ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[11 - 11 - 2010, 11:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ..
إخواني الكرام ..
هل يصح أن يأتي بحر الرجز على هذه الصورة:
مستفعلن مستعل مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن
أرجو الجواب عن ذلك مع التوثيق بذكر المصدر ..
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 09:51 م]ـ
هل يصح أن يأتي بحر الرجز على هذه الصورة:
مستفعلن مستعل مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن
أظن أن هذه الصورة مستعل وما جاء على شاكلتها لا تأتي في حشو البيت، إنما يمكن أن تكون في تفعيلتي العروض والضرب. ولعل من إخواننا وأخواتنا من يسعفك أكثر منِّي بهذا الأمر.
ـ[عائشة]ــــــــ[16 - 11 - 2010, 12:41 م]ـ
الشَّيخ/ أبا إبراهيم -حفظَه الله، ونفعَ به-
لَعَلَّكَ تَسأَلُ عَن مجيءِ (الكفِّ) في الرَّجزِ؛ فأقولُ: (الكَفُّ) -وهو زِحافٌ؛ يعني: حَذْف السَّابعِ السَّاكنِ- غيرُ جائزٍ في (مُسْتَفْعِلُنْ) -بحيثُ تصيرُ إلى (مُسْتَفْعِلُ) -؛ ذلك أنَّ (مُسْتَفْعِلُنْ) تتكوَّنُ مِن سَبَبَيْنِ خَفيفَيْنِ، ووتدٍ مجموعٍ، فإذَا حَذَفْنَا السَّابعَ السَّاكنَ؛ أضرَّ الزِّحافُ بالوتدِ، وذلك لا يصحُّ؛ لأنَّ الزِّحافَ مُختَصٌّ بالأسبابِ، ولا يدخلُ علَى الأوتادِ. ومِنْ هُنَا: كانَ (الكَفُّ) جائزًا في (مُسْتَفْعِ لُنْ)؛ لأنَّها تتكوَّنُ مِن سببٍ خفيفٍ، فوتدٍ مفروقٍ، فسببٍ خفيفٍ. فبينَ التَّفعيلتينِ - (مُسْتَفْعِلُنْ) و (مُسْتَفْعِ لُنْ) - فَرْقٌ، وإن تشابَها في النُّطقِ.
والزِّحافاتُ الَّتي تدخلُ حشوَ الرَّجزِ ثلاثةٌ -لا رابعَ لها-؛ وهي:
1 - الخَبْن؛ ويعني: حذف الثَّاني السَّاكن؛ فتصبح: (مُتَفْعِلُنْ).
2 - والطَّيُّ؛ ويعني: حذف الرَّابع السَّاكنِ؛ فتصبح: (مُسْتَعِلُنْ).
3 - والخَبْل؛ وهو اجتماعهما -أي: الخبن، والطَّيّ-؛ فتصبح: (مُتَعِلُنْ).
واللهُ تعالَى أعلمُ.
المراجع الَّتي أفدتُّ مِنْها:
- الشَّافي في العَروض والقوافي، د. هاشم صالح مناع.
- في عِلْمَي العَروض والقافية، د. أمين علي السيِّد.
- موسيقا الشِّعر وعِلْم العَروض، يوسف أبو العدوس.
- أُصول النَّغم في الشِّعر العربيّ، أ. د. صبري إبراهيم السيِّد.
= أرجو أن يكونَ الجوابُ مُوافِقًا للاستفسارِ.
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 12:20 ص]ـ
الرجز يجوز فيه الخبن والطي، والخبل -وهو اجتماعهما- كما ذكرت الأخت عائشة، وهذا سارٍ في تفعيلاته كافة، في العروض والضرب والحشو ..
أما عن صور الرجز فهي كالتالي:
1 - التام: وله عدة صور بدورهِ:
- الصحيح، وهو ما جاء ضربه على أصل تفعيلته، مع مراعاة أنه يجوز في هذا الضرب الخبن والطي والخبل.
- المقطوع: وهو ما حذف ساكن الوتد المجموع من ضربه وسكن ما قبله.
- المذال: وهو ما زيد ساكنًا على ضربه الصحيح، وهي صورة نادرة.
2 - المجزوء: ولا يكون إلا صحيح الضرب.
3 - المشطور، وله صورتان: الصحيح والمقطوع.
4 - المنهوك: ولا يأتي ضربه إلا صحيحًا.
مع العلم بأن المشطور والمنهوك ليسا من الشعر، وكذلك نصف البيت من أي بحر.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[06 - 02 - 2011, 07:34 م]ـ
أخي في الله حسن الحضري،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي نعلمُه ـ يا أخي ـ أنَّ التذييلَ إنما يدخُلُ الرجزَ المشطورَ إذا استعمِلَ مُزْدزجًا، علمًا بأنَّ المحدثين هم الذين ذيَّلوه، وقد أشرتُ إلى ذلكَ بقولي في الوافي:
وَشطروا الرَّجَزَ حتى أضحى **** ثلاثةَ الأجزاءِ وَهْو صَحَّا
واسْتعملوا المشطورَ بازْدِواج ... فجازَ قطْعُه بلا إحرَاجِ
والمحدثون ذيَّلُوه لَا الأُوَلْ ... إذ لم يذيَّلْ عنهمُ فيما وَصَلْ
ثم اعلم يا أخي أن التام من الرجز لا يدخل القطع ضربه، وإنما يدخل القطع ضرب الوافي من الرجز؛ ولهذا قلت:
وَصَحَّ للوافي عرُوضٌ ولزِم ... في ضرْبِهِ القَطْعُ ورِدْفٌ قدْ حُتِمْ
وزيدَ للوافي عروضٌ تقْطعُ ... وضربها كذاكَ فيما يقَعُ
هذا، واللهُ أعلمُ، والسَّلام.
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[06 - 02 - 2011, 08:28 م]ـ
أخي في الله محمود:
أعلم أن المحدثين هم الذين ذيلوه، ولذلك قلتُ في موضع آخر ردًّا على سؤال إحدى الأخوات عن شواهده: إن شواهده نادرة وموجودة في الأراجيز والمنظومات التعليمية وما أشبهها ..
وأما عن تخصيصك ذلك بالمشطور، فإنه إذا وقع أمامك بيتٌ مصرعٌ من الرجز التام، ولم تعلم إن كان منفردًا أم جزءًا من قصيدة أو مقطوعة، فهو إما بيتٌ مصرعٌ من التام أو بيتان من المشطور، ولذلك ذكرتُ التام تجاوزًا ..
مع التأكيد على أن المشطور والمنهوك ليسا من الشعر، وكذلك نِصف البيت، وهذا رأي الأصمعي -وهو الصواب- وقد ذكرتُ ذلك في كتابي (القرآن الكريم يحدد ماهية الأدب)، وبينت أن ما نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مقولات بعضها من مشطور الرجز وبعضها من منهوكه، لا يجوز ردُّها إلى التام والمجزوء المصرَّعين؛ لأن ذلك يتعارض مع نَصِّ القرآن الكريم، الذي نفى عن النبي الكريم قول الشعر نظمًا أو تمثُّلًا، فليس لها إلا توجيه واحد، وهو ما ذكرته في كتابي مستندًا إلى رأي الأصمعي رحمه الله.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسِّداد.
¥