ملتقي اهل اللغه (صفحة 4148)

ولهذا جعل الصلاة نورًا، وجعل الصبر ضياءً!

ـ[الأسلمية]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 03:00 م]ـ

عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الطهور شَطْرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة بُرهان، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقرآنُ حُجَّة لكَ أوعَليْكَ، كُلُّ الناس يَغْدُو فبائِعٌ نفسَهُ فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها)) رواه مسلم.

قال الشيخ " ابن عثيمين " - رحمه الله - في شرحه لهذا الحديث:

(والصَّبْرُ ضِياءٌ) ولم يقل: إنه نور، والصلاة قال: إنها نور، وذلك لأن الضياء فيه حرارة، كما قال الله عز وجل: {جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً} يونس 5، ففيه حرارة، والصبر فيه حرارة ومرارة؛ لأنه شاق على الإنسان، ولهذا جعل الصلاة نورًا، وجعل الصبر ضياءً لما يلابسه من المشقة والمعاناة) انتهى.

انظر: كتاب " شرح الأربعين النووية " لفضيلة الشيخ: " محمد بن صالح العثيمين " - رحمه الله - صفحة " 248 – 249 ".

الأسلميّة ..

ـ[عائشة]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 05:49 م]ـ

جزاكِ الله خيرًا علَى هذه الفائدةِ الطيِّبةِ.

وقال الحافظُ ابنُ رجبٍ -رحمه الله- في «جامع العلوم والحِكَم» (2/ 24، 25):

(وأمَّا الصبرُ؛ فإنَّه ضياء، والضِّياءُ: هو النُّور الذي يحصلُ فيه نوعُ حرارةٍ وإحراقٍ؛ كضياء الشَّمس، بخلاف القَمَرِ؛ فإنَّه نورٌ محض، فيه إشراقٌ بغير إحراقٍ؛ قال الله عزَّ وجلَّ: ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا)) [يونس: 5]. ومِن هُنا: وصفَ اللهُ شريعةَ موسَى بأنَّها ضياء؛ كما قالَ: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ)) [الأنبياء: 48]، وإن كان قد ذكر أنَّ في التَّوراة نورًا؛ كما قال: ((إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ)) [المائدة: 44]؛ ولكنَّ الغالبَ على شريعتهم الضِّياء؛ لِمَا فيها من الآصارِ والأغلال والأثقال.

ووصفَ شريعةَ محمَّد صلى الله عليه وسلم بأنَّها نورٌ؛ لما فيها من الحنيفيَّة السَّمحة؛ قال تعالى: ((قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ)) [المائدة: 15]، وقال: ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) [الأعراف: 157].

ولَمَّا كان الصبرُ شاقًّا على النفوسِ، يحتاجُ إلى مجاهدةِ النَّفس وحبسِها، وكفِّها عمَّا تهواه؛ كانَ ضياءً؛ فإن معنَى الصَّبر في اللُّغة: الحَبْس، ومنه قَتْلُ الصَّبْرِ: وهو أن يُحبس الرجلُ حتَّى يُقتَل) انتهى.

ـ[الأسلمية]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 07:41 م]ـ

زدتِ الموضوعَ - كعادتكِ - إشراقًا ونورًا، أيَّتُها المُنيرة ..

ـ[سالم الجابري]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:00 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النور ينتشر في كل الجهات ويمكن اتباعه وليس على حامله مشقة بخلاف الضياء الذي لاينفع ان يكون في الامام بشكل مباشر.

الشمس لايمكن للناضر اليها ان يرى لشدة نورها بخلاف القمر واكثر انتفاع الناظر بالشمس اذا كانت وراءه.

والصبر لايكون على ما هو في الامام فذلك في الغيب وانما يكون على الحاضر الذاهب الى الوراء.

وكذلك التوراة فوقت انزلت كانت لهم نورا واما الآن فهي في معنى الضياء للمتقين

ـ[الأسلمية]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 12:47 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

بارك الله فيكم على الإضافة الكريمة ..

ـ[الأديب النجدي]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 09:31 م]ـ

جزاكِ الله ُ خيراً، وباركَ فيكِ.

ـ[ريش الأريكة]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 10:29 م]ـ

أشراقات لغوية جميلة، لا حرمنا الله الفائدة

ـ[[جرح]]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 03:54 ص]ـ

ماشاء الله تبارك الله, فائدة نفيسة. استمتعت بقراءتها

ـ[الأسلمية]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 12:43 م]ـ

جزاكِ الله ُ خيراً، وباركَ فيكِ.

أيُّها الأديب: إنها النَّجديَّة!

وخيرًا جزاكَ اللهُ، وفيكَ بارَكَ ..

أخويّ الكريمين / ريش الأريكة، جرح:

شُكرًا لكُما، ووفقكُما لمرضاتِهِ ..

ـ[فهد بن محمد الغفيص]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 06:53 م]ـ

جزاكم الله عني خير الجزاء

سيكون موضوعاً لإحدى خطبي إن شاءالله

ـ[الأسلمية]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 03:47 ص]ـ

نفع الله بك أخي الكريم، أفرحني ما قلتَه ..

وخيرًا جُزيتَ ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015