ـ[طالب من طلابكم]ــــــــ[08 - 05 - 2012, 01:49 ص]ـ
ربما إذا عُثر على كتاب يجمع أشعار بني أسد أو دبير منهم على الأقل يكون فيه بعض الفوائد المتعلقة بالموضوع
والذي بحوزتي الآن ديوان بني أسد طبعة دار صادر ولكن هذا الكتاب خاص بالجاهليين منهم والمخضرمين
فهل هناك من جمع شعر الأسديين في الأزمنة المتأخرة؟
وكما هو معلوم أن دبيرا من أسد قال ناظم عمود النسب:
من أسد أيضا دبيرُ فقعسُ ... عَرار والكميت والمنبجسُ
ـ[عائشة]ــــــــ[08 - 05 - 2012, 03:02 م]ـ
أشكر لأستاذِنا / منصور مهران -حفظه الله- إرشادَنا إلى هذا الموضع من كتاب {البصائر والذخائر} لأبي حيَّان التوحيدي (ت نحو 400). وهو يحمل الأبيات الهمزيَّة ذاتها، مع زيادةٍ فيها. ولكنَّ المشكل هو قوله: (أنشدني أبو صدقة الزهري)، فلعلَّه مصحَّف من الدُّبيريّ -كما تفضَّل الأستاذ / منصور مهران-. وليتَ أبا حيَّان أخبرَنا من يكون (فلان) قائل الشعرِ المذكور! وأظنُّ أنَّه لو كانت {النَّوادر} بين أيدينا؛ لحسمَتْ هذه القضيَّة.
فاصل1فاصل1فاصل1
ومِمَّن نسبَ هذه الكلمةَ إلى زيد بن تركيٍّ الدُّبيريِّ: ابنُ برِّي (ت 582) في {التنبيه والإيضاح عمَّا وقع في الصّحاح 1/ 26}، قال في مادَّة (قرأ): (البيت لزيد بن تركيٍّ الدُّبيريِّ)، ولم يعلِّقْ بشيءٍ في مادَّة (وضأ).
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[08 - 05 - 2012, 03:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أرى أن القضية قد حسمت ولله الحمد، والفضل لله ثم لشيخنا العلامة المحقق منصور مهران.
وأنا لما قرأت كلام الشيخ الذي نقله عن البصائر والذخائر، كنت أظنه نقله من أجل عبارة: "أنشدني أبو صدقة الزهري لفلان" فقط، وكنت أظن الأبيات التي أنشدها غير أبياتنا التي نحن فيها، فلذلك لم أرجع إلى البصائر لقراءة الأبيات.
فلما رأيت الأستاذة عائشة تذكر أنها هي الأبيات الهمزية بعينها رجعت إلى البصائر والذخائر، فرأيت الأمر مستبينا كالشمس في رابعة النهار.
فالأبيات قد تضمنت النص القاطع أن قائلها هو زيد بن تركي الدبيري كما نص على ذلك ابن بري والصاغاني وغيرهما.
والأبيات هكذا:
إني عجبت لكاعب مردونة [صوابه: مودونة] ** أطرافها بالحلي والحناء
بيضاء تصطاد القلوب وتستبي ** بالحسن قلب المسلم القراء
قالت: أَزَيدٌ أنتَ؟ مالك هكذا؟ ** كالعبد مطليا بأي طلاء
كالقار لونك أو طليت برامك ** أو مس جلدك هانئ بهناء
لا تعجبي مني فدى لك واسمعي ** أخبرك ما ينأى من الأنباء
أخبرك أن وضاءتي في ميعتي ** وغرارتي في عدة ونماء
إن الجميل يكون وهو مقصر ** والقوم في ما تم غير سواء
والمرء يلحقه بفتيان الندى ** خلق الكريم وليس بالوضاء
فهذا الشاعر يحكي ما دار بينه وبين المرأة من الحديث، وأنها أنكرت تغيُّر لونه وهيئته، والشاهد قوله: "قالت: أَزَيدٌ أنتَ؟ مالك هكذا؟ "، يقول: لما رأتني أنكرتني ولم تعرفني، فقالت: أأنت زيد بن تركي الدبيري؟ إلى آخر ما قال في الأبيات.
* فهذا دليل قاطع لا غبار عليه أن الأبيات لزيد بن تركي الدبيري، فهذه النتيجة الأولى.
* والنتيجة الثانية: أن أبا صدقة الدبيري ليس هو زيد بن تركي الدبيري، ولا يزيد بن تركي الدبيري، وإنما هو راو أنشد هذه الأبيات.
* والنتيجة الثالثة: أن لفظ الفراء -والله أعلم-: "أنشدني أبو صدقة الدبيري ليزيد بن تركي"، وهذا هو الذي نص عليه الصاغاني والتبريزي، أن الفراء أنشد الأبيات ليزيد بن تركي، والصحيح كما ذكر ابن بري والصاغاني وكما رأيت من الشعر أنها لزيد أخيه.
وأما ما وقع في البصائر من قوله: "أبو صدقة الزهري" فلا أشك أنه محرف، كما تحرف في اللسان إلى "الزبيدي".
وأما ما وقع فيه أيضا من قوله: "لفلان" فقد يكون مرده إلى اختلال بعض نسخ النوادر وأن هذا الاسم خفي أو انطمس على بعضهم أو لم يستطع التحقق منه وما أشبه ذلك فوضع مكانه "لفلان".
فنعيد ذكر النتائج مرة أخرى:
1 - الأبيات لزيد بن تركي الدبيري وليست لأخيه يزيد ولا لأبي صدقة.
2 - أبو صدقة الدبيري ليس هو زيد بن تركي الدبيري ولا يزيد بن تركي الدبيري.
3 - عبارة الفراء في النوادر: "أنشدني أبو صدقة الدبيري ليزيد بن تركي".
والظاهر أنه وهم في هذا كما قال الصاغاني، بل هي لأخيه زيد.
أفترونها قد حسمت أم لا؟
والله أعلم.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[12 - 05 - 2012, 11:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
أريد أن أعرف رأي الإخوة في هذا، هل أنكروا شيئا مما قلته أم يوافقونني عليه؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[12 - 05 - 2012, 03:24 م]ـ
شكر الله لكم.
وهنا سؤال: إذا كان أبو صدقة الدُّبيري هو نفسه زيد بن تركي، وكان مُعاصرًا للفرَّاء -بدليل قوله: (وأنشدني أبو صدقة) -؛ فهل هو ممَّن يُحتَجُّ بشعرِه؟
قال منصور مهران:
أما وقد حقق الأستاذ صالح العَمري أن الشعر لزيد بن تركي،
فإن أبا صدقة الدُّبَيْري راوٍ وحسب،
والفراء يروي عن أبي صدقة، والفراء وُلِدَ سنة 144هـ وتوفي سنة 207 أو 208 هـ - لا يحضرني الآن صوابه - فيكون أبو صدقة من رجال عصر الاستشهاد قطعا أو قريبا من القطع، فإذا روى عن زيد بن تركي المعاصرِ له وهو تِربه أو أسنُّ منه فالشاعر ممن يُحتَجُّ بشعرِه بلا ريب؛ لذلك أوردت المعجمات شعره استشهادا به.
وبالله التوفيق.
¥