الأوُّل فتحُها أو ضمُّها بعد واوٍ ساكنةٍ أو مشددةٍ مضمومةٍ (قيل) في غير مثنى منصوبٍ أو مجرورٍ، نحو: أنَّ وضوءَك ضوءُك، وأن تبوُّءَك تبوُّءُهُ، والسموْءَل شاعرٌ، وهما ضوءانِ .... ثم قال:
وبعضُهم كتبَ نحو: أسبغَ وضوءَه، وكذلك نحو: رأيت منه ضوءينِ نصبًا وجرًّا بالألفِ، وعدُّوه غيرَ جيِّدٍ
2 ـ الأستاذ عبد السلام هارون؛ حيثُ قال:
وتكتبُ مفردةً إذا وقعتْ مفتوحةً أو مضمومةً بعدَ واوٍ ساكنة أو بعدَ واوٍ مشدَّدةٍ مضمومةٍ نحو: أسبغَ وضوءَهُ، ضَوْءُهُ شديدٌ، ضوءانِ، السُّوءَى
3 ـ الأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب، يقول:
الفتحةُ بعد الواوِ الساكنةِ تعدُّ بمنزلةِ السكونِ، كما تُعدُّ ياءُ المدِّ في وسطِ الكلمةِ بمنزلةِ السكونِ؛ ولذلك تكتبُ الهمزةُ مفردةً في مثل: مروءة، شنوءة، لن يسوءك، إنَّ ضوءك ....
4 ـ الأستاذ بشير سلمو؛ حيث يقولُ:
وسكونُ الواو السابقُ للهمزةِ يتغلبُ على ضمةِ الهمزة وفتحتها فقطْ دون الكسرِ، فمتى جاءت واوٌ ساكنةٌ وبعدها همزةٌ مضمومةٌ أو مفتوحةٌ كتبتْ مفردةً مثل: ضوءك
5ـ الأستاذ عبد الجواد الطيب؛ حيثُ قال:
وتأمل الكلمات في الأمثلة رقم 2 وهي وضوءُك، ضوءُك، توءَمان، السموءَل، تجدُ الهمزةَ في الكلمة الأولى والثانية مضمومةً، وفي الكلمة الثالثة والرابعة مفتوحةً، وكلها تقع بعدَ واوٍ ساكنةٍ لهذا كُتبتْ مفردةً، ثم جاءَ بالقاعدة الآتية:
إذا وقعتْ الهمزةُ المتوسطةُ بعدَ واوٍ ساكنةٍ، وكانت ـ أي الهمزة ـ مفتوحةً أو مضمومةً كُتبتْ مفردةً
6 ـ الشيخ نصر الهوريني، إذْ قال ـ على ما أذكرُ ـ إنَّ الهمزةَ المفتوحةَ إذا كان ما قبلها ساكنًا صحيحًا فالغالبُ كتبُها ألفًا كيسأل، وإن لم يكنْ صحيحًا بأنْ كانَ ألفًا كتضاءَل أو كانَ واوًا نحو: توءَم، ويوْءَم، والسموءَل فالغالبُ حذفُهَا،
وهنا أودُّ أن أشيرَ إلى أنَّ القدماءَ كانوا يعنونَ بالحذفِ ألَّا تُصوَّرَ بألف أو واو أو ياء بل تحذفُ، ولا يُوضعُ محلَّها شيءٌ كما كان المصحفُ أيامَ الخلفاءِ الأربعة قبل أن يخترعَ له الشَّكلَ أبو الأسودِ الدؤلي، فيكتبونَ: الهيئة: الهية والسوءة: السوة،
قال ابن قتيبةَ: وتحذفُ إن كانَ ما قبلها ياءً أو واوًا أو ألفًا كالهية والسوة، وهذا الذي قاله ابنُ الدهانِ النحوي فيما نقلتَ عنه من قوله:
(فإن كان قبل الهمزة ياء أو واو ساكنان، لم تثبت للهمزة صورة، نحو: خطيئَة ومقروءة، والسَّوءة، والباءة)
أمَّا المحدثون ْفقد رأوا تحقيقًا للهمزةِ أنْ يضعُوا في المحلِّ الذي تُحذفُ فيه عندَ القدماءِ قطْعةً، وهذا ما نعبِّرُ عنه الآنَ برسمِ الهمزةِ مفردةً على السطرِ
7 ـ وقالَ ابنُ عثيمين ـ رحمَهُ اللهُ ـ:
وتُكتب مفردةً إذا كانتْ مفتوحةً بعدَ حرفِ مدٍّ غير الياءِ مثل: تساءلَ، مروءة، سموْءَل
8 ـ الأستاذ عبد العليم إبراهيم؛ حيثُ قال:
أنْ يكونَ ما قبلها واوًا ساكنة أو مشدَّدة مضمومةً، فترسم الهمزةُ حينئذ مفردةً مثل: ضوءان، هدوءه، لن يسوءَه، توءَم، السموءَل، مقروءة، سوْءَة، موبوءة، ضوءه، نشوءه، لجوءَك، نبوءة، ومثل: تبوُّءَك.
9 ـ وجاء في كتابِ: قاموس الإملاء للدكتور مسعد زياد:
تكتبُ مفردةً على السطرِ إذا جاءتْ مفتوحةً وسبقَها واوٌ ساكنةٌ.
مثل: توْءَم، نبوءَة.
10 ـ وقال مؤلفو كتاب المختار:
إذا سُبقتْ الهمزةُ بواوٍ ساكنةٍ رسمتْ مفردةً إن كانت مفتوحةً أو مضمومةً مثل: إنَّ وضوءَك ضوءُك، السموْءَل، توءَم، السُّوءى
وهذا الذي ذكره هؤلاءِ الأعلامُ لا يخالف ما جريتُ عليه في رسم الهمزة في الدرة الأرجوزة تطبيقًا لقاعدةِ أقوى أو أولى الحركاتِ التي علَّمني أصلَها أستاذُنا الدكتورُ رمضان عبد التواب
وأمَّا احتكامُك ـ يا أخِي ـ إلى ما جاءَ في مُتونِ اللغةِ فكيفَ يكونُ ذلك، واللغةُ مسموعةٌ لا مكتوبةٌ؟
إنَّ هذه الكلمةََ وغيرَها تكتبُ همزتُها في بعضِ المعاجم مُفردةً، وتكتبُ في بعضِها ألفًا، بل قد تكتبُ في المعجمِ الواحدِ ألفًا، ومفردةً إذا اختلفَ الناشرُ أو محقِّقُ الكتابِ؛ لأنَّ كلَّ محقِّقٍ أو ناشرٍ لا يرسمُ كلماتِ ما ينشرُه إلا بما يُوافقُ ما تعلَّمَه وثبَتَ عندَهُ مِنْ قواعدِ الرَّسم والإملاءِ
هذا، واللهُ أعلمُ، والسلام.
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[30 - 04 - 2012, 09:33 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
أنت لنا معلم خير لنا من مدير، أسأل الله أن يبارك فيك وفي عمرك.
كنتُ قلت: أي الرسمين ثابت في متون اللغة؟ وهل يصلحُ حجَّةً؟
سؤالي في الأصل إن كان يصح الاحتكام، وقد جاءت إجابتكم وافية -جزيت خيرا-.
-من الموافقات: كنت أقرأ أمس واليوم في مخطوط (زوال الترح بشرح منظومة ابن فرح) وفيها:
وَلَا حَسَنٌ إلَّا سَمَاعُ حديثِكُم * مُشَافَهَةً يُمْلَى عَلَيَّ فَأَنْقُلُ
قالَ الشَّارح: ((المشافهة: وحدُّها السَّماعُ. فرعٌ: اختلف العلما فذهب قوم الى ان قراة المعلم اولى من قراة المتعلم، وذهب قوم الى ان قراة المتعلم اولى من قراة المعلم، ويحكى هذا عن مالك وابي حنيفة رضي اللهُ عنهما وقيل هما سوا)). (فأحسن به من حديث وبها من موافقة).
- وكنتُ أرغبُ في ضبطِها -أعني المنظومةَ لا الشَّرح- وعرضِها مشكولةً في الملتقى؛ فوجدتُ أستاذَنا سبقَ إلى ضبطِها في الألوكة، فجزاهُ الله عنَّا خيرا.