ملتقي اهل اللغه (صفحة 3177)

ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[17 - 11 - 2012, 11:06 ص]ـ

أخي في الله شيخ المحققين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ذكرت لك ـ يا أخي ـ أن اختلاف المحققين في التنسيق إنما يرجع إلى اختلاف وجهات النظر في التنسيق لا في نوع الرجز؛ ها هو الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد كتب ـ في كتاب الإنصاف ـ قول الناظم:

امتَلَأَ الحوض وقال: قَطْنِي ... مهلًا، رُوَيْدًا، قد مَلَأْتَ بَطْنِي

هكذا كأنهما بيتٌ واحد ثم ذكر في التعليق:

هذان بيتان من الرجز المشطور، ولم أجد أحدًا نسبهما إلى قائل معين، وقد استشهد به ابن منظور وشارح القاموس "ق ط ط"، ومن النحاة: الأشموني "رقم 63" وابن الناظم، وابن يعيش "ص318 و 443".

كما كتب قوله:

قدني من نصر الخُبَيْبَيْنِ قَدِي ... ليس الإمام بالشَّحِيح المُلْحِدِ

هكذا كما نكتب البيت الواحد، ثم علق بقوله:

هذان بيتان من الرجز المشطور، وقد رواهما الجوهري في الصحاح "ل ح د" ونسبهما لحميد بن ثور الهلالي، وقال ابن منظور "ل ح د" بعد أن رواهما عن الجوهري: "قال ابن بري: البيت المذكور لحميد بن ثور هو لحميد الأرقط، ولس هو لحميد بن ثور كما زعم الجوهري" ا. هـ. ورواهما ابن منظور "خ ب ب - ق د د" منسوبين لحميد الأرقط، وأنشدهما ابن يعيش في شرح المفصل "ص442" ونسبهما لأبي بحدلة، وهما من شواهد سيبويه "1/ 387" وشواهد رضي الدين في شرح الكافية، والأشموني "رقم 62" وقد قال البغدادي في خزانة الأدب "2/ 453": "قال ابن المستوفي: ولم أرَ البيت الأول في ديوانه "يريد ديوان حميد الأرقط" وكذلك أورد الأبيات القالي في أماليه، ولم يورد بيت:

قدني من نصر الخبيبين قدي

فهو يذكر أنهما بيتان ومع ذلك كتب كل بيتين كأنهما بيت واحد،

وعلى هذا النمط كتبت جميع المنظومات والألفيات التي من مشطور الرجز،

وقد رجعت إلى الأصمعيات فوجدت فيها بعض القصائد من مشطور الرجز وقد كتب المحققان الشيخ أحمد شاكر والأستاذ عبد السلام هارون ـ رحمهما الله ـ كلَّ بيت من المشطور في سطر مستقلٍّ هكذا:

1 ـ كيف قريْتَ ضيفَكَ الأزبَّا

2 ـ لما أتاك بائسا قِرْشَبَّا

3 ـ ينشُدُك الزَّاد وكنت الزَّبَّا

4 ـ قمتَ إليه بالقفيل ضرْبا

.... الخ

وكتبا قصيدة ابن لجأ هكذا:

1 أنعتها إنيَّ من نُعَّاتها 2 مُنْدَحَّة السُّرَّاتِ وادقاتِها

3 مكفوفةَ الأخفافِ مجمراتِها 4 سابغةَ الأذناب ذيالاتها

5 ...................... 6 ....................

وهكذا

وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنما يدلُّ على اختلاف وجهات النظرـ كما قلت ـ في تنسيق الشعر وكتابته، وبناء عليه فإني أتحرَّج من تخطئة أساتذتنا الكبار ومعلمينا، ولا أحبِّذ ذلك، وألتمس لهم الأعذار، مع علمي بأنهم غير معصومين من الخطأ، بل أخطِّئُ نفسي ولا أخطئُهم، ولا يعني ذلك لهم تقديسا

والسَّلام

ـ[شيخ المحققين]ــــــــ[01 - 12 - 2012, 01:01 م]ـ

بارك الله فيك ورعاك يا شيخنا على ما منحت من علمك ووقتك، وأعتذر عن تأخري في إزجاء الشكر؛ نظرًا لانشغالي.

ولي عودة بإذن الله - متى ما سنحت الفرصة - لاستكمال هذا الحوار الشيِّق، فلا زال في النفس حاجات ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015