ملتقي اهل اللغه (صفحة 3382)

ـ[عائشة]ــــــــ[15 - 07 - 2011, 02:28 م]ـ

وهذه نقولٌ أضيفُها إلى ما سبقَ:

قالَ ابن جنِّي في «التنبيه على شرح مشكلات الحماسة 579»:

(أولا تعلم أنَّ الحرف المثقَّل إذا وقعَ رويًّا في الشعر المقيَّد خُفِّفَ، وذلك قولُه:

* .......... من سُرٍّ وضُرْ *

وقوله:

* أصَحوتَ اليومَ أمْ شاقَتْكَ هِرْ *

وأمثاله كثيرة) انتهى.

وقالَ ابن الشجريِّ في «أماليه 2/ 293»:

(والتضعيفُ يحذفُ في القوافي؛ كقول طَرَفَةَ:

* أصَحوتَ اليومَ أمْ شاقَتْكَ هِرْ *

وكقول امرئ القيس:

إذا ركبوا الخيلَ واستلأَموا ... تحرَّقتِ الأرضُ واليومُ قُرْ) انتهى

وفي «ديوان أبي تمَّام بشرح التبريزيِّ 3/ 299» -تعليقًا على قولِه:

فما أبقيتَ للسَّيفِ اليَمانِي ... شَجًا فيهمْ ولا الرُّمحِ الرُّدَيْنِيْ-:

(خفَّف ياء «الرُّدَينيّ» للضرورةِ، وذلك في القافية كثيرٌ، وهُم يحذفون الأصولَ في الفواصلِ، فما بالُ الفروعِ؟) انتهى.

وليسَ هذا الأخير من الرويِّ المقيَّدِ.

ـ[عائشة]ــــــــ[20 - 07 - 2011, 01:38 م]ـ

كنتُ أتصفَّح -أمسِ- كتاب «تفسير أرجوزة أبي نُوَاس في تقريظ الفضل بن الربيع» لابن جِنِّيْ، فوجدتُّهُ -أيضًا- يُشيرُ إلَى هذه المسألةِ؛ يقولُ (ص 189):

(وخفَّف الرَّاءَ في «اسْتَمَر»؛ لأنَّها وَقَعَتْ حَرْفَ رَوِيٍّ. والحُرُوفُ المشدَّدةُ إذا وَقَعْنَ حُروفَ رَوِيٍّ في شِعْرٍ مقيَّدٍ؛ خُفِّفْنَ؛ نحو قولِ الرَّاجزِ -أنشدَناه أبو عليٍّ-:

إنِّي امْرُؤٌ أَحْمِي ذِمَارَ إخْوَتي ... إذا رَأَوْا كريهةً يرمُونَ بي

............ رَمْيَكَ بالدَّلْوَيْنِ في قَعْرِ الرَّكِيْ

فخَفَّفَ الياءَ من «الرَّكِيّ». ومثلُهُ قولُ طَرَفَةَ:

* أصَحوتَ اليومَ أمْ شاقَتْكَ هِرْ *

يُريدُ: «هِرّ»، فخفَّف الرَّاءَ. ومثلُهُ قولُ الرَّاجزِ -أنشدَناه أبو عليٍّ-:

حَيْدَةُ خَالي ولَقِيطٌ وعَلِي ... وحاتِمُ الطَّائيُّ وهَّابُ المِئِي

ولَمْ يَكُن كخالِكَ العَبْدِ الدَّنِي ... يأكلُ أزمانَ الهُزالِ والسِّنِي

............. هَنَاتِ عَيْرٍ ميِّتٍ غيرِ ذَكِي

فخَفَّفَ هذه الياءات لَمَّا وَقَعْنَ حُروفَ رويٍّ في شعرِه) انتهى.

ـ[محب]ــــــــ[26 - 09 - 2011, 04:45 م]ـ

جزاكِ الله خيراً يا أُخَيّة، أفدتِ وأجدتِ، لا زلتِ أهلا لذلك.

وهذا شكر آخر خاصٌّ أزجيه لك بدلالتك إيّايَ على موضع كلام أبي العلاء رحمه الله في رسالة الصاهل والشاحج، فإني مررتُ به مرة ثم ذهلتُ عنه، واحتجت إليه بعدُ فأخذتُ أتصفح الكتاب تصفح المستعجل لا أقفُ على الموضع المقصود حتى أعياني فوَدَعتُه إلى حين. فجزاكِ الله أحسن الجزاء.

ـ[عائشة]ــــــــ[16 - 01 - 2012, 12:31 م]ـ

جزاكم الله خيرًا.

وقال ابن درستويه في «كتاب الكتاب 103»:

(فإذا كانتِ القافيةُ مقيَّدةً، وانتهَى الوزنُ عند انقضاءِ الكلمةِ؛ جرَى خطُّها مجرَى خطِّ سائرِ الكلامِ؛ كقولِ امرئِ القيسِ:

تميمُ بن مُرٍّ وأشياعُها ... وكِندةُ حولي جميعًا صُبُرْ

وإن انتهَى الوزنُ قبلَ انقضائِها، وآخرُها حرفُ تضعيفٍ؛ كانَ -أيضًا- كذلك، إلاَّ أنَّه لا يجوزُ أن يُشدَّدَ؛ لئلاَّ يزيدَ البيتُ علَى وزنِه، وذلك قولُه -أيضًا-:

إذا ركِبوا الخيلَ واستلأَموا ... تحرَّقتِ الأرضُ واليومُ قُرْ) انتهى.

ـ[عائشة]ــــــــ[05 - 04 - 2012, 08:12 ص]ـ

وفي «مختار تذكرة أبي علي الفارسي 174»:

(... ثُمَّ خَفَّفَ للقافيةِ كـ:

سُرٍّ وضُرْ) انتهى.

قال محقِّقُه د. حسين بو عباس:

(وضُبِطَتِ الرَّاءُ في غالب المصادرِ بشدَّةٍ وسكونٍ -كما في أصلِنا-، وهو لا يُناسِبُ قولَهم: إنَّها مُخَفَّفةٌ، فالصَّوابُ الاقتصارُ علَى السُّكونِ) انتهى.

ـ[عائشة]ــــــــ[14 - 05 - 2012, 09:15 ص]ـ

وقالَ أبو العبَّاس المبرِّدُ في «الكامل 1368» -تعليقًا علَى قولِ الشَّاعرِ:

لا تُقيلَنَّ عبدَ شَمْسٍ عِثارًا * واقْطَعَنْ كُلَّ رَقْلَةٍ وأواسِي-:

(و «الأواسِيُّ» ياؤُه مشدَّدةٌ في الأصلِ، وتخفيفُها يجوزُ، ولو لَمْ يجُزْ في الكلامِ؛ لجازَ في الشعرِ؛ لأنَّ القافية تقتطعُه، وكلُّ مثقَّلٍ فتخفيفُه في القوافي جائزٌ؛ كقوله:

أصَحوتَ اليومَ أمْ شاقَتْكَ هِرْ * ......................) انتهى.

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[13 - 12 - 2012, 07:21 م]ـ

وقال أبو بكر الزُّبيديُّ الأندلُسيُّ في (طبقات النحويين واللغويين ـ ص: 256) في ترجمة جُوديِّ النَّحويِّ:

(هو جُودِيُّ بنُ عُثمانَ ... رَحلَ إلى المشرقِ، فلقيَ الكِسائيَّ والفرَّاءَ ... وسكَنَ قرطبةَ بعد قدومِه من المشرقِ، وفي حلَقتِه أُنكِرَ على عبَّاسِ بن ناصحٍ قولُه:

يَشْهَدُ بِالإِخْلَاصِ نُوتِيُّهَا،،، لله فِيهَا وَهْوَ نَصْرَانِيْ

فلُحِّن حين لم يُشدِّد ياءَ النَّسبِ، وكانَ بِالحضرةِ رَجلٌ مِن أَصحابِ عبَّاسِ بنِ ناصحٍ فساءَه ذلك، فقَصدَ إلى عبَّاسٍ – وكان مَسكنُه الجزيرَة – فلما طلَعَ على عبَّاسٍ قال له: ما أَقدمَك أعزَّك الله في هذا الأوانِ؟ قال: أَقدَمني لَحنُكَ. قال عبَّاسٌ: وكيف ذلك؟ فأعلمَه بما جرَى من القَولِ في البيتِ، قالَ: فهلَّا أَنشدْتَهم بيتَ عِمرانَ بنِ حطَّانَ:

يَومًا يَمانٍ إذا لَاقَيتُ ذَا يَمَنٍ،،، وإن لَقِيتُ مَعَدِّيًا فَعَدْنانِيْ

قالَ: فلمَّا سَمِعَ البيتَ كرَّ راجِعًا) اهـ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015