وكان علماء الرَّسْمِ المُتَقَدِّمُون قد عَلَّلُوا استغناءهم عن نَقْطِهَا في حالة الإفراد والتطرف بمخالفتها غيرها في الصورة، فالياء عندهم لا تشتبه بغيرها حينئذٍ، قال الداني «المحكم ص36»: " ورُوِيَ عن الخليل بن أحمد أنه قال: ... والياء إذا وُصِلَتْ نُقِطَتْ تحتها اثنتين، لئلا تلتبس بما مضى، فإذا فُصِلَتْ لم تُنْقَطْ ".
وقال ابن درستويه «كتاب الكُتَّاب ص96»: " ومنها ما اسْتُغْنِيَ عن نَقْطِهِ في حال انفراده لمخالفته غيره في الصورة عند انفراده، وأُلْزِمَ النقط عند اتصال ما بعده لاشتباهه في هذه الحالة بغيره، وذلك أربعة أحرف: الفاء، والقاف، والنون، والياء ".
وقال القلقشندي {صبح الأعشى 3/ 159}: " وأما الياء فإنها تنقط بنقطتين من أسفلها، وإن كانت في حالة الإفراد والتطرف في التركيب لها صورة تخصُّها: لأنها في حالة التركيب في الابتداء والتوسط تشابه الباء، والتاء، والثاء، والنون، فيحتاج إلى بيانها بالنقط لتغليب حالة التركيب على حالة الإفراد كما في النون ... ".
ومن الطَّرِيفِ أَنَّ الكُتَّابَ قديما كانوا يكرهون " الشَّكْلَ والإِعْجَامَ إلا في المواضع الملتبسة من كُتُب العظماء إلى مَنْ دونهم، فإذا كانت الكُتُبُ ممن دونهم إليهم، تُرِكَ ذلك في الملتبس وغيره، إجلالا لهم عن أَنْ يتوهم عنهم الشك وسوء الفَهْم،وتنزيها لعلومهم وعلوم معرفتهم عن تقييد الحروف "
«الصولي: أدب الكُتَّاب ص57»
ورُوِيَ عن بعض الأدباء أنه قال:
" كَثْرَةُ النَّقْطِ في الكِتَابِ سُوءُ ظَنٍّ بِالْمَكْتُوبِ إِلَيْهِ " «القلقشندي: صبح الأعشى 3/ 154».
والقياس أَنْ تُنْقَطَ الياءُ في الانفصال كما تُنْقَط في الوصل، لئلا تلتبس بالألف المقصورة،والنَّقْطُ وُضِعَ لِيَزُولَ اللبس ويَذْهَبَ الاشتراك، وهو كما يقول ابن درستويه «كتاب الكُتَّاب ص94»: " زيادةٌ تلحق الحرف فرقا بينه وبين غيره "، وإذا كان " الكُتَّاب يزيدون في كتابة الحرف ما ليس في وزنه، ليفصلوا بالزيادة بينه وبين المشبه له " «ابن قتيبة: أدب الكاتب ص213»، كما في نحو (أولئك)، وَ (عمرو)، و (مائة)، فمن الأولى إعجام الياء في الإملاء الحديث فَرْقًا بينها وبين الألف المقصورة، وإذا كان أهل عصرنا قد فسدت ألسنتهم، ودخل اللحنُ على كثير منهم،وصاروا لا ينطقون على سجيتهم، فالأجود نَقْطُ الياء في جميع حالاتها، فَصْلاًً بين مشتبهين، دفْعًا للبس والوهم والخطأ، وتيسيرًا للقارئ، وتحقيقا للمطابقة بين المنطوق والمكتوب. والله أعلم. أ / عمار محمد الخطيب.
ـ[أبو مالك الدرعمي]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 10:48 ص]ـ
لماذا اللام في (اللتان واللذان)؟
الأخطاء الإملائية (12)
لماذا كُتبت اللام في الاسمين الموصولين (اللتان واللذان) وحذفت في (الذي والتي)؟؟
تنتاب البعض حيرة في كتابة بعض الأسماء الموصولة مثل: الذين اللذين اللتان اللآتي ...
ــــــــــ
تحذف اللام عند كتابة الأسماء الموصولة الآتية: الذي ـ التي ـ الّذين.
وتثبت عند كتابة الأسماء الموصولة التالية: اللذان ـ اللتان ـ اللآتي ـ اللآئي ـ اللواتي
يقول ابن قتيبة رحمه الله في أدب الكاتب: (كل اسم كان أوله لامًا ثم أدخلت عليه لام التعريف كتبته بلامين نحو قولك: "اللَّهمَّ" و "اللَّحم" و "اللَّبن" و "اللّجام" إلا "الَّذي" و "الَّتي" فإنهم كتبوا ذلك بلام واحدة، لكثرة ما يستعمل؛ فإذا ثنَّيت "الَّذي" كتبت "اللَّذان" و "اللَّذين" بلامين؛ لتفرق بين التثنية والجمع؛ فأما "اللَّتان" و "اللاَّتي" و "الَّلائي" فكلُّها يكتب بلامين، و"الَّتي" تكتب بلام واحدة)
يفهم من كلامه رحمه الله أن الأصل كتابة مثل ذلك بلامين، وكتبت (الذي) و (التي) بلام واحدة لكثرة الاستعمال وما يترتب عليه من أمن اللبس، أما الذين فكتبت بلام واحدة كيلا تلتبس بالمثنى المنصوب والمجرور، فما كتب بلام واحدة فلعلة، وما كتب بلامين فعلى الأصل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الأسماء الموصولة في العربية قسمان
* القسم الأول يضم الأسماء التالية:
الذي: للعائد المفرد المذكر
التي: للمفرد المؤنث
اللذان: للمثنى المذكر
اللتان: للمثنى المؤنث
الذين: لجمع المذكر
اللاتي واللائي: لجمع المؤنث
وكما نرى فكل واحد من هذه الأسماء له استخدام واحد فقط
يتعلق بنوع العائد وعدده
* القسم الثاني يضم الاسمين الموصولين التاليين:
مَن: للعاقل مطلقا
ما: لغير العاقل مطلقا
وكما نرى هنا تم تقسيم العائد باعتبار آخر
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
الأسماء الموصولة جميعها مبنية
لا يتأثر آخرها ولا شكلها بموضع رفع أو نصب أو جر
ما عدا الاسمين التاليين: اللذان، اللتان
فهما يعربان إعراب المثنى
يرفعان بالألف
تقول: اللذان واللتان
وينصبان ويجران بالياء
تقول: اللذَيْن واللتَيْن
ــــــــــ
الاسم الموصول: هو اسم معرفة يتعين المقصود منه بجملة بعده تسمى صلة
فلدينا ركنان
اسم موصول
وصلة
يمكن أن تكون الصلة جملة اسمية أو فعلية
وبقي ركن ثالث يسمى: العائد
وهو عبارة عن ضمير موجود في الصلة يعود على الاسم الموصول.
جمع / أبي مالك سامح عبد الحميد
¥