يُبْعَثُوا … ? حتّى قال بعضُ المفسّرين: الزّعمُ أصلُه (الكَذِبُ) …".،وزاد في اللّسان (12/ 266):" ولم يجيء فيما يُحمَدُ إلاّ في
بيتين …".
• وفي أساس البلاغة (ص192) قال الزّمخشريّ:" … وأكثرُ ما يُستعمَلُ في الباطل".
• وفي الصّحاح (4/ 1576)،واللّسان (12/ 265) قال ابن السِّكِّيت:" ويُقال للأمر الّذي لا يُوثَقُ به: مَزْعَمٌ أي يَزْعُمُ هذا أنّه
كذا، ويزعمُ هذا أنّه كذا".
• وفي المصباح المنير (1/ 253) قال الأزهريّ:"وأكثرُ ما يكونُ الزَّعْمُ فيما يُشَكُّ فيه، ولا يَتَحَقَّق".
• ثمّ أورد عن المرزوقيّ قوله:" أكثرُ ما يُستعمَلُ فيما كان باطلا أو فيه ارتيابٌ ".
• وفي اللّسان (12/ 264):"قال الأزهريّ: الرجل من العرب إذا حدّثَ عمّن لا يُحَقِّقُ قولَه يقول: ولا زَعَمَاتِه".
• ونقل عن ابن القُوطِيَّة:" زَعَمَ زَعْمًا، قال خيرًا ولا يدري أحَقٌّ هو أم باطلٌ ".
• وعن الخطّابيّ قوله:"ولهذا قيل: زَعَمَ مَطِيَّةُ الكذب. وزعمَ غيرَ مَزْعَمٍ، قال غيرَ مَقُولٍ صالِحٍ، واِدَّعَى ما لم يُمكن ".
• وفي اللّسان (12/ 264):"وقالوا: هذا ولا زَعْمَتَِكَ، ولا زَعَمَاتِكَ، يذهبُ إلى ردِّ قولِه ".
• وقال في (12/ 267):" وقال شُرَيْحٌ: زعموا كُنية الكذب".
• وفي فتح القدير (5/ 236):"قال شُرَيْحٌ: لِكُلِّ شيءٍ كُنية، وكُنيةُ الكذبِ زَعَمُوا ".
• وفي الفائق (2/ 111):" قال أبو زيد: رجلٌ مُزَاعِمٌ، لِمَن لا يُوثَقُ به ".
وبعدُ، فلنستعرضْ الآنَ بعضَ منظوم كلام العرب في هذا المقام:
• قال جرير: زعمَ الفرزدقُ أنْ سَيَقْتُلُ مِرْبَعاً ... أبشرْ بطُولِ سَلامةٍ يا مِرْبَعُ
• قال عويف القوافي: سأُكذِبُ مَن قد قالَ يزعُمُ أنّني … إذا قلتُ قولاً لا أُجيدُ القوافيا
• قال الشّاعر: زعمَ ابنُ سَيِّئةِ البنانِ بأَنَّني … لَذِمٌ لَآخُذَ أَرْبَعاً بالأَشْقَرِ
• وأنشد ابن الأعرابيّ: فتعدَّيتُ خَشاةً أن يرى … ظالمٌ أنِّي كما كان زَعَمْ
• وقال الشّاعر: زعمتْ غُدانَةُ أنّ فيها سَيِّدًا … ضَخمًا يُوارِيهِ جَناحُ الجُنْدُبِ
• قال أبو ذُؤَيْب الهذليّ: فإن تَزعُميني كنتُ أجهَلُ فيكُمُ ... فإنِّي شَرَيْتُ الحِلْمَ بعدَكِ بالجَهْلِ
• قال أبو أُميّة الحنفيّ: زَعَمَتْني شيخاً ولستُ بشيخٍ ... إنّما الشّيخُ مَن يَدِبُّ دَبيبا
• وأنشدَ: أَيُّها الزَّاعِمُ ما تَزَعَّما.
• قال كعب بن زهير: زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا … وَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ
• وقال كُثيِّرُ عَزَّة: وَقَدْ زَعَمَتْ أَنِّي تَغَيَّرْتُ بَعْدَهَا … وَمَنْ ذا الّذِي يَا عَزُّ لاَ يَتَغَيَّرُ
إلى أبياتٍ كثيرةٍ … زَخَرَتْ بها دواوينُ الشُّعراءِ، وأسفارُ كبارِ الأدباءِ.
وأمّا الأحاديثُ النَّبويَّة فقد جاءَ في:
• الفائق (2/ 111)،واللّسان (12/ 267)،والنّهاية (2/ 303) واللّفظ له: (ومنه [أي الزَّعَمَات الّتي لا يُوثَقُ بها]
الحديث: بئسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا … وإنّما يقال زعموا في حديثٍ لا سَنَدَ له، ولا ثبت فيه، وإنّما يُحكَى على الألْسُن على سبيل البلاغ فذُمَّ من الحديثِ ما كان هذا سبيلُه).
• وفي النّهاية (2/ 303)،واللّسان (12/ 267):" … ذكر أيّوب عليه السّلام فقال: كان إذا مَرَّ برجلين يَتَزاعَمانِ
فيذكران اللهَ كَفَّرَ عنهما، أي يَتَداعَيانِ شيئا فيختلفان فيه فيَحلفانِ عليه. كان [عليه السّلام] يُكَفِّرُ عنهما لأجلِ حَلِفِهما. قال الزَّمخشريّ: معناه أنّهما يَتَحادَثانِ بالزَّعَمَاتِ وهي ما لا يُوثَقُ به مِن الأحاديث".
والخلاصة أنّ هذا اللّفظ يَرِدُ في العربيّة على معانٍ ثلاث أوجزها الفَيُّوميّ في مصباحه المنير (1/ 253) ومن قبلِه ابن منظور في اللّسان (12/ 264) وزاد عليها ابن بَرِّي قولا رابعا، وهي:
1. زَعَمَ أي قالَ، وذكَرَ. ومنه قولُهم: زَعَمَتْ الحَنَفِيَّة، وزَعَمَ سِيبويهِ، أي قال؛ وعليه قولُه تعالى: ?أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ
… ? أي كما أخبرتَ. قال الآلُوسيّ في روح المعاني (5/ 67):" وقد كَثُرَ استعمالُه بمعنى القول الحقّ …".
2. زَعَمَ أي ظَنَّ، يقال: في زَعْمِي كذا أي في ظنِّي.
3. زَعَمَ أي اِعْتَقَدَ واِسْتَيْقَنَ، ومنه قولُه تعالى: ? زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا … ?،يَعني: الاعتقاد والاسْتِيقان الفاسد، وهو
¥