ملتقي اهل اللغه (صفحة 3176)

مَنْ يعترفْ بحرَ الرَّجَزْ ... يُدرِكْ أخاه إذْ عَجَزْ

ـ[شيخ المحققين]ــــــــ[14 - 11 - 2012, 11:49 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حيَّا الله الأحبة في هذا الملتقى المبارك، وأسأل الله أن ينفعني بعلمهم، وأن يجنِّبَهم جهلي.

لدي إشكالٌ حول بحر الرَّجَز، وهو أنني لا أجد فرقًا ظاهرًا بين تامِّه ومشطوره، أو بعبارة أخرى: لا أرى أثرًا فعليًّا لهذا الفرق.

العروضيون يقولون: إن التامَّ ستُّ تفعيلات، والمشطورَ ثلاثٌ، فإذا كان الأمر كذلك، وكانت القصيدة على قافية واحدة -كما هو حال أغلب التراث الرَّجَزِيِّ - فإنَّ كل قصيدة تتألف من عشرة أبيات من تامِّ الرجز تتألف في الوقت نفسِه من عشرين بيتًا من مشطوره. نعم قد يظهر الفرق في القصائد التي ينفرد فيها كل بيتٍ بقافية خاصة كما في المنظومات العلمية وما شابهها، لكنَّ هذا النمط نادرٌ عند الشعراء كما تعرفون، وعامَّةُ الأرجاز التي يستشهد بها النحويون من النمط الأول. وقد لاحظت اضطرابًا لدى المحققين والباحثين في تنسيق شواهد الرجز، فأحدهم يضع شطري الشاهد في سطر واحد، وآخر يقسم الشاهد نفسه على سطرين، فهل هذا يعني أن الأولَّ يرى البيت من التامِّ والآخرَ يراه من المجزوء أم ماذا؟؟

وفقكم الله وسدَّد خطاكم.

ملحوظة: (يعترف) في العنوان بمعنى (يعرف) كقول أبي ذؤيب:

مَرَتْهُ النُّعامى فلم يعترِفْ ... خلافَ النُّعامى من الشأمِ ريحا

وكقول النعمان بن بشير:

معاويَ إلا تعطِنا الحقَّ تعترف ... لِحى الأزد مشدودًا عليها العمائمُ

ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[14 - 11 - 2012, 11:11 م]ـ

أخي في الله شيخ المحققين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا قلت إن مقصورة ابن دريد من تام الرجز،

وإن قصيدة صحير بن عمير التي يقول فيها:

تهزَأُ مِنْي أختُ آلِ طيسَلَهْ

قالَتْ أراهُ مملقا لَا شَيْء لَهْ

من مشطور الرجز،

فهل ينجلي الأمر؟

إن تام الرجز يا أخي يتكون ـ كما قلتَ ـ من ستِ تفعيلاتٍ عروضُه غير ضربه؛ فهي صحيحةٌ أما الضرب فقد يكون صحيحًا مثلها كما في المقصورة، وقد يكون مقطوعا كقول مهيار:

كالشَّمسِ منْ جمرةِ عبدِ شمسِ * * غضبى سخت نفسي لها بنفسي

ماطلةٌ غريمها لا يقتضى ** ديونهُ ودينها لا ينسي

في بلدٍ يحرمُ صيدُ وحشهِ ** وهي بهِ تحلُّ صيدَ الأنسِ

ترى دمَ العشاقِ في بنانها ** علامةً قدْ موِّهتْ بالورسِ

أما مشطور الرجز فهو ـ كما قلت أيضا ـ يتكون من ثلاث تفعيلات، وضربه هو عروضه كما يقولون، وهو صحيح كقصيدة صحير التي أشرت إليها وهي في الأصمعيات

غير أن بعضهم استعمل المشطور مزدوجا، فجاز قطعه كقصيدة بشار: واها لأسماء ابنة الأشد

وعلى هذا جرى الناظمون في المنظومات العلمية غير أنهم جمعوا فيها بين الصحة والقطع؛ فكل بيتين لهما قافية واحدة، وقد يكون الضرب فيهما صحيحا أو مقطوعا

وقد نصَّ على هذا ابن معطٍ بقوله في الدرة الألفية:

لاسيما مشطور بحر الرجز ** إذا بني على ازدواج موجز

أو ما يضاهيه من السريع ** مزدوج الشطور كالتصريع

وأما ما يفعله المحققون في التنسيق فراجع إلى اختلاف وجهات النظر، وأنت أعلم بذلك؛ أولست شيخهم؟

هذا، والله أعلم، والسلام

ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[15 - 11 - 2012, 08:48 ص]ـ

إخواني في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيظن كثيرٌ من الناس أن ألفيةَ ابن مالك أو ابن معط مثلا تتكون من ألفِ بيت، وهذا صحيحٌ باعتبار كل شطرين بيتا، لكنَّ العروضيين يجعلون كلَّ مصراع بيتا؛ ولهذا لما قال ابن معط:

أرجوزة وجيزة في النحْوِ ... عدَّتُها ألفٌ خلتْ من حشْوِ

تعقَّبه الشارحُ بقولِه:

قوله: (عدتها ألفٌ) ليسَ بصحيحٍ، إنما عدَّتها ألفان؛ لأنَّ الذي جعلَه مصراعًا منْ بيتٍ يجعله العروضيون بيتًا برأسِه، وذلك ظاهرٌ في المشطور من الرَّجز؛ لأنه إذا سقط شطرُه بقيَ الآخرُ بيتًا، وهو في الأصل نصفُ بيتٍ

لكنْ يحتمل أنْ يريدَ ألفَ مزدوجٍ ...... الخ

هكذا قالَ صاحبُ الصفوة الصفية شرح الدرة الألفية

وهذا الاحتمال عندي ـ أنا محمود ـ واردٌ لقول ابن معط:

لاسيما مشطور بحر الرجز ... إذا بني على ازدواج موجز

أو ما يضاهيه من السريع ... مزدوج الشطور كالتصريع

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يصح إذا كان عددها ألفين أن يقال عنها ألفية؟

يجيبنا ابن مالك بقوله:

وعلمَ التثنيةِ احْذِفْ للنسبْ ... وَمثلُ ذا في جمعِ تصْحِيحٍ وَجَبْ

هذا، والله أعلم، والسلام

ـ[شيخ المحققين]ــــــــ[16 - 11 - 2012, 09:59 م]ـ

بارك الله فيك يا شيخنا الجليل على حسن تجاوبك

وأقول: إذا كان الأمر كذلك فإن تامَّ الرجز لا ينطبق إلا على المقاصير، أو المقصورات، وقليلٍ جدا من قصائد الرجز كقصيدة مهيار.

وبناء عليه يمكننا إصدار الأحكام التالية:

1 - أن عامة شعر الرجز الذي نقرأه لأبي النجم والعجاج وابنه وغيرهم، والذي تمتلأ به كتب النحويين من مشطور الرجز.

2 - أن التنسيق الصحيح لهذه الشواهد يكون بوضع كل بيت في سطر مستقل.

3 - أن ما يفعله بعض كبار المحققين كالشيخين عبدالسلام هارون ومحمد عبدالخالق عضيمة من وضع هذين البيتين في سطر واحد بهذا الشكل:

قد سالم الحيَّاتُ منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشَّجعما

خطأ محضٌ، والصواب:

قد سالم الحيَّاتُ منه القدما

الأفعوان والشجاع الشَّجعما

وكذلك ما فعله الدالي والطناحي في قوله:

امتلأ الحوض وقال قطني ... سلًّا رويدًا قد ملأت بطني

والصواب أن توضع بهذا الشكل:

امتلأ الحوض وقال قطني

سلًّا رويدًا قد ملأت بطني

4 - أن كل شاهد يصلنا مفردًا، وله جزآن متماثلان في القافية فهو من مشطور الرجز لا محالة.

أكرر شكري وتقديري لك أخي الكريم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015