ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[22 - 12 - 2013, 09:05 م]ـ
إخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلي سؤالي أتوجه به إلى أهل العروض، وهو:
هل أبيات الوافر تأتي تامة؟
وأرجو أن يكون الجواب جاريا على قواعد أهل العروض؟
والسلام
ـ[عائشة]ــــــــ[23 - 12 - 2013, 02:52 م]ـ
فضيلة الأستاذ/ محمود محمد محمود مرسي -حفظه الله تعالَى-
وعليكم السَّلام، ورحمة الله، وبركاته، وبعدُ:
فلستُ من العَروضيِّينَ؛ ولكنْ جئتُ ههنا لأغترِفَ من البَحْرِ. ولعلَّكم أردتُّمُ التَّنبيهَ علَى أنَّه لا يُقال عن الوافرِ غيرِ المجزوءِ: إنَّه تامٌّ. وأنا أرغبُ في أنْ أستفيدَ ممَّا عندكم مِن تفصيلٍ عن هذا.
وشكرَ اللهُ لكم، ونفعَ بكم.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[23 - 12 - 2013, 06:51 م]ـ
أختي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:
فقد ذكر سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَوْم فَتْحِ خَيْبَرَ، فَقَبلَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَالْتَزَمَهُ، وَقَالَ: " مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أُسَرُّ بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَمْ بقدوم جَعْفَر "
وأنا أقولُ كما قالَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ما أدري بأيِّهما أنا أُسرُّ بذكائك الباهر أمْ بأدبك الوافر "
كل ما في الأمرِ ـ يا أختاهُ ـ أنَّني قرأْتُ مُنازعتَكِ في حَلِّ لغْزٍ للمقدشي، وكانَ أنْ أحلْتِه إلى موْضٌوعٍ في بحْرِ الوافر، فقَرأْتُ فيه كَلامًا يُخَالفُ ما أعرفُه، فقلتُ في نفسي أسْأَلُ سُؤالًا، وأنا أعْلَمُ ـ واللهِ ـ أنك ستفطنينَ إلى ما أرمِي إليه ـ لوْ قرَأْتِهِ ـ وأعلمُ كذلك مَاذا يكُونُ جَوابك، وسَوفَ أضعُ لكِ رابطًا يوضِّح ما عندي في الموضوعِ، وها هو:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=284546
فلتقْرئي ـ يا أختاهُ ـ المشَاركةَ رقم " 36 " لتقفِي عَلى رَأْيَ أهْلِ العروضِ في المسألةِ،
ثم إنَّ الَّذي آخذُه عليكِ إنما هُو قَولُك: (لستُ من العروضيين)، وأقولُ لك: إنْ لم تكوني منهم فمنْ؟
هَذا، والله أعلمُ، والسَّلام.
ـ[عائشة]ــــــــ[23 - 12 - 2013, 10:27 م]ـ
وعليكم السَّلام، ورحمة الله، وبركاتُه، وبعدُ:
فهذا مِنْ حُسْنِ ظنِّكُم -أُستاذَنا-. ومنكم ننهَلُ الأدبَ، والعِلْمَ.
وقد قرأتُ ما تفضَّلْتُم به، فانتفعتُ كثيرًا، وتعلَّمْتُ أشياءَ جديدةً كانَتْ خافيةً عليَّ، فجزاكم اللهُ خيرَ الجزاءِ، وأدامَ النَّفْعَ بكم.
وأقتبسُ من مُشارَكتكم القيِّمة قولَكم في (التامِّ):
فذُو التَّمَامِ أَحْرَزَ الْأَجْزَاءَ ... طُرًّا بِلَا نَقْصٍ بِهِ قَدْ جَاءَ
ثُمَّ (بِلَا نَقْصٍ بِهِ) أَيْ تَسْلَمُ ... عَرُوضُهُ وَالضَّرْبُ مِمَّا يَلْزَمُ
وَقِيلَ بَلْ مَا حَشْوُهُ جَازَ بِهِ ... مَا جَازَ فِي عَرُوضِهِ وَضَرْبِهِ
أَوْ قُلْ إِذَا أَجْزَاءُ هَذَا النَّظْمِ ... قَدِ اسْتَوَتْ جَمِيعُهَا فِي الْحُكْمِ
وَذَانِكَ الرَّأْيَانِ لَا تَعَارُضَا ... بَيْنَهُمَا كَلَّا وَلَا تَنَاقُضَا
وَاعْلَمْ بِأَنَّ ذَا التَّمَامِ قَدْ يَقَعْ ... فِي كَامِلٍ وَرَجَزٍ وَالْمُخْتَرَعْ
وقولَكم في (الوافي):
وسَمِّيَنَّ وَافِيًا مَا اسْتَوْفَى ... أَجْزَاءَهُ لَكِنْ بِنَقْصٍ يُلْفَى
فَهْوَ الَّذِي عَرُوضُهُ لَا تَسْلَمُ ... أَوْ ضَرْبُهَا مِنْ أَيِّ نَقْصٍ يَلْزَمُ
وَمَنْ يَقُلْ مَا جَازَ فِي ضَرْبَيْهِ ... مَا لَا يُرَى حَشْوًا فَلَا عَلَيْهِ
وشكرَ اللهُ لكم.
ـ[عائشة]ــــــــ[24 - 12 - 2013, 12:54 م]ـ
وعلَى ذِكْرِ الوافرِ التّامّ: فكنتُ قرأتُ في «ديوانِ البحتريّ 1119» قولَهُ في عبدِ الله بن المعتزِّ:
أبا العبَّاسِ برَّزْتَ علَى قَوْمِـ * ـكَ آدابًا وأخْلاقًا وتبْرِيزَا
فلَوْ صُوِّرْتَ مِن شيءٍ سِوَى النَّاسِ * إذَنْ كُنتَ من العِقْيانِ إِبْريزا
ولَمْ يُعْلِكَ إلاَّ كَرَمُ النَّفْسِ * بلَى فازْددتَّ بالمعتَزِّ تَعْزِيزَا
فأنتَ الغَيْثُ إذْ يَسْجُمُ واللَّيثُ * إذا يُقْدِمُ والصَّارِمُ مَهْزُوزا
فأمَّا حَلْبَة الشِّعرِ فتستوْلِي * علَى السَّبْقِ بها فَرْضًا وتمييزَا
بإحكامِ مَبانِيهِ وإبْدَاعِ * معانيهِ ولا يُوجَدُ مَغْمُوزَا
وإن جَنَّسْتَ لَمْ تَسْتَكْرِهِ القَوْلَ * وإن طَابَقْتَهُ طرَّزْتَ تَطْريزا
مدًى مَن رامَهُ غَيْركَ أنضاهُ * وأبدَى منه تقصيرًا وتَعْجيزا
فأمَّا دافِعُو فَضْلِكَ بالظُّلْمِ * فَجَوَّزْنا عليهمْ ذاك تَجْوِيزا
قالَ مُحقِّق الديوان الأستاذ حسن كامل الصيرفيُّ: (هذه القصيدةُ نظمَها الشاعرُ من بحر الوافر الَّذي لَمْ تُقطَف فيه العَروض ولا الضَّرب، وزنه «مفاعلتن» ستّ مرَّات، فجاء علَى أصل الوافر في الدَّائرة العروضيَّة) انتهى.
ولكنْ أقولُ: هل يمكن أن تكونَ الأبيات من بحر الهزج على أصلِه في الدائرة العروضيَّة؟
¥