ملتقي اهل اللغه (صفحة 3582)

كيف تفرق بين الضاد والظاء؟!

ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 03:15 م]ـ

سألني بعضُ الإخوةِ هذا السؤالَ، فكانَ مني هذا الجوابُ:

أهلاً بكَ أخي الكريمَ،

سألتَ عن كيفيةِ التفريقِ بين (الضادِ)، و (الظاءِ). وهي مسألةٌ لم يزل الناسُ قديمًا وحديثًا يقعونَ في لبسٍ منها، وخلطٍ. حتى أُلّفت في ذلك كتبٌ خاصّةٌ؛ ككتابِ زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء لأبي البركات الأنباريّ، وكتاب الغُنية في الضاد والظاء لابن الدهان، وثمَّ كتبٌ غيرُها كثيرةٌ. أما سُبُلُ التفريقِ بينهما فأرى أنها أربعٌ:

الأولى: حفظُ الظاءاتِ؛ فإنك إذا حفظتَها علمتَ من طريقِ (النظر في البواقي) أن ما خلاها ضاداتٌ. ولابنِ مالكٍ قصيدةٌ في ذلك. وقد نظمَ الحريريّ في (المقامةِ الحلبيةِ) منظومةً في فرقِ ما بينهما؛ قالَ:

أيها السائلي عنِ الضّادِ والظّاء لكَيْلا تُضِلّهُ الألْفاظُ

إنّ حِفظَ الظّاءات يُغنيكَ فاسمعها استِماعَ امرِئٍ لهُ استيقاظُ

هيَ ظَمْياءُ والمظالِمُ والإظْلامُ والظَّلْمُ والظُّبَى واللَّحاظُ

والعَظا والظّليمُ والظبيُ والشّيْظَمُ والظّلُّ واللّظى والشّواظُ

والتّظَنّي واللّفْظُ والنّظمُ والتقريظُ والقَيظُ والظّما واللَّماظُ

والحِظا والنّظيرُ والظّئرُ والجاحِظُ والنّاظِرونَ والأيْقاظُ

والتّشظّي والظِّلفُ والعظمُ والظّنبوبُ والظَّهْرُ والشّظا والشِّظاظُ

والأظافيرُ والمظَفَّرُ والمحْظورُ والحافِظونَ والإحْفاظُ

والحَظيراتُ والمَظِنّةُ والظِّنّةُ والكاظِمونَ والمُغْتاظُ

والوَظيفاتُ والمُواظِبُ والكِظّةُ والإنتِظارُ والإلْظاظُ

ووَظيفٌ وظالِعٌ وعظيمٌ وظَهيرٌ والفَظُّ والإغْلاظُ

ونَظيفٌ والظَّرْفُ والظّلَفُ الظّاهِرُ ثمّ الفَظيعُ والوُعّاظُ

وعُكاظٌ والظَّعْنُ والمَظُّ والحنْظَلُ والقارِظانِ والأوْشاظُ

وظِرابُ الظِّرّانِ والشّظَفُ الباهِظُ والجعْظَريُّ والجَوّاظُ

والظَّرابينُ والحَناظِبُ والعُنْظُبُ ثمّ الظّيّانُ والأرْعاظُ

والشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والظَّبْظابُ والعُنظُوانُ والجِنْعاظُ

والشّناظيرُ والتّعاظُلُ والعِظْلِمُ والبَظْرُ بعْدُ والإنْعاظُ

هيَ هذي سِوى النّوادِرِ فاحفَظْها لتَقْفو آثارَكَ الحُفّاظُ

واقضِ في ما صرّفتَ منها كما تقضيهِ في أصْلِهِ كقَيْظٍ وقاظوا

الثانية: كثرةُ النظرِ في بطونِ الكتبِ، وتصوّرُ الكلمةِ حينَ كتابتِها؛ فالكثيرُ القراءةِ لا يستسيغُ كتابةَ (الظبي) هكذا (الضبي)،لأن الرسمَ الأولَ محفوظٌ في ذهنِه؛ ومتى عرَضه عليهِ قبِله وأجازَه، على خلافِ الثاني.

الثالثة: تصريفُ الكلمةِ، وتقليبُها، ومعرفةُ نظائرِها في الاشتقاقِ؛ فإذا مرّت عليك كلمة (ظلمات)؛ فلم تدرِ كيفَ تُكتب = تنظرُ إلى معناها؛ فتدرك أنها من (أظلم يظلم؛ فهو مظلِم ...). ومثالٌ آخرُ: كلمة (ظِل)؛ فإنك تعرفها بنظائرها، كـ (الظِّلال)، و (المِظلّة).

الرابعة: شدةُ العنايةِ، ومحاسبةِ النفس عند كل كلمةٍ يُشتبَه فيها، والرجوعُ إلى معجماتِ اللغةِ، لمعرفتِها. ثم بانقضاء الزمنِ تجد أنك أحطتَّ بالفروقِ بينهما.

وتحيتي لك

= ولعلَّ من لديهِ استدراكٌ أو زيادةٌ على هذا يوردُه لنا؛ فإنَّ هذا البابَ من القولِ ممَّا يحتاجُ إليه كثيرٌ من الناسِ.

أبو قصي

ـ[طالب طب]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 11:47 م]ـ

صدقتَ أبا قصي ..

ولا سيما نحن النجديون حيث لا نفرق لفظًا بين هذين الحرفين (ابتسامة)

بوركتَ.

ـ[عائشة]ــــــــ[24 - 07 - 2008, 09:07 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا علَى هذا الطَّرح المفيد.

ويلقانا في كتابِ " التَّمهيد في علمِ التَّجويدِ " لابنِ الجَزَريِّ -رحمه الله- بابٌ في معرفةِ الظَّاء وتمييزِها مِنَ الضَّاد حسبَ ما وَقَع في القرآنِ الكريم، وقد وَقَفْتُ في هذا البابِ علَى أبياتٍ لَّطيفةٍ لأبي عَمْرٍو الدَّانيِّ -رحمه الله- (ذَكَرَ فيها جميعَ ما وَقَعَ في القرآن مِن لَّفظِ الظَّاء، وميَّزَهُ مِمَّا ضارَعه لفظًا) -كما يقولُ ابنُ الجزريِّ-، يقولُ فيها:

ظَفِرَتْ شُواظُ بِحَظِّها مِن ظُلْمِنا * فكظَمْتُ غَيْظَ عَظيمِ ما ظنَّتْ بِنا

وظَعَنْتُ أنظُرُ في الظَّهيرَةِ ظُلَّةً * وظَلَلْتُ أنتظِرُ الظِّلالَ لحِفْظِنا

وظَمِئْتُ في الظَّلْما ففِي عَظْمِي لظًى * ظَهَرَ الظِّهارُ لأجْلِ غِلْظةِ وَعْظِنا

أنظَرْت لَفْظِي كَي تيقَّظَ فَظُّهُ * وحَظَرْتُ ظَهْرَ ظَهيرِها مِن ظُفْرِنَا

ويقولُ محقِّق كتاب " التَّمهيد " د. علي البوَّاب: (في العربيَّة عددٌ وَّافرٌ مِّنَ المؤلَّفاتِ في هذا الموضوع. يُنظَر المقدِّمة الَّتي كَتَبَها الأخُ الدّكتور حاتم الضَّامِن تحتَ عنوان "تراث العَرَب في الضَّادِ والظَّاء"، وفي تحقيقه لكتاب ابن مالك "الاعتماد في نظائر الظَّاء والضَّاد") انتهى.

وبالله التَّوفيق.

.< o:p></o:p>

.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015