ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[30 - 06 - 2010, 11:57 ص]ـ
يوجد في مدينتنا سوق يقام كل يوم اثنين، فوضع القائمون عليه لوحة مكتوب عليه: سوق الإثنين ...
فهل يصح هذا أي أن تكتب الهمزة همزة قطع في (الاثنين)؟
فقد ناقشتهم فقالوا: أنه إذا كان علماً على مكان فإن همزته همزة قطع ...
وكنت قد بحثت فوجدت:
[هذا نصٌّ منقول من كتاب (القلائد الذهبية في شرح قواعد الألفية - قسم التصريف)، لـ د. محمود فجال، ط 1، 1429 هـ، 4: 721.
يقول أ. د. محمود فجال:
((همزة (يوم الاثنين) وصلٌ:
قال كثيرٌ من علماء الرسم الإملائي المُحْدثين: إذا كان العَلَم منقولاً من لفظ مبدوء بهمزة وصل فإن همزته بعد النقل تصير همزة قطع.
وذكروا مثالاً على ذلك (يوم الاثنين) بأن همزته قطع؛ لأنه صار علماً على يوم.
أقول:
همزة (يوم الاثنين) وصلٌ؛ لأنها من الأسماء العشرة التي نصَّ العلماء على وصل همزتها. وكونها صارت علماً على اليوم لا يخرجها عن الوصل إلى القطع؛ لأنها كانت في عائلة الاسمية، ولم تخرج من عائلتها حتى نقول بقطعها.
وها أنا ذا أضع بين يديك نصَّ إمام النحاة «سيبويه» فاستمع إليه وهو يقول في كتابه (3: 198): «إذا سميت رجلاً بـ (اِضْرِبْ) أو (اُقْتُل) أو (اِذهَبْ) لم تصرفها، وقطعتَ الألفاتِ حتى يَصير بمنزلة الأسماء؛ لأنك قد غيّرتها عن تلك الحال ..».
ثم يتابع قوله في (3: 199): «لأنك نقلت فعلاً إلى اسمٍ، ولو سميتَ رجلاً (اِنطلاقاً) لم تقطع الألف، لأنك نقلت اسماً إلى اسم».
قرّر سيبويه أنك إذا سميتَ شخصاً بفعل مبدوء بهمزة وصل، فإن همزتَه تصير بعد العلمية همزةَ قطع؛ لأنك نقلت فعلاً إلى اسم.
ولو سميتَ باسمٍ مبدوء بهمزة وصل فإن همزتَه تبقى بعد العلمية همزةَ وصلٍ كما كانت.
وإليك كلام «ابن مالك» في «شرح الكافية الشافية» (1466): «وإذا سُمِّيَ بما أَوَّلُهُ همزةُ وَصْلٍ قُطِعَتِ الهمزةُ إنْ كانَتْ في منقولٍ من فِعْلٍ، وإلاَّ استُصْحِبَ وَصْلُها.
فيقال في (اعْلمَ) إذا سُمِّيَ به: هذا إعْلمُ، ورأيتُ إعلمَ.
ويقال في (اخرج) إذا سُمِّي به: هذا أُخْرُجُ.
ويقال في المسمَّى بـ (اقْتِرَاب) و (اعتِلاَء): هَذا اقترابٌ، ورأيتُ اقتراباً، وهذا اعتلاءٌ، ورأيت اعْتِلاءً.
لأنه منقولٌ من اسميَّة إلى اسميَّة، فلم يَتَطَرَّقْ إليه تَغَيُّرٌ أكثرُ من التعيين بعدَ الشِّياعِ.
بخلافِ المنقولِ منَ الفعلية إلى الاسمية، فإنَّ التسمية أحْدَثَتْ فيه مع التَّعْيين مالم يكن فيه من إعراب، وغيره من أحوالِ الأسماء. فَرُجِعَ به إلى قِياسِ الهمزِ في الأسماء وهو القَطْعُ».
ومثله في «التبصرة والتذكرة» (2: 542) و «حاشية الدسوقي على المغني» (3: 490) و «حاشية الصبان على الأشموني» (3: 208).
وهذه النصوص واضحة في أن همزةَ (يوم الاثنين) وما سُمِّي به من المصادر مثل (كلية العلوم الاجتماعية) و (ابتسام) و (ابتهال) همزةُ وصلٍ. أُبقيت فيها همزةُ الوصل على حالها لعدم نقل الكلمة من قبيل إلى قبيل فاستصحبت ما كان ثابتاً لها قبل العملية)). اهـ.
أعتقد أن هذا النص قد أوضح لنا بالأدلة أنّ همزة يوم (الاثنين) هي همزة وصل لأنها لم تنتقل من باب الاسمية إلى باب الفعلية.
أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت للجميع بما لا يدع مجالا للشك، وإن كان هناك رأي آخر مبني على الأدلة ونصوص الأقدمين فلا بأس في أن نتحاور فيه، ونفيد مما يطرحه الإخوة الكرام، وعلماؤنا الأفاضل.]
فأريد جواباً مؤصلاً ومفصلاً للجواب الصحيح لنصل إلى نتيجة صائبة ...
ولكم شكري وامتناني ...
ـ[عائشة]ــــــــ[30 - 06 - 2010, 02:13 م]ـ
وهذا كلامٌ للأستاذ/ فيصل المنصور -حفظه الله- عن المسألةِ؛ يقولُ:
(أمَّا الأسماءُ، فلا يَجوز لك أن تقطعَها إذا سمَّيتَ بها، لأنه إنما جازَ لك القطعُ في الأفعالِ، والحروفِ، دونَ الأسماءِ، لأنَّ الأفعالَ، والحروفَ إذا سُمِّيَ بهما، خرجَا إلى حيِّز الأسماءِ؛ فأصبحَ يجري عليهما أحكامُها، والأصلُ في الأسماء القطعُ كما تقدَّمَ.
¥