ـ[فريد البيدق]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 02:48 م]ـ
البخاري:
حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ- أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهَا قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعَةٌ فِي خَمِيصَةٍ إِذْ حِضْتُ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي. قَالَ: أَنُفِسْتِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَانِي، فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ.
فتح الباري في شرح البخاري لابن رجب الحنبلي-ج1، ص408:
وقال الخطابي: ترجم أبو عبد الله هَذا الباب بقولِهِ: (من سمى النفاس حيضًا)، والذي ظنه من ذَلِكَ وهم. قالَ: وأصل هَذهِ الكلمة من النَّفْس، وَهوَ الدم، إلا أنهم فرقوا بين بناء الفعل من الحيض والنفاس؛ فقالوا: نفست المرأة بفتح النون وكسر الفاء- إذا حاضت، ونفست بضم النون وكسر الفاء، على وزن الفعل المجهول، فهي نفساء- إذا ولدت. انتهى.
ومراده أن الرواية في هَذا الحديث هي بفتح النون ليسَ إلا، وأن ذَلِكَ لا يراد بهِ إلا الحيض. وعلى ما ذكره القرطبي أن الرواية في الحديث جاءت بوجهين، وأن الأصمعي حكى في الحيض والولادة وجهين- لا يحكم على البخاري بالوهم.
ثم قالَ الخطابي: الحيضة بكسر الحاء التحيض، كالقعدة والجلسة، أي: الحالة التي تلزمها الحائض من اجتناب الأمور وتوقيها، يشير إلى قول أم سلمة: (فأخذت ثياب حيضتي)، أنها بكسر الحاء. وأنكر غيره ذَلِكَ، وقال: إنما الرواية بفتح الحاء، والمراد: ثياب الحيض.