ملتقي اهل اللغه (صفحة 3825)

ـ[عائشة]ــــــــ[24 - 01 - 2013, 01:00 م]ـ

السَّقَمُ والسُّقْمُ لُغتانِ، جمعَ بينهما في بيتٍ واحدٍ مسافع بن عبد العُزَّى الضَّمْريُّ إذ يقولُ:

بِهِ سَقَمٌ مِنْ كُلِّ سُقْمٍ وخَبْطَةٌ * مِنَ الدَّهْرِ أصْغَى غُصْنَهُ فهو ساجِدُ

والبيتُ قرأتُه في {ديوان الشعراء المعمرين 528}، وهو من أبياتٍ أوردَها أبو حاتم السجستانيُّ في {كتاب المعمرين}.

ـ[عائشة]ــــــــ[01 - 05 - 2013, 03:03 م]ـ

قالَ الفرَّاءُ في {المذكَّر والمؤنَّث 73}:

(و (الخَمْرُ) أُنثَى، ورُبَّما ذكَّرُوها ...

وقد ذكَّرَها الأعشَى، فقالَ:

وكأنَّ الْخَمْرَ العَتيقَ مِنَ الإسْـ * ـفِنْطِ ممزوجةً بماءٍ زُلالِ

فقالَ: العَتيق، ثمَّ رجعَ إلى التأنيثِ، فقالَ: ممزوجة) انتهى.

(ويجوزُ أن يكونَ ذكَّر (العَتيق)؛ لأنَّه صُرِفَ عن معتَّقة إلى عتيق، فصارَ بمنزلة قولِهم: عَسَلٌ مُعْقَدٌ، وعَقِيدٌ، وبمنزلةِ قولِهم: عينٌ كحيل، ولحيةٌ دَهين) انتهى من {المذكَّر والمؤنَّث 1/ 453} لابن الأنباريِّ.

وبعضُهم يروي البيتَ:

وكأنَّ الخمرَ المُدامَ من الإسـ * ـفِنْطِ ممزوجةً بماءٍ زُلالِ

وكانَ الأصمعيُّ يُنكِرُ التَّذكيرَ، ويُنشدُ البيتَ على التأنيثِ بحذفِ نون (مِنْ) في الإدراجِ:

وكأنَّ الخمرَ المُدامةَ مِ الإسـ * ـفِنطِ ممزوجة بماءٍ زلالِ

انظر: {المذكَّر والمؤنَّث 133} للسجستانيّ.

ـ[فاطمة العدوية]ــــــــ[11 - 06 - 2013, 08:02 م]ـ

وحللتم قتل الأسارى وطالما==غدونا على الأسرى نعف ونسمح

فجمع بين الأسرى والأسارى في جمع الأسير

ـ[أبو المقداد]ــــــــ[26 - 07 - 2013, 03:54 ص]ـ

قال الشاعر [من الطويل]:

ألما يئنْ لي أن تجلى عمايتي * وأُقصرَ عن ليلى بلى قد أنى ليا

يقال: آن الشيء وأنى، وقد جاء في هذا البيت هتان اللغتان.

ينظر: شرح المفضليات للأنباري (1/ 4).

ـ[عائشة]ــــــــ[10 - 09 - 2013, 02:03 م]ـ

من ذلك قولُ لَبيد:

سقَى قومي بني مَجْدٍ وأسْقَى * نُمَيْرًا والقبائلَ مِنْ هِلالِ

وقالَ أبو الطيِّب المتنبِّي:

فسَقَى اللهُ مَنْ أحبّ بكفَّيْـ * ـكَ وأسْقاكَ أيُّهذا الأميرُ

ـ[عائشة]ــــــــ[14 - 09 - 2013, 01:39 م]ـ

قال ابنُ جِنِّيْ في {الفَسْر 1/ 493}:

(يُقالُ: لِمْ فعلتَ كذا وكذا؟ ولِمَ فعلتَه؟ ولِمَا فعلتَه؟ وأفصحُها: لِمَ؛ قال تعالَى: ((لِمَ تقولونَ ما لا تفعلونَ))، وقال الرَّاجِزُ:

يا فَقْعَسِيُّ لِمَ تأتيهِ لِمَهْ * لو حافظ الله عليه حرمَهْ

ويُروَى:

* ........... لِمْ قَتَلْتَهُ لِمَهْ *

فجاءَ باللُّغتينِ) انتهى.

ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 03 - 2014, 02:31 م]ـ

قالَ السَّمينُ الحلبيُّ في {الدرّ المصون 5/ 613}:

(قولُه: ((مَنْ حَيَّ)): قرأَ نافعٌ، وأبو بكر عن عاصمٍ، والبزيُّ عن ابن كثير بالإظهار، والباقونَ بالإدغام.

والإظهارُ، والإدغامُ في هذا النوعِ لغتان مشهورتان، وهو كلُّ ما آخرُه ياءان من الماضي، أولاهما مكسورة؛ نحو: حَيِيَ، وعَيِيَ.

ومن الإدغامِ: قولُ المتلمِّس:

فهذا أوان العِرْض حَيَّ ذُبابُهُ * ........................

وقالَ آخَرُ:

عَيُّوا بأمرِهمُ كما * عَيَّتْ ببيضتِها الحمامَهْ

فأدغمَ (عيُّوا). ويُنشَد: (عَيَّتْ)، و (عَيِيَتْ) بالإظهار، والإدغامِ) انتهى.

فإذا أُنشدَ البيتُ بالإظهار:

عَيُّوا بأمرِهمُ كما * عَيِيَتْ ببيضتِها الحمامَهْ

كانَ فيه جمعٌ بين اللُّغتين.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[19 - 03 - 2014, 05:09 م]ـ

أحسنتم جدا، بارك الله فيكم.

ولا بأس بالتنبيه على أن بيت المتلمس رُوي فيه: "جُنَّ ذُبابُه"، وأنا أميل إلى هذه وأستحسنها جدا، أما رواية "حيَّ ذبابُه" فليس فيها كبير معنى، ومثل هذا -إن كان مُحالا مغيرا- لم يلتبس على الرواة الأولين من قبل السماع، فإن لفظ "حيَّ" في النطق لا يشبه لفظ "جُنَّ"، فلا تلتبس على السامع هذه بهذه، وإنما هذا من التصحيف الذي وقع بعد الكتابة والتدوين لتقارب رسمهما، على أنه رواية ثابتة، ولست أذهب إلى ردها، لكن أقول: إذا كان الصواب "جُنَّ" فإن الخلل في الثانية جاء من قبَل الرسم، لا من قبل الرواة الذين كان يحفظون بالسماع، وأحيانا يكون الخلل من قبل السماع لاشتباه اللفظين في السمع لا في الرسم والخط، ولهذا وذاك أمثلة كثيرة.

ومما يقوي رواية "جُنَّ" -إضافة إلى حسن معناها ولطف موقعها- قول عمرو بن أحمر الباهلي يصف مكانا قد أخصب:

تفقَّأ فوقه القَلَعُ السواري * وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا

والخازباز هو الذباب، سمِّي بذلك من صوته، وهذا مثل بيت المتلمس لأن المتلمس يصف واديا قد أخصب.

وللجاحظ كلام مضحك جدا عن ذباب الروض، لعلي أذكر أين قرأته وأوافيكم به.

ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[19 - 03 - 2014, 09:09 م]ـ

وجدته في كتاب الحيوان، قال الجاحظ: "فأمَّا الذي أصابني أنَا من الذِّبَّان، فإنِّي خَرَجتُ أمشي في المبارك أريد دَيْرَ الربيع، ولم أقدِرْ علَى دابَّةٍ، فمررتُ في عشْبٍ أَشِبٍ ونباتٍ ملتفٍّ كثيرِ الذِّبَّان، فسقط ذباب من تلك الذّبّان عَلَى أنفي، فطردته، فتحولّ إلى عيني فطردْتُه، فعاد إلى مُوقِ عيني، فزدتُ في تحريكِ يديَّ فتنحَّى عني بقدْر شدّة حركتي وذبِّي عن عيني - ولِذِبّان الكلإ والغِياضِ والرِّياض وقْعٌ ليس لغيرها - ثمَّ عادَ إليَّ فَعُدْتُ عليهِ ثمّ عَاد إليّ فعدتُ بأشدّ من ذلك، فلما عاد استعملتُ كمِّي فَذَبَبْت بِهِ عن وجهي، ثمّ عاد، وأنَا في ذلك أحثُّ السَّير، أؤمِّل بسرعتي انقطاعَهُ عنِّي فلما عَاد نزعتُ طَيْلَسانِي من عُنُقي فذببت بهِ عَنِّي بَدَلَ كُمِّي؛ فلما عاوَدَ ولم أجدْ له حيلةً استعملتُ العدْوَ، فعدوْت منه شوطاً تَامَّاً لم أتكلفْ مثلَه مذْ كنتُ صبيّاً، فتلقّاني الأندلسيُّ فقال لي: ما لك يا أبا عثمان هل مِنْ حادثة؟ قلت: نعم أكبر الحوادث، أريد أن أخرجَ من موضعٍ للذِّبَّان عَلَيَّ فيه سلطانٌ، فضحك حتى جلس، وانقطع عني، وما صدّقتُ بانقطاعه عنّي حتَّى تباعد جدًّا."

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015