ـ[فريد البيدق]ــــــــ[03 - 06 - 2012, 10:04 م]ـ
(1)
لا ترسم الحركات في اللغة العربية في بنية الكلمة، لكن الحركة إذا أشبعت أي زاد زمنها رسمت حرف مد من جنسها.
ولغة العرب تعرف ذلك في الحركات جميعها لكننا سنقتصر على الواو ارتباطا بالموضوع.
ورد في "الجنى الداني في حروف المعاني" لابن أم قاسم المرادي في أنواع الواو قوله: (ومنها واوالإشباع، وهي الزائدة للضرورة، نحو قول الشاعر:
وأنني حيث ما يثني الهوى بصري*من حيث ما سلكوا أدنو فأنظور
أي: فأنظر. فأشبع الضمة لإقامة الوزن).
وقد جاء ذلك في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وسأذكر هنا نماذج، وأرجو ممن يقع على مواضع أخرى أن يثري الموضوع.
(2)
أ- القرآن الكريم
قال تعالىفي سورة هود: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} [هود: 28].
وقال تعالى في سورة محمد: {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ} [محمد: 37].
ب- الحديث الشريف
سنن ابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَبُوسُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ "فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ، فَمَا طُهُورُكُمْ؟ قَالُوا: نَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، وَنَغْتَسِلُ مِنْ الْجَنَابَةِ، وَنَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ. قَالَ: فَهُوَ ذَاكَ، فَعَلَيْكُمُوهُ.
ـ[عائشة]ــــــــ[04 - 06 - 2012, 02:31 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
قالَ الشَّاطبيُّ في {حرز الأماني} مُبيِّنًا مذاهبَ القُرَّاء في صلة ميمِ الجمع إذا وَقَعَتْ قبلَ مُتحرِّكٍ:
وصِلْ ضَمَّ ميمِ الجَمْعِ قبلَ مُحَرَّكٍ * دِراكًا وقالون بتخييرِه جَلا
ومِن قَبْلِ همزِ القَطْعِ صِلْها لوَرْشِهِمْ * وأسْكَنَها الباقونَ بعدُ لِتَكْمُلا
قال ابن آجرُّوم في {فرائد المعاني 2/ 369}:
(فابنُ كثيرٍ يضمُّ الميم ويصلها بواوٍ حيث وقعتْ في الوصل.
وورشٌ يضمُّها ويصلُها مثله مع الهمزة، ويُسكِّنها مع غير الهمزة.
وقالون خيَّر في ذلك مع كل متحرِّك، إن شاء ضمَّ، وإن شاء أسكنَ.
وباقي القرَّاء يسكّنون الميم لا غير) انتهى.
قالَ ابنُ جبارةَ المقدسيُّ في {المفيد في شرح القصيد 367}:
(واعْلَمْ أنَّ الصِّلةَ وتركَها لُغتانِ فاشِيتانِ) انتهى.
وإذا وُصِلَتْ ميم الجمع؛ فإن الواو لا تُرسَم على الصَّحيح، إلاَّ إذا اتَّصلَ بها ضميرٌ.
قال أبو شامةَ في {إبراز المعاني 73}:
(إن اتصلَ بها ضمير؛ وُصلَتْ لجميع القرَّاء، وهي اللُّغة الفصيحةُ حينئذٍ، وعليها جاء الرَّسم؛ نحو: ((فإذا دَخَلْتُمُوه))، ((فاتَّخذتُمُوهم سخْرِيًّا))، ((فأسقَيْناكُمُوه))، ((أنُلْزِمُكموها))، ((حيث وجدتُّموهُم))، ((حيثُ ثَقِفتُمُوهم))، ((وإذ يُرِيكُمُوهُم))) انتهى.
ومن ذلك -أيضًا-: ((جِئْتُمُونا))، ((فقد رأيتُمُوه))، ((واتَّخَذْتُمُوهُ))، ((أَدَعَوْتُمُوهُمْ)).