ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[23 - 07 - 2011, 06:04 م]ـ
إخواني في الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:
فإليكمْ ـ يا إخواني ـ أُرجوزةً في رَسْمِ الهمزةِ، نظمتُها عام 1988، وقدَّمْتُها هديةً لأستاذي الدكتورِ: رمضان عبد التواب، اعترافًا بفضلِه، وشكرًا له؛ فهُو الذي أرشدَني إلى قاعدةِ: أقوى الحركاتِ التي ضبطتْ رَسْمَ الهمزةِ، ومما هو جديرٌ بالذكر أنني لمْ أحاولْ تغييرَ حرفٍ فيها بعد أنْ وقعتْ في يدِهِ ـ رحمه الله ـ ولوْ كانَ لي ذلك لجاءتِ الآن أجودَ سبكًا، وهَا هِي: الدُّرَّةُ الْأُرْجُوزَةُ فِي رَسْمِ الْكَلِمِ الْمَهْمُوزَةِ
نَظْم مَحْمُود أَبُو سَرِيع
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ السَّمِيعِ ... ذُو الْعَجْزِ مَحْمُودٌ أَبُو سَرِيعِ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بِالْقَلَمِ **** قَدْ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمِ
وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ ... عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى الْكَرِيمِ
وَبَعْدُ فالْمَقْصُودُ نَظْمُ قَاعِدَهْ ... تَكُونُ فِي الْهَمْزَةِ ذَاتَ فَائِدَهْ
وَلَسْتُ عَنْ عَوْنِ الْإِلَهِ فِي غِنَى ... حَتَّى أَنَالَ مَا رَجَوْتُ مِنْ مُنَى
مُقَدِّمَةٌ
اعْلَمْ بِأَنَّ الْهَمْزَةَ الْمَنْظُومَهْ ... تَأْتِي عَلَى كَمْ صُورَةٍ مَرْسُومَهْ
فَفِي ابْتِدَاءِ كِلْمَةٍ تَأْتِي وَفِي ... وَسَطِهَا كَمَا أَتَتْ فِي الطَّرَفِ
مُفْرَدَةً وَتَارةً عَلَى أَلِفْ ... أَوْ يَاءٍ اوْ وَاوٍ وَكُلٌّ قَدْ أُلِفْ
وَذَا يَكُونُ باخْتِلَافِ الْمَوْقِعِ ... أَوْ بِاخْتِلَافِ الضَّبْطِ ثُمَّ الْمَوْضِعِ
أَوَّلًا: الْهَمْزَةُ الِابْتِدَائِيَّةُ
فَهَمْزةٌ لِلْقَطْعِ أَوْ لِلْوَصْلِ ... قَدْ صَوَّرُوهَا أَلِفًا فِي الشَّكْلِ
وَبِاخْتِلَافِ الضَّبْطِ لَا نُبَالِي ... فَرَسْمُهَا كَذَا بِكُلِّ حَالِ
لَكِنَّهَا إِنْ فُتِحَتْ ثُمَّ تَلَا ... مَدٌّ بِصُورَةٍ لَهَا قَدْ شُكِّلَا
فلْتَكْتَفُوا بِمَدَّةٍ فَوْقَ الْأَلِفْ ... وَصُورَةُ الْمَدِّ وُجُوبًا تَنْحَذِفْ
إِذْ لَا نَرَى تَوَالِيَ الْأمْثَالِ ... لِحِرْصِ خَطِّنَا عَلَى الْجَمَالِ
اسْتِثْنَاءٌ
وَخَرَجَتْ عَنْ ذَاتِ الِابْتِدَاءِ ... لَئِنْ لِئَلَّا مَعَ هَؤُلَاءِ
وَهَمْزَةُ الْوَصْلِ أَوِ اسْتِفْهَامِ ... تُوَسِّطُ الْهَمْزَةَ فِي الْأَحْكَامِ
وَلَا يَضُرُّ دُونَ ذَا مَا سَبَقَا ... مِنْ أَيِّ حَرْفٍ لِلْمَعَانِي الْتَحَقَا
ثَانِيًا: الْهَمْزَةُ الْمُتَوَسِّطَةُ
وَهَمْزَةٌ تَوَسَّطَتْ أَصَالَهْ ... أَوْ دَخَلَتْ فِي الْحُكْمِ لَا مَحَالَهْ
فانْظُرْ إِلَيْهَا وَاضْبِطَنَّ شَكْلَهَا ... وَلْتَضْبِطِ الَّذِي يَكُونُ قَبْلَهَا
وَانْظُرْ إِلَى الشَّكْلَيْنِ بِاعْتِبَارِ ... أَقْوَاهُمَا فِي الْجِنْسِ وَالْمِقْدَارِ
ثُمَّ اكْتُبِ الْهَمْزَةَ وَفْقَ الْأَوْلَى ... أَوْ حَسَبَ الْأَقْوَى لَدَيْكَ شَكْلَا
تَرْتِيبُ الْحَرَكَاتِ وَالسُّكُونِ مِنْ حَيْثُ الْقُوَّة
هَذَا وَأَقْوَى الْحَرَكَاتِ مَا يَكُونْ ... بِالْكَسْرِ فَالضَّمِّ فَفَتْحٍ فَسُكُونْ
وَالسَّاكِنُ الْمُعْتَلُّ عِنْدِي يَغْلِبُ ... حَرَكَةً لِجِنْسِهَا يَنْتَسِبُ
فَالْيَاءُ حَرْفُ الْمَدِّ أَقْوَى ثَمَّهْ ... مِنْ كَسْرَةٍ وَالْوَاوُ مِنْ ذِي الضَّمَّهْ
وَأَلِفٌ أَقْوَى هُنَا مِنْ فَتْحَةِ ... وَدُونَ هَذِي سَاكِنٌ ذُو صِحَّةِ
وَإِنْ تُرِدْ تَرْتِيبَهَا مُفَصَّلَا ... فَالْيَاءُ ثُمَّ الْكَسْرُ فَالْوَاوُ تَلَا
وَضَمَّةٌ فَأَلِفٌ فَفَتْحُ ... ثُمَّ أَخِيرًا سَاكِنٌ يَصِحُّ
مَا يُنَاسِبُ كُلَّ حَرَكَةٍ وَسُكُونٍ
ثُمَّ السُّكُونُ صَحَّ أَوْ أُعِلَّا ... يَطْلُبُ إِفْرَادًا لَهَا مَحِلَّا
ثُمَّ ثَلَاثُ الْحَرَكَاتِ تَطْلُبُ ... حَرْفًا لِجِنْسِ الْحَرَكَاتِ يُنْسَبُ
فَرَسْمُكَ الْهَمْزَةَ يَا أَوْ نَبْرَهْ ... مُوَافِقٌ حَقًّا لِجِنْسِ الْكَسْرَهْ
وَرَسْمُهَا وَاوًا أَتَى مُوَافِقَا ... هُنَا لِجِنْسِ ضَمَّةٍ مُطَابِقَا
كَمَا يَكُونُ رَسْمُهَا عَلَى أَلِفْ ... مُنَاسِبًا لِفَتْحَةٍ كَمَا أُلِفْ
اسْتِثْنَاءَاتٌ مِنَ الْقَاعِدَةِ الْعَامَّةِ
¥