ملتقي اهل اللغه (صفحة 3347)

يشرون أقصاهم بِوَهم سلامهم ..... وخيانة بصفاقة وسفورِ

يرجون عهداً من يهودَ كأنهم ..... في الذكر ما قرءوا جَلِيَّ سطورِ

وكأن رب العرش قال بِوِدِّهم ..... وجَزى عليه بجنة وقصورِ

أفلم يسبوا الله قبلُ وينعتوا ..... ذات الإله بزلة وشرورِ

أوَما استباحوا الأنبياء وقاحةً ..... ومضوا على عصيانهم بفجورِ

تبا لهاتيك العماية أمتي ..... أوما شبعنا من وعود الزورِ

وإلى متى نشري الدماء رخيصةً ..... ونُقاد خلف مخادعٍ مغرورِ

وإلى متى السلم المُبير يسوسنا ..... وإلى متى ننساق كالمأسورِ

مات الأُلى سطر الضياءَ جهادُهم ..... وتَصَدَّرَ الأقوام كل كَفورِ

دَرَجوا على هتك الحقوق فهل تُرا ..... هم يفزعون لصرخة المذعورِ

سجدوا بأعتاب الطغاة وطأطؤوا ..... أتخالهم يَزَعونَ كيد غُدورِ

خانوا الشهيد على موائد خسة ..... بسراب تحريرٍ وبخس أجورِ

باعوا الصغار لمن يدك رقابها ..... وكأنهم خُلقوا بغير شعورِ

ما هالهم طفل تَخَرَّقَ جسمه ..... برصاص وغد فاجر مقذورِ

أو طفلةٌ فقدتْ بليلٍ أمها ..... وبكاؤها يغتال كل غيورِ

أو أعينٌ فقدت بريق حياتها ..... فوق النعوش تقاد للمقدورِ

ما حركتهم دمعة الشيخ الذي ..... يبكي فتاه على حطام الدورِ

ودم الرضيعة سال من أحشائها ..... يصف العدالة في زمان الجورِ

أواه وا أسفا وما يجدي الأسى ..... ما يصنع الإيلام بالمخدورِ

ماذا يهز النفس وهي مهينة ..... درجت على إطراقةِ المقهورِ

لا تنظروا منهم بصيص رجولةٍ ..... بين الورى فمكانهم بخدورِ

ما للدنيء على الكرامة قدرةٌ ..... فقد استهام بصفعة المحقورِ

لا تعجبوا فهم الخؤون لدينهم ..... هل بعد حرب الله أي كفورِ

من قبل صاغوا للدعاة مجازراً ..... تجتث أرواحا بتهمة زورِ

وترى الشعوب تساق من طغيانهم ..... نحو الضلال وليله المسعورِ

ما بالهم قد حاربوا دستوره ..... ورضوا الهوان على مدار عصورِ

ما أحلم الرحمن عن إفسادهم ..... وصدودهم عن دربه بنفورِ

عذراً إله الكون واجبر عجزنا ..... فلكم رجونا فديةً بصدورِ

نصرا إلهي فالقلوب جريحةٌ ..... وتكاد تسكن من حنين دهورِ

مازال فينا للجهاد أشاوس ..... تفدي العقيدة من دماء نحورِ

مازال فينا من يروم شهادة ..... ويذوب شوقا لِلِّقا والحورِ

صبرٌ جميلٌ فالجنان تهيأت ..... ورضا الإله مآل كل صبورِ

عياش منا والشريف وبيننا ..... أجناد قسّامٍ وكلُّ جَسورِ

زحفا حماس فذا الحماس مُسَجِّرٌ ..... نفس الأَبِيِّ وصِرْعَةُ المَوْتورِ

صوغي المَنِيَّة للرجال شهادةً ..... ودعي المِراء لخاسئٍ مدحورِ

لا يرفع الأعناق غير دمائها ..... أكْرِمْ بخلدٍ في الجنان ونورِ

ومع اليقين بوعد ربك غرّدي ..... قصفاً وبركاناً على المغرورِ

دمتم سالمين

.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015