ملتقي اهل اللغه (صفحة 3117)

2 - أن تغير صورة الكلمة بعد دخول همزة الاستفهام عليها، سيضع أمام التلميذ صورة أخرى جديدة، لتلك الكلمة التي طالما مرت به في مجالات القراءة ونحوها، حتى ثبتت صورتها الخطية في ذهنه، وأصبح من اليسير عليه التقاطها بصريا، والنطق بها في سرعة بمجرد النظر إليها، وسيقف التلميذ أمام هذه الصورة الجديدة حائرا، وسيضطر إلى أن يتلبث، ويطيل النظر والتفكير؛ وبهذا نفسد عليه مهارته في القراءة المنطلقة السريعة، وحسبك أن تكتب أمامه أإنك، أئنك -أإذا، أئذا -أإله، أئله -أإفكا، أئفكا -أأجيب، أؤجيب -أألقي، أؤلقي، ونختبر مدى ما عاناه من صعوبة في قراءة الكلمات التي تغير فيها رسم همزة القطع بكتابتها على ياء أو واو بدل بقائها مرسومة على ألف.

ويزداد الأمر صعوبة إذا اشتملت الكلمة أصلا على أكثر من واو، مثل: أأؤدبه، أؤؤدبه، أأؤول هذا الكلام، أؤؤول، أعتقد أن النظر في هذه الكلمات، وإدراك ما بين كل كلمتين داخل قوسين، من اختلاف في الصعوبة الخطية، يشجعنا على أن نؤثر اطراد القاعدة، واعتبار همزة الاستفهام مثل بقية الحروف التي تدخل على الكلمات المبدوءة بهمزة قطع، فتظل هذه الهمزة معتبرة كأنها في أول الكلمة.

2 - أن تغيير صورة الكلمة بعد تغيير صورة الاستفهام، يفسد علينا وعلى التلاميذ أمرا آخر يتعلق بالنحو،

فنحن في درس النحو نقف أمام الجمل الاستفهامية، ونعنى بأن نفهم التلميذ: أن همزة الاستفهام في هذه الجملة كاملة مستقلة، وما بعدها كلمة أخرى، ونطالبه بهذا في التحليلات الإعرابية.

والرسم الإملائي الذي تعتبر فيه همزة القطع بعد دخول همزة الاستفهام همزة متوسطة، سيقف حتما عقبة في فهم هذه الحقيقة النحوية؛ لأن التلميذ قد فهم أن همزة الاستفهام مع ما بعدها كلمة واحدة، فلا يجرؤ على تمزيقها، والفصل بين جزأيها.

يبقى بعد ذلك لام الجر التي تليها أنْ المدغمة في لا، فالقاعدة السائدة الآن، تقضي بكتابة الهمزة على ياء: لئلا؛ لأنها اعتبرت همزة متوسطة وقد كسر ما قبلها، وكذلك لام القسم الداخلة على إنْ الشرطية، تعتبر همزة إنْ متوسطة وترسم على ياء؛ لأنها مكسورة: لئن.

وهنا نقول ما الداعي لهذا الاستثناء، والخروج عن القاعدة؟! وما الضرر في كتابة الكلمتين هكذا:

لِأَلَّا، لَإِنْ، فهذا الرسم يطابق النطق من جهة، ومن جهة أخرى يتيسر معه التحليل النحوي.

وما نظنه يعوق القراءة المرسلة، بل ربما كان مساعدا عليها، أما إدغام النون في لا، وحذفها من الكتابة فنعرض له في موضع آخر.

وللفطن المتأمل أن يسأل: ما الفرق في النطق بين: فإن، ولئن؟ بل لماذا احتفظت: أنَّ وهي مصدرية مثل أنْ، بصورتها مع اللام الجارة، فكتبتا: لأن؟ ولو عوملت معاملة أختها أنْ، لكتبت: لِئَنّ على اعتبار أن همزتها متوسطة كسر ما قبلها.

ألا يعفينا من هذا الاضطراب، ومن معاناة اختلال القياس أن نجعل القاعدة مطردة ليس منها استثناء؟

انتهى كلامه

ومما يجدر ذكره أنه بعد ذلك ذكر قاعدة الهمزة المتوسطة دون أن يعبأ بما قال من قبل؛ لأنه إنما قال ما قال اقتراحا، فذكر من قواعدها:

- أن يكون ما قبلها مفتوحًا وليس بعدها واو المد، فترسم الهمزة حيئنذ على واو:

مثل: يؤم، يؤز، أؤلقى، أؤنبئكم، يقرؤه، يكلؤك، مبدؤه، خطؤه، منشؤه، ملجؤهما، أؤقسم، أؤنزل، أَؤُؤَوِّل: الواو الأولى، يرزؤهم.

هذا، والله أعلم، والسلام

ـ[ابن أيمن الصرفي]ــــــــ[19 - 10 - 2013, 10:50 م]ـ

بارك لله فيكك وما معنى هذه الكلمة: أؤؤول. هل هو: هل أؤوِّل،بمعنى التفسير. ومصدره التأويل.

ـ[أبو عبد الرحمن الأثري]ــــــــ[20 - 10 - 2013, 08:59 ص]ـ

هل هناك شرح لمنظومة الأرجوزة في رسم الكلم المهمزة؟

ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[20 - 10 - 2013, 02:52 م]ـ

يا أخي،

(الدرة الأرجوزة في رسم الكلم المهموزة) نظمتُها منذ زمنٍ بعيد، وقدمتها هديةً إلى أستاذٍ لي، ولم تمتدَّ إليها يدي بالتعديل بعدَ أن وقعتْ في يده ـ رحمه الله ـ، ولم أقمْ بوضع شرحٍ لها، لكن قمت بكتابة بعض التعليقات التي توضِّح غامضَها، وتجدها هنا:

http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=5332

ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[20 - 10 - 2013, 03:10 م]ـ

أخي في الله ابن أيمن الصرفي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالفعل ـ يا أخي ـ هو: (أوَّل) ومصدره ـ كما ذكرت ـ: التأويل، ثُمَّ جِيء بمضارعِه للمتكلم: أُؤَوِّل، ثم أدخلنا عليه همزة الاستفهام، فصار إلى ما رأيت: (أَؤُؤَوِّل؟)

هذا، والله أعلم، والسلام.

ـ[أبو عبد الرحمن الأثري]ــــــــ[28 - 10 - 2013, 08:28 ص]ـ

بارك الله فيكم.

ـ[عبدالله بن إبراهيم]ــــــــ[11 - 11 - 2013, 11:23 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015