ملتقي اهل اللغه (صفحة 3180)

عروض الخليل غير المقدس

ـ[خشان خشان]ــــــــ[04 - 11 - 2012, 07:38 م]ـ

هذا رد د. هادي حسن حمودي على قول د. محمد الكرباسي إن تفاعيل الخليل ليست مقدسة والعنوان من وضعه:

http://www.alnaspaper.com/inp/view.asp?Iعز وجل=12893

وعلى الرابط:

http://arood.com/vb/showthread.php?p=58192#post58192

فكرة عن كتاب د. محمد الكرباسي (هندسة العروض):

وكان تعليقي عليه:

تبلغ الفداحة في كتاب د. محمد صالح الكرباسي " هندسة العروض " وفي تقريظ من قرظوه مبلغا بعيدا، وفي هذا الكتاب يتجلى الأثر المدمر لكثرة المعلومات في غياب المنهج. بل قل في كارثة هيمنة منهج الحفظ الذي يستعمل أدوات تجزيئات وشكليات منهج الخليل المتمثلة بالتفاعيل حين يحاول التفكير مع مزاوجة منهج الحفظ وتفاعيل الخليل منبتّةً عن منهج الخليل لينتهي المطاف به إلى تدمير مضمون منهج الخليل بأدوات الخليل.

العلاقة بين منهج الخليل وتفاعيله كالعلاقة بين كاتالوج قطع اللوجو وتلك القطع.

تركيب القطع بدون فهم الكاتالوج بل بدون إدراك لوجوده أصلا بدعوى الإبداع

والتجديد وتجاوز الخليل مغالطة فكرية منطقية علمية بدهية جد كبيرة.

سيكون لي بإذن الله حول هذا موضوع باسم الوردة - العروض - القداسة

عَروض الخليل غير المقدس

د. هادي حسن حمودي

تاريخ النشر 23/ 09/2012 05:44 PM

حين ظهر الخليل بن أحمد (100 ـ 175) للهجرة وجد أمامه أشعار العرب التي يرقى تاريخ أقدمها إلى حوالي مائة وخمسين عاماً من قبل ظهور الإسلام، والتي هي تمثلات متطورة لأناشيد المعابد القديمة في وادي الرافدين وجنوب الجزيرة العربية، وعلى أساسها صيغت ملحمة كلكامش، انتقالا إلى أناشيد معابد آتون وآمون في وادي النيل. الإيقاع الموسيقي ذو جذور متوائمة ولكنْ بأنغام شتى.

التفت الخليل بعبقريته الفذة المتفردة إلى أن لهذه الأشعار موازين موسيقية معينة استطاع استنباطها وبوّبها في بحور الشعر المعروفة. وسمى كل واحد منها بحراً، لأنه، فعلا، بحر مترامي الشطآن، بعيد الغور.

ولَمّا لم يكن يستطيع، بحكم معارف زمانه، أن يكتبها بالرموز الموسيقية، لجأ إلى رسمها بالتفعيلات المعروفة، فعولن، مفاعيلن، مستفعلن .. الى آخره.

هل كان الشعراء قبل عصر الخليل يعرفون تلك التفعيلات ويضعونها أمامهم وهم ينظمون أشعارهم؟

لا أعتقد ذلك ولا برهان على الادعاء.

الشاعر الجدير بصفته يعرف الإيقاع من غير حاجة إلى معرفة التفعيلات، فالمتنبي، على سبيل المثال، الذي جاء بعد الخليل بأكثر من مائة عام وعام، كان، في أحيان كثيرة، يرتجل الشعر ارتجالا. ذلك أن القصيدة تولد عنده لفظا ومعنى وموسيقى.

وإلى العصر الحديث، يحدثنا أحمد حسن الزيات في مجلة الرسالة، أن الشاعر العراقي عبدالمحسن الكاظمي الذي كان مغتربا في مصر في فترة من النصف الأول من القرن العشرين، دُعي إلى حفل أدبي دعوة حضور لا دعوة إنشاد ومشاركة. ولذا فوجئ الكاظمي أثناء الحفل بتقديمه لإلقاء قصيدة في المناسبة، ولم تكن لديه قصيدة جاهزة. يقول الزيات ارتقى الكاظمي المنصة، صمت قليلا، قرأ شطرا من الشعر، أعاده ثلاث مرات، ثم أكمله بيتا كاملا، أعاد البيت عدة مرات، ثم انطلق يتلو قصيدته وأنا أكتب حتى انكسر رأس القلم الرصاص الذي كنت أكتب به واستبدلت به غيره، عدة مرات .. والشاعر ماض في تلاوة قصيدته وكانت من خمسة وسبعين بيتا مرتجلا، ولولا أن الزيات كتبها لضاعت في طوايا الزمن.

وخذ من الجواهري مثالا آخر، في كيفية إنجاز قصائده. وغيره كثير.

أما المتشاعرون فشأنهم شأن آخر. منهم من يكتب التفعيلات أمامه، ويلبسها ثياب الألفاظ، فيأتي عمله نظما لا شعرا، أو قل هو صنعة وتصنّع لا شعر صادر عن شاعرية أصيلة متأصّلة. ثم جاء زمان على بعضهم كانوا يقيسون طول الشطر بعيدان الكبريت فإذا تساوى شطر مع آخر طولا وسكنات وحركات، فهو شعر. وجاء زمان آخر، ظهر في أحد البلدان العربية شعار الكلمة تعرف موضعها فكان المتشاعرون يقطعون كلمات الصحف والمجلات ويضعونها في كيس ثم يسحبون كلمة وراء أخرى، ويكتبون ما يسحبون، فإذا بهم ينشرون ذلك باعتباره شعرا حتى وصلنا الآن إلى الشعر المنثور والنثر المشعور، المنادي بالويل والثبور، وعظائم الأمور.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015