتقي اهل اللغه (صفحة 4200)

قريباً، وممَّن ضُبط على هذا الوجه من الأعلام: "المسيَّب بن بشر الرياحي" (106هـ)، و"المسيَّب بن زهير القيسي" (175هـ)، و"المسيَّب بن نجبة الفزاريّ" (65هـ) وهو تابعي شهد القادسية وفتوح العراق، و"المسيَّب بن واضح" (246هـ) محدث مشهور من حِمص، و"المسيَّب ابن رافع" (105هـ) فقيه سمع من بعض الصحابة رضي الله عنهم (9).والضبط على هذا الوجه هو الدارج عند أهل العراق على ما أورده الزبيديّ (1205هـ) في "تاج العروس حين قال: "قال بعضُ المحدثين: أهل العراق يفتحون وأهل المدينة يكسِرون" (10).وابن خلكان في "الوفيات" يضارع ابن دريد والسمعاني في ضبط "المسيَّب" على الوجه المذكور، ومن كلامه: "المسيَّب: بفتح الياء المشددة المثناة من تحتها .. " ويأتي بقية كلامه عند الكلام عن الوجه الثاني. وأصل كلمة المسيَّب: البعير يُدرك نتاج نتاجه، فيُسيَّب، أي يترك ولا يركب ولا يحمل عليه، والسائبة التي في القرآن: الناقة التي كانت تُسيَّب في الجاهلية لنذرٍ ونحوه (11).أما الوجه الثاني في ضبط "ابن المسيّب" فهو بضمّ الميم فسين مفتوحة وياء مشددة مكسورة، وأورد هذا الوجه في اسم سعيد ابن المسيِّب: الزبيدي في "تاج العروس" وذكر وزنه فقال "محدِّث"، ويُفتح، وابان أنَّ أهل المدينة يكسرون، وقال: "ويحكون عنه أنه كان يقول: سيَّب الله عن سيَّب أبي"، ومال إلى هذا الوجه: "القاضي عياض" (544هـ) و"ابن المديني" (234هـ)، أما ابن خلكان فقد ضبط "المسيَّب" بفتح الياء ثم قال: "وروي عنه أنَّه كان يقول بكسر الياء"، وهذه إيماءة منه إلى تضعيف هذا الوجه. وأورده "محمد طاهر الفتّني" (986هـ) في "المغني" على الوجهين كأنَّه يرتضيهما (12).أما "النووي" (676هـ) فقال: "يقال المسيَّب بفتح الياء وكسرها والفتح هو المشهور، وحكي عنه أنَّه كان يكرهه، ومذهب أهل المدينة الكسر" (13).والمتأمل في عبارة النووي هذه يتبيَّن له أنه يرى ضعف الرواية المنسوبة إلى سعيد، "سيَّب الله من سيب أبي" وأنه يُجيز ضبط لفظة ابن المسيَّب على الوجه الأوّل. ودليله أن الرواية جاءت بصيغة التمريض بلا جزم: يُروى، يُحكى، يذكر ... الخ. والأمر الآخر انها لم ترو بإسنادٍ متصل، والإسناد كما هو معلوم من خصائص الأمة الإسلامية، وقد قال ابن المبارك: "لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"، وقال شعبة: "كل حديث ليس فيه "أنا" و"ثنا" فهو خلّ وبقل"، وهذان اللفظان من صيغ الأداء الثمانية التي تواضح عليها المحدثون في تبليغ المرويَّات وتحمّلها (14)، وعلى ضوء ما تقدّم يمكن القول إن فقيه المدينة يكره أن يُعرَّف ب "ابن المسيَّب" بفتح الياء المشددة ويميل إلى الوجه الآخر بكسر الياء المشدّدة، وهذا لا مناقرة فيه، لكن لا يجب تخطئة من نطقه أو رقمه وضبطه بالياء المفتوحة كما هو صنيع الأئمة المتقدمين، والعلم عند الله تعالى. الحاشية:1 - الإلماع للقاضي عياض (ص/149).2 - المؤتلف والمختلف (ص/2) 3 - رواه أصحاب السنن بسند صحيح.4 - المؤتلف والمختلف (ص/155).5 - مقدمة ابن الصلاح (ص/80).6 - وفيات ابن خلكان (283/ 1).7 - الاشتقاق (ص/316).8 - الأنساب (299/ 5).9 - انظر: ميزان الاعتدال (220/ 3).10 - تاج العروس (90/ 3).11 - تفسير الطبري (70/ 9).12 - المغني في أسماء الرجال (ص/231).

ـ[الفاروقى]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 08:40 ص]ـ

المكرم /عبد الحق

جزاك ربي خيرا

إذن المذهب الذي بالكسر كأنه ضعيف

والأشهر الفتح

دمت بخير أخي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015