ولا يبني عمله الأدبي على إنسان مقهور محطم يائس وتكون تقنيات تعامله مع هذه المعايشة سيجارة وكأس خمر وغانية، وينسى ربه ودعاءه وسلوكيات المؤمن في المصيبة.
ولا يجعل موضوعه تمجيد ما هو غير إسلامي والحط مما هو إسلامي كما فعل علاء الأسواني في روايته "شيكاغو" التي كانت فيها المحجبة ساقطة في الفاحشة والملتحي منافق مراء أما الشيوعي والنصراني فهما النموذجان الناصعان المخلصان.
ولا يبني عمله الأدبي على انتهاك ما هو مقدس ديني اعتمادا على كون الحكومات لا يعنيها أمر الدين بقدر ما تعنيها الأمور المتصلة بالحكم والسلطة كما فعل صاحب رواية "وليمة لأعشاب البحر".
و ... و ... إلخ.
والسابق يكفي مثالا والمتابع يمكنه أن يقرأ ويصنف ويحلل.
2 - الصراع
الصراع هو قوام الحركة الأدبية للأحداث على تفاوت في ظهوره، والأديب الملتزم الإسلام منهجا يظهر التزامه في عنصر الصراع في سببه ومسيرته وإنهائه.
كيف؟
لن يدير الأديب الملتزم إسلاميا صراعا حول الإيقاع بامرأة في شهوة فاسق يظل يحكي ويحيك الحيل، ولن يجعل لحظات الضعف الإنساني موضوعا للصراع يبني عليها حبكته الفنية فيظل البطل يسيطر على الضحية خوف الفضيحة وتظل هي خاضعة للسبب ذاته، ولن يجعل الجنس سببا للصراع، ولن ... ولن ... إلخ.
3 - مصادر ثقافة أبطاله
لن يحصر الأديب مصادر ثقافة أبطاله في الثقافة الغربية ولا يرى الأدب إلا ذلك، بل سيجعل القرآن والسنة وسيرة الصحابة وأعلام الحضارة الإسلامية المصادر الأولى الأساسية، ثم ينوع بما يلائم ذلك من الثقافة الغربية فلسفة أو نقدا أو غير ذلك.
ويظهر ذلك في عادات شخصياته وسلوكياتها في حياتها الأسرية والعملية والاجتماعية والثقافية، فلا تجد رجل أعمال يقيم غداء عمل تشرب فيه الخمر، ولا تجد تاجرا يجري عقدا يعلم فيه حراما، ولا تجد مثقفا يدير حوارا حول المقدس من دون علم، و ... إلخ.
4 - الشخصيات
عند رسم شخصيات عمله سيستحضر هدي القرآن في التعبير عن أشد اللحظات خصوصية بما يُعرِّفها ويصون سامعها عما يدنس الطهر.
كيف؟
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 189].
فهو يتأمل جملة {تَغَشَّاهَا} ويستحضرها ويتمثلها فلا يتجاوز عند رسم شخصياته رسما خارجيا أو داخليا؛ فلن يظهر الفحش في العبارة، ولن يسرف في وصف النساء الجسدي؛ لأنه يعلم أن الوصف المطلوب هو ما يخدم سياق العمل الأدبي، ولن تكون الشهوة وإثارتها هدفا له.
5، 6، 7، 8، 9 - الحلم، وتيار الوعي، والحوار الداخلي "المونولوج"، والمذكرات، والرسائل
لن يحمله كون الحلم خارج السيطرة، وكون تيار الوعي غير منظم، وكون الحوار الداخلي غير معلوم عند شخصيات العمل الأدبي الأخرى، وكون المذكرات يكتبها الإنسان في عدم وجود آخرين، وكون الرسائل فعل شخصي محصور بين المرسل والمرسل إليه- على أن يقترب من الحرام؛ لأنه يعلم أن أدبه فعل من أفعال الوعي الخاص به.
10 - الحوار
لن يدير حوارا بين رجل وامرأة في خلوة، ولن يشيع جو الاختلاط، ولن يشعر القارئ أن الأدب ابن بيئة المعصية فقط، ولن يسف بحجة مواءمة طبيعة الشخصية.