وبعضُهم لَمْ يخصَّ الإقعاد بالكاملِ؛ كالتنوخيِّ في «كتاب القوافي»؛ إذْ أوردَ له أمثلةً من بحورٍ أُخْرَى. وقد ذكرتُ هذا في أوَّلِ الحديثِ.
وشَكَرَ اللهُ لكم.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[19 - 10 - 2011, 07:16 م]ـ
أختي في اللهِ عائشة
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه، وبعدُ:
فاعلمي ـ رحمني اللهُ وإياك ـ أنَّ ما ذكرْتُهُ مِنْ أنَّ الإقعادَ يختصُّ بالكاملِ هُو ما عليه أهلُ العروضِ كما قالَ التبريزيُّ، وكمَا قالَ الدمنهوريُّ في الإرشادِ الشافي إذ يقولُ: فهو ـ أي الإقعادُ ـ في العروضِ نظيرُ التحريدِ في الضربِ غيرَ أن التحريدَ لا يختصُّ ببحرٍ دونَ بحرٍ، ويُعدُّ من عيوبِ القافيةِ، والإقعادُ يختصُّ بالكاملِ ولا يصحُّ عدُّه من عيوبِها بل من عيوبِ غيرِها
هذا هو المعتمدُ عند أهل العروضِ، وأما ما ذكرَه التنوخي من أنَّ الإقعادَ لا يخصُّ الكاملَ، وأوردَ له أمثلةً من بحورٍ أخري ـ واستنكرتِ لذلك ما نسبتُه إليكِ ـ فيمكنُ أنْ يُقالَ إنَّ هذا من بابِ التجميعِ لا الإقعادِ، والتجميعُ هو تهيئةُ المصراعِ الأول للتصريعِ بقافيةٍ ثم يأتي المصراعُ الثاني بقافيةٍ أخرى، فالشاعرُ في قوله:
جزَى اللهُ عَبْسًا عَبْسَ آلِ بَغِيضٍ ... جزَاءَ الكِلابِ العَاوِيَاتِ وقَدْ فَعَلْ
قدْ تَركَ القبضَ الواجبَ في العروضِ، وجاءَ بها محذوفةً لأجْلِ أنْ تكونَ مثلَ ضربٍ محذوفٍ يأتِي بعدَها، فعَنَّ له بعَد ذلكَ أنْ يأتيَ بضربٍ مقبوضٍ قافِيَتُهُ ليستْ على قافيةِ العروضِ، فقالَ ما تقدَّم وهذا نادرٌ، وهو معيبٌ، وغالبًا ما يكونُ هذا في المطلعِ أو حينما ينتقلُ الشاعرُ من غرضٍ إلى آخرَ أيْ في الموضعِ الذي يحسنُ فيه التصريعُ، ومثلُ هذا البيتِ يسمَّى مُجمعًا، وأمَّا الإقعادُ فلا يكونُ في مثلِ هذا الموضعِ، وإنما يكونُ في غيرِ المطلع.
وهذا التوجيهُ ـ يا أختاه ـ اجتهادٌ مني، وهو يحتملُ الخطأَ قبل الصوابِ، وإن كانتِ المحصلةُ واحدةً وهي أنْ العروضَ قدْ تنوَّعت في موضعِ الإفرادِ ولا تصريعَ
وأعتذرُـ يا أختاه ـ إن كنتُ قدْ نسبْتُ إليكِ مَا لم تقولي به؛ فَأنا لضعْفِ نظري ما عُدْتُ أقرأُ ما بينَ السطورِ، وخصُوصًا إذا كانَ الموضوعُ مما يتعلقُ بالعروضِ.
هذَا، واللهُ أعلمُ، والسَّلام
ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 10 - 2011, 08:21 م]ـ
فضيلة الأستاذ / محمود محمد محمود مرسي
وعليكم السَّلام، ورحمة الله، وبركاته، وبعدُ:
فأشكركم جزيلَ الشُّكر علَى هذه الإضاءاتِ العَروضيَّةِ المتألِّقةِ.
جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، ونَفَعَ بكم، ورَفَعَ قدرَكم.