ملتقي اهل اللغه (صفحة 3246)

.................. فِي وَسَطٍ وَطَرَفٍ مَحْصُورَهْ

8ـ تَجِيءُ فِي الأَفْعَال وَالأَسْمَاءِ ....................

.................... وَفِي الحُرُوفِ دُون الِابْتِدَاءِ

9ـ إِذْ تَلْزَمُ السُّكُونَ مَعْ فَتْحٍ لِمَا ....................

.................... تَلَتْهُ فَاحْتَاجَتْ لِحَرْفٍ قُدِّمَا

10ـ وَمَا لهَا عِندِي سِوَى رَسْمَيْنِ ....................

.................... بِاليَاءِ وَالألِفِ دُونَ مَيْنِ

*******

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[08 - 12 - 2011, 03:16 م]ـ

• مُقَدِّمَةٌ عَنِ الأَلِفِ اللَّيِّنَةِ ?

* مَحلُّ وُقوعِهَا:

إِنْ سَأَلْتَ يَا طَالِبَ العِلْمِ عَن مَحَلِّ وُقوعِ الأَلِفِ اللَّيِّنَةِ مِنَ الكَلِمَةِ فـ (ـاعْلَمْ) ـ رَحِمَني الله وَإِيَّاكَ ـ (بِأَنَّ الألِفَ المَذكورَةَ) يَتعَذَّرُ وُقوعُهَا في أَوَّلِ الكَلِمَة، وَإِنَّما تَأْتِي (فِي وَسَطِـ) ـها (وَطرَفِـ) ـهَا، فَهِيَ (مَحْصُورَةٌ) في ذَلِكَ.

وَاعْلَمْ أَنَّها (تَجِيءُ فِي) أَقْسَامِ الكَلِمَةِ الثَّلاثَةِ، فَتَقَعُ في: (الأَفْعَالِ)، (وَالأَسْمَاءِ)، (وَ) كَذَلك (فِي الحُرُوفِ).

* تَعريفُها وحَقِيقتُها:

فَإِنْ قُلْتَ: لِمَ حُصِرَتْ في وَسَطِ الكَلِمَةِ وطَرَفِهَا (دُونَ الابْتِدَاءِ)؟ قُلْتُ: نَظَرًا لِحَقِيقَتِهَا وحَالِهَا، (إِذْ) إِنَّها (تَلْزَمُ السُّكونَ) فَيَتعذَّرُ تَحرِيكُهَا، (مَع) لُزومِ (فَتْحٍ لِمَا تَلَتْهُ)؛ (فَاحْتَاجَتْ) إِذْ ذَاكَ (لِحَرْفٍ قُدِّمَ) عَليهَا، حتَّى يَتمكَّنَ المُتكَلِّمُ مِنَ النُّطقِ بِهَا، فإنَّها حَرفُ مَدٍّ، ولَا يتأتَّى النُّطقُ بِالمدِّ إلَّا مَعَ حَرفٍ قَبْلَهُ.

* صُوَرُ رَسْمِهَا:

(وَ) إِنْ قُلتَ: فَكَيفَ تُرسَمُ هَذِه الأَلِفُ؟ قُلْتُ: (مَا لَهَا عِندِي سِوَى رَسْمَيْن):

ـ فَتُرسَمُ في بَعضِ أَحْوالِها (بِاليَاءِ) ـ أو: بِالأَلِفِ على صُورَةِ اليَاءِ ـ.

ـ (وَ) في أَحْوالٍ أُخرَى تُرسَمُ بِـ (ـالألِفِ).

فهَذه هي أَحوالُ هَذه الأَلِف وحَقيقَتُها (دُونَ مَيْنٍ) أَو رَيبٍ.

ـ[عائشة]ــــــــ[09 - 12 - 2011, 03:03 م]ـ

باركَ اللهُ في النَّاظِمِ، وفي الشَّارِحِ، وفي مَن اقترحَ الشَّرْحَ، ونفعَ الله بكم جميعًا، وزادكم همَّة، وفَضْلًا، وعِلْمًا.

وليس لي مكانٌ بينَ هؤلاء الأساتذةِ الأفاضلِ، وليسَ لي أنْ أتقدَّم بين يدي النَّاظِمِ؛ إذْ «لا يُفْتَى ومالِكٌ في المدينةِ»؛ ولكنِّي ما جئتُ إلَّا لأستفيدَ، وأنهلَ من فَيْضِ علمِكم. فأقولُ -وبالله التَّوفيقُ-:

،،، لعلَّ الأَوْلَى الاستغناء عمَّا لا يدخلُ تحتَ مسمَّى (الشَّرْح)؛ كقولِ الشَّارِحِ: ((وَرَبُّنا) سُبحانَه وتَعالَى هُو)، و: (هُو (المُسْتعَانُ) عزَّ وجَلَّ)، و: (فـ (ـاعْلَمْ) ـ رَحِمَني الله وَإِيَّاكَ ـ).

،،، قولُ الشَّارِحِ: ((فَـ) ـإنَّ (الأَلِفَ)): أدَّتْ زيادةُ (إنَّ) إلى تغييرِ حركة (الألف) من الرَّفعِ إلى النَّصبِ، ولا أدري: هل يصحُّ مثلُ هذا التَّغييرِ؟

،،، لم يُفسِّرِ الشَّارحُ كلمة (مقنَّنة) في قولِ النَّاظِمِ: (قَوَاعِد مُقَنَّنَةٌ).

،،، استعمالُ (نظرًا لـ ...) في قولِ الشَّارِحِ: (قُلْتُ: نَظَرًا لِحَقِيقَتِهَا وحَالِهَا)، وهو ليسَ من فصيحِ الكلامِ؛ كما ذكرَ د. إبراهيم السامرَّائيُّ في نقد تحقيق د. سامي الدهان لكتاب «التحف والهدايا»؛ إذ يقولُ:

(وجاء في (ص43) س9: «ونظرًا لقدم هذه النسخةِ اتَّخذناها ...»

أقول: إنَّ استعمالَ «نظرًا» في أوَّل الجملةِ بهذا المعنَى التَّعليليِّ= من لغة الدواوينِ في عصرِنا هذا؛ فليس لها مكانٌ في اللُّغةِ الفصيحةِ؛ وذلك لأنَّ هذا المعنَى التعليليَّ يُؤدَّى باللام التعليليَّة الَّتي جاءَتْ بعد قولِه: «نظرًا»؛ وعلى هذا: فالصَّوابُ أن يقالَ: «ولقدم هذه النسخةِ اتَّخذناها ...». إنَّ اللاَّم الجارَّة المُفيدة للتَّعليلِ تؤدِّي ما تؤدِّيه هذه الزِّيادة «نظرًا» المستعارَة من لغة الصُّحفِ والدَّواوين) انتهى من كتابِه «مع المصادر في اللغة والأدَب 1/ 68».

،،،في شَرْحِ قولِ النَّاظِمِ:

إِذْ تَلْزَمُ السُّكُونَ مَعْ فَتْحٍ لِمَا ....................

.................... تَلَتْهُ فَاحْتَاجَتْ لِحَرْفٍ قُدِّمَا

كَأنَّ الشَّارِحَ تحدَّثَ عن همزةِ الوصْلِ الَّتي تُجْتَلَبُ لنطقِ السَّاكنِ الَّذي بعدَها؛ ولكنَّ النَّاظِمَ أرادَ -واللهُ أعلمُ- أنَّ الألفَ الليِّنةَ تلزمُ السُّكون؛ فلا يصحُّ الابتداءُ بها، كما أنَّ فتحَ ما قبلَها لازِمٌ لها؛ لأنَّها حرفُ مدٍّ؛ فاحتاجَتْ إلى أن يأتيَ قبلَها حرفٌ؛ ولذا: لَمْ تقعْ في بدايةِ الكلمةِ. جاءَ في كتابِ «قواعد الكتابة الإملائيَّة 69» -للأستاذ/ محمد شكري الفيومي-: (ولا تقعُ هذه الألفُ في أوَّل الكلمةِ؛ لأنَّها ألفُ مدٍّ؛ فلا بُدَّ أن يسبقَها الحرفُ الممدودُ، ولأنَّها ساكنةٌ، ولا يبدَأُ بساكنٍ، فهي إمَّا في وسط الكلمةِ، وإما في آخرِها؛ أي: متوسِّطة، ومتطرِّفة) انتهى.

هذا، والله تعالى أعلمُ.

وفَّقَنا اللهُ وإيَّاكم لما يحبُّ ويرضَى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015