الاسْتِثْنَاءُ الْأَوَّلُ
هَذَا وَقَدْ شَذَّتْ هَنَا مَوَاضِعُ ... ثَلَاثَةٌ لَيْسَ لَهُنَّ رَابِعُ
فَهَمْزَةٌ قَدْ صَوَّرُوهَا أَلِفَا ... وَبَعْدَهَا مَدٌّ بِرَسْمِهَا وَفَى
فَهَذِهِ تُفْرَدُ إِنْ لَمْ يَتَّصِلْ ... مَا قَبْلَهَا بِمَا يَلِي بَلْ يَنْفَصِلْ
أَمَّا إِذَا أَمْكَنَ الِاتِّصَالُ ... فَانْبِرْ لِكَيْ لَا تَلْتَقِي الْأَمْثَالُ
مِثَالُهَا الْقُرْءَانُ وَالْمِرْءَاةُ ... مُفَاجَئَاتٌ وَمُكَافَئَاتُ
لَكِنَّ ذَا وَذَاكَ لَمْ يَعُدْ أَحَدْ ... عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الرُّسُومِ يَعْتَمِدْ
بلْ يَرْسُمُونَ مَدَّةً فَوْقَ الْأَلِفْ ... وَقَدْ ذَكَرْتُ ذَاكَ فِيمَا قَدْ سَلَفْ
الِاسْتِثْنَاءُ الثَّانِى
وَإِنْ رَسَمْتَ الْهَمْزَةَ الْمَذْكُورَهْ ... وَاوًا وَقَدْ مُدَّتْ بِنَفْسِ الصُّورَهْ
فالْحُكْمُ خُذْ مَا قِيلَ فِيمَا قَدْ سَلَفْ ... وَبِالْمِثَالِ كُلُّ هَذَا يَنْكَشِفْ
فارْسُمْ عَلَى النَّبْرَةِ فِي الْكُئُوسِ ... وَأَفْرِدِ الْهَمْزَةَ فِي الرُّءُوسِ
إِذ ْمَدُّهَا لَمْ يَنْفَصِلْ فِي الْأُوَلَى ... وَفِي الرُّءُوسِ قَدْ أَتَى مَفْصُولَا
الِاسْتِثْنَاءُ الثَّالِثُ
وَإِنْ تَكُ الْهَمْزَةُ طِبْقَ الْقَاعِدَهْ ... مِنْ حَقِّهَا بِأَنْ تَكُونَ مُفْرَدَهْ
وَأَمْكَنَ اتِّصَالُ حَرْفٍ قَبْلَهَا ... بِمَا يَلِيهَا فَلْتَضَعْ يَاءً لَهَا
وَهَاكَ شَيْئًا هَيْئَةً وَبِيئَهْ ... أَمْثِلَةً وَجَيْئَلًا خَطِيئَهْ
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هَذَا إِنْ وَقَعْ ... فَرَسْمُهَا بِمَطَّةٍ أَوْ مُتَّسَعْ
وَرَغْمَ أَنَّ مَا رَأَوْهُ مُمْكِنُ ... فَنَبْرُهَا كَمَا ذَكَرْتُ أَحْسَنُ
ثَالِثًا: الْهَمْزَةُ الْمُتَطَرِّفَةُ
وَهَمْزَةٌ تَطَرَّفَتْ فِي الرَّسْمِ ... كَهَمْزَةٍ تَوَسَّطَتْ فِي الْحُكْمِ
لَكِنْ مَعَ اعْتِبَارِهَا فِي الْحَرَكَهْ ... سَاكِنَةً لِلْوَقْفِ لَا مُحَرَّكَهْ
فَرَسْمُ هَذِهِ إِذَنْ لِشَكْلِ ... حَرْفٍ يَكُونُ قَبْلَهَا بِالْفِعْلِ
إِذْ إِنَّ هَذَا الْحَرْف َمَهْمَا شُكِّلَا ... يَكُونُ أَقْوَى مِنْ مُسَكَّنٍ تَلَا
الْخَاتمَةُ
وَقَدْ تَقَضَّتْ هَذِهِ الْأُرْجُوزَهْ ... فِي رَسْمِ تِلَكَ الْكَلِمِ الْمَهْمُوزَهْ
نَظَمْتُهَا أُرْجُوزَةً سَنِيَّهْ ... وَوَرْدَةً بِرَوْضِهِمْ نَدِيَّهْ
هَدِيَّةً مِنِّي أَنَا مَحْمُودُ ... لِمَنْ عَلَيَّ بِالدُّعَا يَجُودُ
خَتَمْتُهَا فِي بَلْدَةِ الْمُجَفَّفِ ... ذَاتِ النَّدَا وَالْفَضْلِ ثُمَّ الشَّرَفِ
هَذَا وَأَرْجُو اللهَ فِي الْخِتَامِ ... رِضًا وَتَوْفِيقًا عَلَى الدَّوَامِ
وَالْحَمْدُ لِلْوَهَّابِ فِي الْأُخْرَى لَزِمْ ... وَبِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ أَخْتَتِمْ
محمود محمد محمود مرسي
1988
ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[23 - 07 - 2011, 06:37 م]ـ
ألا رحم الله الأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب رحمة واسعة، وسقاه من شآبيب رحمته، فأنا من محبيه، ولطالما زرته في بيته في المَنْيَل، وفي بيته الآخر بمدينة نصر، وكان رحمه الله نعم الأستاذ، كريماً معطاءً، ولطالما استفدنا من مكتبته البديعة، وتفسحنا في بيته الأنيق. ولا زلت أحتفظ في ذاكرتي بالمودَّة والخير لبعض أعلام الأدب بمصرَ، أمثال الأستاذ الدكتور محمد عبدالمطلب أدام الله عليه الصحة وموفور العافية، ولا أنسى كرمه وتفضّله على طلابه، والاحتفاء بهم في بيته بمصر الجديدة، ميدان سفير.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[23 - 07 - 2011, 07:00 م]ـ
أحسنتما بارك الله فيكما، ولا فض فوك يا أبا سريع، وجزيت خيرا على هذه المنظومة البديعة، ولو استطعت أن تنسقها على ملف (بي دي إف) لبادرنا إلى تحميلها والانتفاع بها، بل أشير عليك بشيء أعلى من هذا، وهو أن تطبعها وتبثها في المكتبات فينتفع بها طلاب العلم.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[24 - 07 - 2011, 11:26 م]ـ
إخواني في الله،
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وَبركاتُه، وبعْدُ:
فقدْ بَدا لي أنْ أُتْبِعَ النَّظمَ ببعْضِ أَمثلةٍ تُوضِّحَ قاعِدَةَ: أقوَى الْحركاتِ التي جريْنا عليها، ولسوفَ أحْرِصُ عَلَى أنْ تكُونَ الأمثلةُ شامِلةً مُتدرِّجَةً؛ حتَّى ينْتفعَ بها إِخوانِي الزُّوَّارُ لا الجلساءُ؛ فهُمْ ـ أيِ الجلساء ـ لِعلْمِهم في غنًى عنْها، وهَا هيَ:
¥