ملتقي اهل اللغه (صفحة 2522)

ومن كلام الجاحظ في هذا الباب:"وقبيح بالمتكلم أن يفتقر إلى ألفاظ المتكلمين في خطبة، أو رسالة أو في مخاطبة العوام والتجار،أو في مخاطبة أهله وعبده وأمته أو في حديثه إذا تحدث، أو خبره إذا أخبر،وكذلك فإنه من الخطأ أن يجلب ألفاظ الأعراب،وألفاظ العوام وهو في صناعة الكلام داخل،ولكل مقام مقال ولكل صناعة شكل.

ومن حديث أبي هلال العسكري عن هذا الأصل:"ولايكلم سيد الأمة بكلام الأمة،ولا الملوك بكلام السوقة". لأن ذلك جهل بالمقامات،ومايصلح في كل واحد منهما من الكلام. وأحسن الذي قال: لكل مقام مقال. وربما غلب سوء الرأي، وقلة العقل على بعض علماء العربية، فيخاطبون السوقي والمملوك والأعجمي بألفاظ أهل نجد،ومعاني أهل السراة، كأبي علقمة إذ قال لحجامه:"اشدد قصب الملازمن وأرهف ظباة المشارط، وأمر المسح،واستنجل الرشح، وخفف الوطء وعجل الترع،ولاتكرهن أبيا، ولا تمنعن أتيا". فقال له الحجام: ليس لي علم بالحروب.

ورأى الناس قد اجتمعوا عليه، فقال: مالكم تكأ كأتم علي كأنكم قد تكا كاتم على ذي جنة افرنقعوا عني.

ومن ذلك قول ابن رشيق القيرواني:" أول مايحتاج إليه الشاعر بعد الجد الذي هو الغاية،وفيه وحده الكفاية حسن التأتي والسياسة، وعلم مقاصد القول؛ فإن نسب ذل وخضع،وإن مدح أطرى وأسمع،وإن هجا أخل وأوجع، وإن فخر خب ووضع، وإن عاتب خفض ورفع، وإن استعطف حن ورجع ولكن غايته معرفة أغراض المخاطب كائنا من كان؛ ليدخل إليه من بابه، ويداخله في ثيابه، فذلك هو سر صناعة الشعر ومغزاه الذي به تفاوت الناس وبه تفاضلوا .....

وقد قيل:

لكل مقام مقال وشعر الشاعر لنفسه وفي مراده وأمور ذاته من مدح وغزل، ومكاتبة، ومجون، وخمرية،وما أشبه ذلك غير شعره في قصائد الحفل التي يقوم بها بين السماطين: يقبل منه في تلك الطرائق عفو كلامه، وما لم يتكلف له بالا، ولا ألقى به، ولا يقبل منه في هذه إلا ما كان محككا، معاودا فيه النظر، جيدا، لاغث فيه ولا ساقط،ولا قلق،وشعره للأمير والقائد غير شعره للوزير والكاتب، ومخاطبته للقضاة والفقهاء بخلاف ما تقدم من هذه الأنواع .. "

وقد اتسع حديث العلماء عن هذا الأصل البلاغي وفصل فيه القول حتى أصبح أدخل مفاهيم البلاغة في تعريفها.

يتبعوردة1>>>>>

ـ[ابو الحسين الأثري]ــــــــ[22 - 12 - 2011, 01:37 ص]ـ

بارك الله فيكم.

ـ[تألق]ــــــــ[23 - 12 - 2011, 12:50 ص]ـ

موفقة أختي

أنا أدرس التحرير الأدبي وعنايته باللفظ أكثر

فأجبني هذا الموضوع، التحرير البلاغي.

استمري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015