ملتقي اهل اللغه (صفحة 3020)

ان المتتبع لتراث شيخ الاسلام ... سيجد عنده احتفاء قويا .. بمبدأ الواقعية ... وهو المعبر عنه ب"نفس الأمر" ... وهو المقابل للتقدير الذهني ... لذلك كان مناوئا لنهج المتكلمين .. بسبب انبناء كثير من نظرياتهم على .... مجرد تقديرات ذهنية .... والعبرة عند ابن تيمية لا بما تقدر بذهنك .... ولكن .. بما يوجد فى "نفس الامر" .. اي فى الخارج ...

هذا النزوع المنهجي الواقعي .. ظل ابن تيمية وفيا له ... وطبقه بكل لوازمه فى نظريته اللغوية ..

وهكذا .... طوح بمفهوم "المواضعة"وسلكه فى سلك التقديرات الذهنية ..... واعتبر ان جوهر اللغة .. هي استعمال "فى نفس الأمر" .... فأين ما وجهت وجهك ... لن تجد الا من يستعمل اللغة ... وقد يقال على سبيل الاعتراض ... فما بال هذه المصطلحات الجديدة ... فى كل العلوم .. أليست نتاج المواضعة ... ثم اليس من الممكن .. ان نخترع فى كل لحظة اعرافا لغوية ... غير مسبوقة ... هذا الاعتراض يبدو قويا (وهو عمدة من اعترض على ابن تيمية) ... لان شيخ الاسلام لا يمكن ان يتغاضى .. على انه فى كل علم .... تولدت مصطلحات ... بعضها مرتجل وبعضها منقول ...

لكن قوة هذا الاعتراض لبادي الرأي فقط .... لأن شيخ الاسلام سيزيحه بضربة واحدة ..

ألم تستعمل اللغة فى هذه المواضعة .... ؟ بلى ...

إذن هذا الاعتراض يقوي نظرية ابن تيمية .. ولا يقوضها .... فالرجوع الى الخارج اي الى "نفس الامر" ... لا نجد الا الاستعمال الذى نوظف به الكلمات" القديمة "ونضع به الكلمات" الجديدة" ... اما الوضع السابق للاستعمال ... فلا يشهد له الا التقدير الذهني ..... وقد قلنا آنفا انه لا سبيل الى البرهنة عليه ...

قال -رضي الله عنه-فى الايمان الكبير:"نعم قد يضع الناس الاسم لما يحدث مما لم يكن من قبلهم يعرفه فيسميه كما يولد لأحدهم ولد فيسميه اسما إما منقولا واما مرتجلا وقد يكون المسمى واحدا لم يصطلح مع غيره وقد يستوون فيما يسمونه وكذلك قد يحدث للرجل آلة من صناعة أو يصنف كتابا أو يبنى مدينة ونحو ذلك فيسمى ذلك باسم لأنه ليس من الأجناس المعروفة حتى يكون له اسم فى اللغة العامة .... "

فلا مجال للتشغيب عليه ... فالرجل واع بامكان الاصطلاح بين الناس ... ويقر به .. ويقبله ... وهذه الوظيفة اللغوية .. هي التي سماها علماء اللغة المعاصرون .. "الوظيفة الميتا لغوية "وادرجوها ضمن وظائف اخرى كالوظيفة الانفعالية والتعبيرية .. واللغوية (بالسكون) والاحالية .. (ينظر مثلا ما كتبه رومان ياكبسون .. احد الشكلانيين البنيويين ....)

انظر الى قوله: فيسميه اسما ... اي يستعمل اللغة ليفهم الناس ان ابنه منذ اليوم يسمى زيد .. او بكر ...

لكن اين هذا من ذاك .. فالوضع الاولي ثبتت به اللغة (على التقدير الذهني) .. الوضع الميتالغوي ثبت باللغة ... (فى نفس الامر) فليتأمل ..

ـ[عمر خطاب]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 05:02 م]ـ

هذا بحث عن المجاز وهل هو واقع في القرآن:

القرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، الْمُتَعَّبد بتلاوته، الْمُنَزَّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ?وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ? [الشعراء192: 195]، فهو مُعْجِزة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولأن الزمن الذي وُلِدَ وبُعِثَ فيه النبي صلى الله عليه وسلم كان زمن الفصاحة والبلاغة والبيان، وجدنا أن معجزته صلى الله عليه وسلم جاءت من جنس ما نبغ فيه قومه -كما هو حال معجزات الرُّسل السابقين مع أقوامهم- فالعرب قد برعوا في قرض الشعر وفي الفصاحة والبلاغة، حتى إنهم كانوا يَعْقِدُون في سوق عكاظ مُبَاريات أدبِيَّة يلقي فيها كل شاعر نتاجه الأدبي من الشعر والفنون الأدبية الأخرى، ويقوم النُّقَّاد باختيار القصائد الجيدة، ويَتِمُّ تعليقها على الكعبة، كما هو الحال في الْمُعَلَّقات.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015